في زمن كورونا.. مجلس الإمارات للإفتاء يصدر فتاوى تتعلق بشهر رمضان

في زمن كورونا.. مجلس الإمارات للإفتاء يصدر فتاوى تتعلق بشهر رمضان


20/04/2020

ناقش مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في اجتماعه الذي عقد عبر الاتصال المرئي، أمس، العديد من المستجدات الفقهية المتعلقة بمرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، داعياً إلى اغتنام فرصة الصيام لشكر الله تعالى على نعمه، والدعاء بالخير للبلاد والقيادات.

مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يجيز الافطار في رمضان للمصابين بمرض كورونا وللكوادر الطبية

وناقش المجلس خمسة مستجدات فقهية يحتاج النَّاس لمعرفة الحكم الشرعي فيها، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، فقد أفتى المجلس بوجوب الصيام على الأصحاء المكلفين بوجوب الصيام، امتثالاً لقول الله تعالى: "فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"، كما أجاز المجلس للمصاب بفيروس كورونا أن يفطر عندما تظهر عليه الأعراض الأولى للمرض، أما إذا أخبره الطبيب بأنَّ الصوم سيفاقم مرضه، فإنَّه يجب عليه الإفطار في هذه الحالة، على أنَّ المعول عليه في تحديد مستوى المرض وخطورته هم أهل الخبرة من الأطباء والجهات الحكومية المختصة، وقد رخَّص المجلس في فتواه للكوادر الطبية الذين يمثلون الخط الأمامي في مواجهة هذا الوباء أن يفطروا في أيام عملهم إنْ كانوا يخافون أن يؤدي صومهم إلى ضعف مناعتهم أو تضييع مرضاهم، مستنداً في ذلك إلى مقاصد الشرع الحنيف وأقوال الأئمة من العلماء الراسخين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وفي الفتوى الثانية التي أصدرها، ناقش المجلس صلاة التراويح في البيوت خلف إمام المسجد أو عبر البث المباشر من المذياع أو التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بيّـن المجلس: أنَّه في ظلِّ الإجراءات الحالية ووضع الوباء الذي يهدد أرواح النَّاس وصحتهم، فإنَّ على الناس أن يصلوا التراويح في بيوتهم فرادى أو أن يؤم الرجل أهل بيته، بما يحفظ من القرآن الكريم أو من خلال القراءة من المصحف.
وقد تحدث المجلس عن صلاة العيد فيما لو استمرت الظروف الحالية، فقد بيّـن المجلس في الفتوى الثالثة التي صدرت عنه أنَّ على الناس في مثل هذه الحالة أن يصلوا العيد في بيوتهم فرادى أو جماعة مع أهل بيتهم دون خطبة للعيد، وقد نص العلماء على ذلك في كتبهم وهو قول جمهور العلماء، وقد نبَّه المجلس إلى الحذر من الدعوة إلى التجمع في مثل هذه الظروف، لما فيه من تعريض حياة النَّاس للخطر والمهالك، وأنَّ مثل هذه الدعوات حرام شرعاً.

المجلس يحدد ضوابط صلاة التراويح وصلاة العيد في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد

وجاءت الفتوى الرابعة للتأكيد على عدم صحة صلاة الجمعة في البيوت أو اقتداءً بمن يصليها عبر البث المباشر، وأنَّه يجب على الجميع صلاة الظهر في بيوتهم ظهراً بدلاً عن الجمعة؛ حيث إنّ للجمعة هيئة مخصوصة تقام عند حصولها وتسقط عند عدمها، ويحرم اللجوء إلى الصور الشاذة الملفقة المخالفة لجميع المذاهب والتي لا تبرأ بها الذمة، وذكَّر المجلس بوجوب التقيد بأوامر وليِّ الأمر بمنع الاجتماعات وتوقيف صلاة الجماعة والجمعة لوجود العذر الشرعي المانع من إقامتها، حفاظاً على حياة النَّاس وسلامتهم وللوقاية من انتشار المرض المعدي عند اجتماع النَّاس في المساجد، ذلك أنَّ ضروري الحياة مقدمٌ على ضروري الدِّين وجزئياته.
وفي ختام الاجتماع، دعا مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عموم المسلمين للالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء وكثرة الاستغفار، واستغلال شهر رمضان بالطاعات والقربات، ومد يد العون للمستحقين والمحتاجين، والتعامل مع الظروف التي نمرُّ بها بإيجابية وتفاؤل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية