وسط مخاوف من تفجر موجة إرهابية.. أمير الإخوان يطلق المرحلة النهائية للثورة في بنغلاديش

وسط مخاوف من تفجر موجة إرهابية.. أمير الإخوان يطلق المرحلة النهائية للثورة في بنغلاديش

وسط مخاوف من تفجر موجة إرهابية.. أمير الإخوان يطلق المرحلة النهائية للثورة في بنغلاديش


05/07/2023

يبدو أنّ الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في بنغلاديش، قررت الوصول إلى حافة الهاوية، في صراعها مع حكومة حزب عوامي، بالتزامن مع تقارير محلية أكدت أنّ الجماعة تتفاوض بالفعل مع جهة أمنية في البلاد للحصول على كوتة في الانتخابات المقبلة.

تصعيد مجيب الرحمن

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن قرر التصعيد بشكل مفاجئ، حيث يقود النائب البرلماني السابق التيار الرافض للحوار مع الحكومة داخل الإخوان. مجيب الرحمن ألقى كلمة نارية في دكا، قال فيها: إنّ الحكومة الحالية استولت على السلطة بشكل غير قانوني، وفور وصولها إلى السلطة، أطلقت نظاماً استبدادياً للبقاء في الحكم لأطول وقت ممكن.

مجيب الرحمن هدد مباشرة باستخدام القوة، وقال: إنّ جماعته هي التي أطاحت بحكم الجنرال محمد حسين إرشاد (1983-1990)، وقال: "نواصل حركتنا من أجل الإطاحة بهذا النظام الاستبدادي، ولاستعادة حقوق المواطنين المسلوبة، ومثلما أطحنا بالحكومة العسكرية والدكتاتور العسكري الجنرال إرشاد، وأعدنا الحقوق المسلوبة للشعب؛ سنكون قادرين على القيام بتلك المهمة مرة أخرى".

 أمير الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش، شفيق الرحمن

جدير بالذكر أنّ أمير الجماعة الإسلامية السابق الشيخ مقبول أحمد أصدر في 14 تموز (يوليو) العام 2019 بياناً رسمياً، أعرب فيه عن عميق حزنه ومواساته في وفاة الرئيس السابق الجنرال حسين محمد إرشاد، إثر وفاته في المستشفى العسكري! ممّا يعكس تناقضات الإخوان وتبدل مواقفهم، تبعاً للوضع السياسي القائم، وحجم المكاسب التي يمكن الفوز بها.

مجيب الرحمن طالب بإطلاق سراح أمير الجماعة الإسلامية شفيق الرحمن، زاعماً أنّ الشعب لا يريد للحكومة الحالية أن تستمر.

المرحلة النهائية لثورة موهومة

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية، أعلن على الملأ شروع جماعته في بدء ما سمّاه: "المرحلة النهائية للثورة الشعبية"، وقال: "قررنا الإعلان عن المرحلة النهائية للثورة الشعبية، بالتعاون مع جميع الأحزاب السياسية، التي تتكون من مطلب واحد فقط، وهو تشكيل الحكومة الانتقالية، واستقالة الحكومة الحالية وحلّ البرلمان".

الجماعة الإسلامية أعلنت أنّها لن تقبل بالحلول الوسط، وأنّها قررت الانتقام من الحكومة التي أعدمت قياداتها، وأنّ الوقت قد مضى، ولا سبيل سوى الثورة وتغيير نظام الحكم بشتى السبل.

كثفت السلطات الأمنية البنغالية من تواجدها في الأماكن الحيوية، وسط أنباء أكدت وجود مخاطر حقيقية لإدخال البلاد في موجة من العنف، وتفجير الأزمات الطائفية

 

مجيب الرحمن أعلن بكل وضوح أنّ الجماعة الإسلامية لن تقبل ببقاء الحكومة التي وصفها بالاستبدادية، وتوعد بالانتقام، طالما ظل وجماعته على قيد الحياة. وأضاف: "هذه الحكومة الاستبدادية هي التي قتلت قادة الجماعة الإسلامية الكبار، وعلى رأسهم أمير الجماعة الإسلامية الشيخ مطيع الرحمن نظامي، قضائياً وبطريقة مخططة مسبقاً". وتابع: "لذلك لا مجال لتقديم أيّ تنازلات، أو التوصل إلى حل وسط مع الحكومة"، في رفض صريح لمخرجات اللقاءات السرّية بحسب مراقبين.

وفيما يُعدّ إشارة إلى دخول البلاد نحو موجة من العنف والعمليات الإرهابية، قال مجيب الرحمن: "نحث المواطنين على أخذ كل الاستعدادات اللازمة للحركة الشعبية ضد هذه الحكومة". وتابع قائلاً: إنّ "حكومة رابطة عوامي الحالية دمرت النظام القضائي في البلاد، القاضي موجود ومباني العدالة موجودة، أمّا العدل، فهو غائب تماماً عن الساحة، فلا توجد سيادة لقانون، وإذا كان هناك حكم للقانون، لحصل قادة الجماعة الإسلامية الكبار، الذين تم إعدامهم قضائياً، والعلماء الذين يقبعون في السجون حالياً، على العدالة من السلطة القضائية وأطلقت سراحهم".

عضو المجلس التنفيذي المركزي للجماعة الإسلامية، ومدير مكتبها الإعلامي المحامي مطيع الرحمن أكند، حرّض الشعب على التظاهر لمواجهة الأزمة الاقتصادية

 

وأضاف مجيب الرحمن: "ما نلاحظه حالياً هو أنّه لا يتم إطلاق سراح الذين يتم الإفراج عنهم من المحكمة العليا بكفالة، رغم توافر كل الأركان القانونية، وفوق هذا يتم إعادة اعتقالهم في قضايا ملفقة ومفبركة جديدة، ومن بين ضحايا هذا الاحتيال القانوني؛ أمير الجماعة الإسلامية الدكتور شفيق الرحمن، والأمين العام للجماعة الإسلامية ميا غلام بروار، والأمين العام المساعد الشيخ رفيق الإسلام خان، والعديد من الآخرين أصبحوا ضحايا للتعذيب والقمع"، بحسب مزاعمه.

ترقب وتكثيف للتواجد الأمني

من جهتها، كثفت السلطات الأمنية البنغالية من تواجدها في الأماكن الحيوية، وسط أنباء أكدت وجود مخاطر حقيقية لإدخال البلاد في موجة من العنف، وتفجير الأزمات الطائفية، وسط تهديدات إخوانية متلاحقة.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

الشرطة التي سمحت بتظاهرة إخوانية قبل عيد الأضحى، عادت ومنعت منح تراخيص التظاهر للجماعة الإسلامية، كما أنّها أعدت كل ملفات الإحالة إلى القضاء، الخاصة بقيادات الجماعة الإسلامية، وصدت بكل الأدلة الممكنة التحركات الإخوانية الأخيرة في البلاد، والمخططات الرامية إلى تفجير الشارع، وإرهاب الآمنين.

عضو المجلس التنفيذي المركزي للجماعة الإسلامية، ومدير مكتبها الإعلامي المحامي مطيع الرحمن أكند، حرّض الشعب على التظاهر لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وقال: إنّ رفاهية المواطنين وحريتهم أمر مرهون بتغير الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في البلاد وإرساء مبادئ وأسس الإسلام، مطالباً الشعب بالثورة على الحكومة العلمانية.

 وأضاف مطيع الرحمن في كلمة تحريضية: إنّ بنغلاديش تواجه اليوم أزمات متعددة الأوجه في مختلف القطاعات؛ بسبب الفساد وسوء الحكم، وانتهاك حقوق المواطنين. وزعم أنّ الأمر استفحل في جميع القطاعات، دون وجود أيّ مبادرة فعالة للحدّ من معاناة المواطنين. مطالباً بتقويض الدولة؛ لأنّها فشلت، بحسب مزاعمه، في الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة، وحمايتها وتوفير الوظائف للمواطنين.

الشرطة البنغالية تلقت مثل تلك التصريحات بحذر شديد، وكثفت من حماية المؤسسات السيادية، وسط أنباء عن احتمال توجيه ضربة استباقية للإخوان، في حال لم يتم التوصل إلى تهدئة، وإقناع الجماعة بالرجوع عن مخططاتها.

مواضيع ذات صلة:

إخوان بنغلاديش ومحاولة استدعاء التدخل الأجنبي في الصراع مع الحكومة

بنغلاديش: حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإخوان.. والجماعة الإسلامية تتحدى الدولة

إخوان بنغلاديش يواجهون الخطط المالية الطموحة للحكومة بالسخرية والتحريض



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية