ضربة قاصمة للجماعات الإسلامية في المغرب... القضاء يدين قيادياً بارزاً بهذه التهم

أدانت محكمة مغربية قيادياً بارزاً في جماعة العدل والإحسان الإسلامية، بتهمة التحرش الجنسي، وقضت بحبسه عاماً، وإلزامه بدفع تعويض لضحية التحرش.

وقال القيادي في الجماعة حسن بناجح لوكالة "فرانس برس": إنّ المحكمة الابتدائية بمكناس (شمال وسط) قضت بإدانة محمد أعراب باعسو بالحبس عاماً واحداً "من أجل التحرش الجنسي والإخلال العلني بالحياء"، مع تعويض بحوالي (6) آلاف دولار للضحية المطالبة بالحق المدني.

من جانبها، قالت محامية الضحية: إنّ لائحة الاتهام شملت "الاتجار بالبشر"، و"الإخلال العلني بالحياء"، و"استدراج أشخاص لممارسة الدعارة"، بعدما اتهمته تلك السيدة "باستغلالها جنسياً"، وأضافت محامية الضحية أنّ المتهم "كان يستغل هشاشة ضحيته، مقابل وعد بتوظيفها".

محكمة مغربية تدين محمد أعراب باعسو بتهمة التحرش الجنسي، وتقضي بحبسه عاماً، وإلزامه بدفع تعويض لضحية التحرش بحوالي (6) آلاف دولار

والقيادي محمد أعراب باعسو يظهر في برامج دينية ومعروف بنشاطه الدعوي ‏إلى أن عرّت فضيحة التحرش الجنسي ازدواجية الخطاب للجماعة الإسلامية التي دافعت عنه بشدة، ‏ولم تندد بالسلوك المنافي للمبادئ الدينية والأخلاقية، رغم أنّ قرار الإدانة استند إلى أدلة قطعية، وأخذ ‏المسار القضائي الوقت المطلوب قبل صدور الحكم أمس، واعتبرت جماعة العدل والإحسان أنّه حوكم بسبب نشاطه السياسي، وفق ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية.

وفي السياق، تمسك باعسو ببراءته من كل التهم المنسوبة إليه رغم القرائن والإثباتات. وقال إنّه تعرض لضغوطات وتهديدات ومساومات أثناء اعتقاله في مدة الحراسة النظرية، مدعياً أنّ المحققين ناقشوا معه مواضيع لا علاقة لها بالملف نهائياً ولا تقربه بأيّ صلة، بحسب ما نشرته جماعة الإحسان على موقعها الإلكتروني.

باعسو يشكك بقرار المحكمة، ويؤكد أنّه تمت مساومته، وجماعته تسيء للقضاء، وتعتبره قراراً سياسياً بسبب انتمائه للجماعة

وادعى كذلك أنّ اعتقاله "كان بسبب الانتماء لجماعة العدل والإحسان التي تربى فيها منذ شبابه، معبراً عن اعتزازه بهذا الانتماء وتشرفه به، ومثنياً على الجماعة التي تعلم فيها معاني الرجولة والإيمان والأخلاق ومعاني الخير للأمّة، ومجموعة من القيم العظيمة ومن أهمها الصبر"، وفق المصدر ذاته.

وشنت الجماعة الإسلامية المحظورة حملة للتشكيك في قانونية اعتقال باعسو، وحاولت لفت الأنظار عن الفضيحة الأخلاقية التي لم تكن استثناء في سياق فضائح أخرى تتعلق عموماً بقادة وأعضاء في جماعات إسلامية محلية أو دولية، بما في ذلك التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

واستهدفت الحملة أيضاً تشويه القضاء الذي أكد مراراً استقلاليته، وأنّه لا يتأثر بحملات الضغوط المحلية أو الدولية، والذي استند في حكمه لأدلة قطعية أكبر من أن تحجبها الرواية المضللة التي تحاول جماعة العدل والإحسان تسويقها.       

وتمثل جماعة العدل والإحسان تياراً سياسياً إسلامياً ذا توجه صوفي، وهي شبه محظورة في المغرب.