إخوان المغرب في 2023... عام من الفضائح السياسية والأفكار الظلامية

إخوان المغرب في 2023... عام من الفضائح السياسية والأفكار الظلامية

إخوان المغرب في 2023... عام من الفضائح السياسية والأفكار الظلامية


25/12/2023

بعد أن مُني حزب العدالة والتنمية بهزيمة انتخابية أخرجته من السلطة، وصفها محللون بأنّها "مذلة"، واصل إخوان المغرب خلال عام 2023 البحث عن منافذ لاستعادة ثقة قواعدهم بعد أن أصابتهم الهزيمة الانتخابية بالإرباك وبحالة من التشظي والخلافات الداخلية، إضافة إلى تراجع شعبيتهم لمستويات متدنية تجسدت في فشلهم في حشد الشارع أو حتى من أنصارهم.

وعلى وقع الأزمات، عاش الإخوان في المغرب جملة من "الفضائح السياسية"، أوّلها قبول جامع المُعتصم، أحد أكبر القيادات الإخوانية في المغرب، وأبرز مؤسسي حزب العدالة والتنمية، بمنصب "مكلف بمهمة" في ديوان عزيز أخنوش رئيس الحكومة الحالية، وهو المنصب الذي يفوق منصب مستشار، وذلك بعد أن أعلن الإخوان حتى من قبل عقد الانتخابات التشريعية، مُعارضتهم حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة المغربية الحالية.

كما تفجرت لاحقاً فضائح فساد، فالحزب الإخواني، الذي اتخذ من "محاربة الفساد" شعاراً لحملاته الانتخابية منذ 2011، كان أعضاؤه وقياداته في أكثر من مرة عنوان فساد في استعمال السلطة.

وفي لقاء حزبي، اعترف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، باستغلال منصبه الحكومي لحصول ابنه على وثيقة إدارية، بعدما رفضت السلطة الإدارية المعنية تسليمه إيّاها.

واصل إخوان المغرب خلال عام 2023 البحث عن منافذ لاستعادة ثقة قواعدهم، بعد أن أصابتهم الهزيمة الانتخابية بالإرباك

ولم تتوقف فضائح الجماعة عند ذلك الحد، فقد كشف زلزال الحوز المُدمر الذي توفي على إثره نحو (3) آلاف شخص وأصيب الآلاف، وشُرّد (3) ملايين نسمة قبل أشهر، كشف أفكار الحزب الداعشية، بعد أن ربطوا بين الزلزال و"انتشار المعاصي".

فقد ربط بيان للأمانة العامة للحزب الإخواني الزلزال المدمر بـ "المعاصي والمخالفات بمعناها العام والسياسي"، التي تشهدها "الحياة السياسية عامة، والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها"، وخلّف البيان حينها حالة استياء عارمة في صفوف المغاربة، انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف نشطاء مضمونه بـ "النشاز" و"المسيء إلى أهل الحوز"، مركز الزلزال المدمر.

جملة من الفضائح السياسية أوّلها قبول جامع المُعتصم منصب "مكلف بمهمة" في ديوان عزيز أخنوش.

على إثر ذلك، برزت استقالات جديدة أعقبت موجة الاستقالات التي تبعت الهزيمة السياسية النكراء قبل عامين، ولم تترك في الحزب إلا بنكيران وبعضاً من مريديه الذين يتحكم في توجهاتهم وتصريحاتهم.

عبد القادر إعمارة، أحد الوجوه البارزة للحزب منذ تأسيسه، الذي شغل عدة مناصب سياسية، وكُلف بحقائب وزارية متعددة خلال قيادة الحزب الإخواني للحكومة، كان أول المُستقيلين بسبب البيان.

كما تبرّأ محمد يتيم، الإخواني المعروف بمواقفه المتطرفة، من البيان، واصفاً إياه بـ"الشارد"، واعتبر أنّه "غير موفق أيضاً من زاوية ربط الزلزال بالذنوب والمعاصي"، مؤكداً أنّه "لا أحد يمكن أن يجزم أنّ أقدار الزلزال أو الفيضان أو الأوبئة أو الأمراض أو هذا الزلزال تعييناً أو ذاك هو عقاب من الله! بل القول بذلك والإيحاء به هو من باب التألي على الله".

النقاش الوطني حول تعديل مدونة الأسرة كان فرصة أخرى لكشف الأفكار الظلامية للحزب الإخواني، الذي خرج بموقف وحيد بشأن زواج القاصرات، الذي يُجمع المغاربة جميعاً على ضرورة منعه، بل تجريمه، حفظاً لمصالح الفتاة المغربية، وضمان حقها في الدراسة وبناء مستقبل كريم.

وقد عبّر عبد الإله بنكيران صراحة عن رفض حزبه الدعوات الحقوقية بشأن منع زواج من هنّ أقلّ من (15) عاماً، الشيء الذي لاقى سيلاً من الانتقادات الحقوقية والسياسية.

وعلى امتداد أشهر استغل إسلاميو المغرب أزمة التعليم في المغرب إلى مربع المشاحنات، مع دفع لا يهدأ لتأزيم الوضع برغم توصل الائتلاف الحكومي بقيادة عزيز أخنوش إلى صيغة مقبولة تعيد الأساتذة إلى عملهم وتنهي الإضرابات بتسقيف الزيادة في الأجور.

وقد فتحت هذه الأزمة الأبواب للإسلاميين للعودة مجدداً إلى المشهد بعد انكفاء بالإكراه ناجم عن فقدان الحزب ثقة الشارع، وحتى ثقة غالبية قاعدته الانتخابية والشعبية، وسط انقسامات وتصدعات داخلية واستقالات وانتقادات لتفرد الأمين العام للحزب عبد الاله بنكيران بالقرار.

اعترف عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية باستغلال منصبه الحكومي لحصول ابنه على وثيقة إدارية

ووجد بنكيران في أزمة التعليم فرصة لإعادة التموقع ودفع الأزمة إلى أقصاها بعيداً عن أيّ حل وسطي يمكن أن يرضي جميع الأطراف وينقذ العام الدراسي، وهذا، كما يبدو، آخر اهتمام على أجندة الحزب الإسلامي.

يُذكر أنّ حزب العدالة والتنمية تراجع إلى المرتبة الثامنة في الانتخابات التشريعية الأخيرة مكتفياً بـ (13) مقعداً فقط، مقابل (125) مقعداً في البرلمان السابق، في نكسة سياسية تقول مراكز بحثية مهتمة بشؤون جماعات الإسلام السياسي إنّها تشكل سقوطاً لمشروع التمكين، وأنّها تجسد فشل الإسلاميين في الحكم.

مواضيع ذات صلة:

إخوان المغرب يعيدون أزمة التعليم إلى الواجهة... ما غايتهم؟

تحديات تواجه إخوان المغرب في مؤتمرهم التاسع.. ما أبرزها؟

الديبلوماسية الروحية تساعد المغرب على مواجهة التمدد الإيراني في أفريقيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية