تلعب العادات الصباحية التي تمارسها أول 60 دقيقة من الاستيقاظ دوراً في تحديد سلوكك ومزاجك خلال اليوم؛ فالعادات الصباحية الصحية لها تأثيرات مهمة وعميقة في مدى ممارسة الإنسان للسلوكات الصحية في الحياة اليومية.
عادات صحية
ومع معرفتنا بهذا، يركز معظمنا عند الاستيقاظ صباحاً على الاستعداد والخروج من المنزل بأسرع وقت ممكن. وفي زحمة هذا التسرع، قد لا نأخذ وقتنا لبدء صباحنا بالطريقة الصحية للجسم والنفس، ولذا علينا التخلص من بعض تلك العادات وممارسة غيرها مع بدء النهار.
جوانا كلينمان: إن الأشخاص الذين يتفقدون بريدهم الإلكتروني بشكلٍ متكرر خلال اليوم يعايشون مستوى أعلى من التوتر النفسي
وتحت عنوان "كيف تصنع روتين الاستيقاظ من النوم من أجل صباح أفضل في كل صباح"، تقول رابطة القلب الأمريكية ما ملخصه إنه "يمكن لعادات روتين الصباح الفعّال، أن تساعدك على إيقاظ شعورك بطاقة النشاط والإعداد لما ستقوم به في اليوم التالي، كي تبدأ يومك بشكل صحيح وتنجح في صناعة يوم جديد".
وفي تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" ذكرت 5 عادات صباحية يجدر بنا التخلص منها، لنتعرف إليها..
أولاً: تفاوت وقت الاستيقاظ
لا تغير وقت الاستيقاظ بشكل كبير؛ لأن ذلك يخلخل الروتين الطبيعي لجسمك. ولا تقلل من ساعات النوم الليلي في عدد من الأيام على أمل أن تقوم بتعويض تلك الساعات في أيام أخرى بالاستيقاظ المتأخر، بل تأكد من حصولك على قسط كامل من النوم كل ليلة حتى تكون جاهزاً في صباح اليوم التالي.
إن الساعة البيولوجية للجسم أحد أهم ما على المرء الاهتمام به وبصحته وبانضباطه؛ لأنها هي التي تحرك إيقاع جميع العمليات البيولوجية للجسم بطريقة التكيف مع دوران كوكبنا الأرضي. وعلى مدار دقائق الليل والنهار تعمل الساعة البيولوجية على ضبط عدة أمور في الجسم، مثل السلوك، والمزاج، ومستويات الهرمونات، والنوم، ودرجة حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي، وضغط الدم، وقدرات التنسيق الذهني والبدني، وقدرات حركة العضلات، وغيرها كثير. وقد دلت كثير من نتائج الدراسات الطبية على تأثير عدم النوم في الليل بشكلٍ كاف على ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وغيرها.
ويعد أحد أهم العوامل المساعدة في ضبط عمل هذه الساعة البيولوجية هو الحرص على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر.
ثانياً: إطفاء منبه الاستيقاظ
استخدام المنبه للاستيقاظ أحد السلوكيات غير الضارة صحياً، إلاّ في حالات مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو مرضى القلب الذين يُعانون من عدم الاستقرار. وفيما عدا ذلك، من الجيد الاستفادة من المنبه لضمان الاستيقاظ في وقت مبكر.
اقرأ أيضاً: أشهر 5 مغالطات شائعة في الصحة النفسية
ويعلق الدكتور روبرت روزنبرغ، المدير الطبي لمركز اضطرابات النوم في وادي بريسكوت بولاية أريزونا، بالقول: "عادة ما يكون إطفاء المنبه علامة على عدم حصولك على قسط كافٍ من النوم، أو احتياجك لمزيد من النوم في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض عدم كفاية نومك أيام العمل، ولكن إطفاء المنبه سيتسبب باضطراب إيقاع نومك واختلال الساعة البيولوجية، ما يجعل من الصعب عليك في الأيام اللاحقة أن تستيقظ حتى مع ارتفاع صوت المنبه".
وذكرت رابطة القلب الأمريكية في مقالة لها أنّ صباح الخير هو بأشعة الشمس، إذا استطعت: استيقظ على أشعة الشمس الطبيعية الساطعة المتدفقة من خلال نافذتك. وإذا لم تتمكن من ذلك، فعلى الأقل احصل على إضاءة داخلية. وتشير الأبحاث إلى أن ضوء الصباح يمكن أن يساعدك على الاستيقاظ بشكل طبيعي وبسرعة أكبر.
ثالثاً: البدء بتفقد الهاتف الجوال
تذكر الدكتورة جوانا كلينمان، الطبيبة النفسية في نيوجيرسي، أن نتائج إحدى الدراسات الطبية تبين أن الأشخاص الذين يتفقدون بريدهم الإلكتروني بشكلٍ منتظم ومتكرر خلال اليوم، يعايشون مستوى أعلى من التوتر النفسي، بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتفقدون رسائله ثلاث مرات باليوم، وفي أوقات متباعدة. وتقول ما مفاده إنه "عندما تتحقق أول شيء من هاتفك في الصباح، فإنك تخاطر بتحفيز عقلك على ممارسة التفكير بالمراجعة والنقد واتخاذ القرارات فيما يتوجب عليك فعله إزاء ما تتضمنه وتحتويه رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية من أمور في العمل والأسرة ومع الأصدقاء، وما يجب عليك الرد عليه أو كيفية العمل على تنفيذه".
اقرأ أيضاً: الاستحمام خطر على الصحة!
وقد يشعر البعض أنّ النظر إلى الهاتف يساعده على الاستيقاظ، لكن الدكتورة كلينمان تقول بأنّ تلك العادة قد لا تجعل نفسك فقط هي التي تستيقظ من النوم. وتضيف ما ملخصه أنه عندما تبدأ اليوم في الاستماع إلى الناقد الداخلي، يرتفع مستوى الإجهاد على الفور. ويبدأ دماغك بإنتاج هرمونات التوتر، ويستجيب جسمك. ودون أن تدرك، تصبح متوتراً ويرتفع ضغط دمك، هذا وأنت لم تغادر فراشك ولم يبدأ يومك بعد!
رابعاً: الاستحمام بمرشاش ساخن جداً
قد يرى البعض أن الاستحمام بالماء الساخن في صباح الشتاء هو نوع من المكافأة للاستيقاظ من السرير الدافئ وقبل مواجهة البرد في كل صباح. لكن هذا الاستحمام الحار سيسبب مشاكل أخرى في نهاية المطاف، على وجه الخصوص في الجلد الذي سيصبح جافاً ومتهيجاً بالحكة.
للعادات الصباحية الصحية تأثيرات مهمة وعميقة في مدى ممارسة الإنسان للسلوكات الصحية في الحياة اليومية
ويعلق الدكتور ستايسي سالوب، المتخصص في طب الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة كورنيل في نيويورك، بالقول: "إن الدش (المرشاش) الساخن، وخاصة الدش الساخن الطويل، يؤدي إلى جفاف الجلد والتهابه". وينصح بجعل الاستحمام الصباحي وسيلة لأداء مهمة محددة، وهي تنظيف الجسم، ثم الخروج من تحت الدش.
في حين أن الاستحمام في الصباح بالماء الدافئ يمكن أن يجعل بشرتك تبدو أكثر صحة، يمكن أن يكون للاستحمام بالماء الساخن جداً تأثير معاكس، خصوصاً للبشرة الجافة والحساسة.
خامساً: إهمال وجبة الإفطار
يعد إهمال تناول وجبة الإفطار أحد أسوأ سلوكيات التغذية اليومية، وتجمع المصادر الطبية على أن وجبة الإفطار أهم وجبة غذائية في اليوم.
وتشير إلى أن عدم تناول الإفطار يتسبب بسهولة التعب البدني والذهني، ويُقلل من مستوى النشاط والدقة في الإنجاز العملي والتعليمي. كما أنه سيدفع الإنسان دون أن يشعر نحو تناول الأطعمة المشبعة بالسكريات والدهون.
يعد أحد أهم العوامل المساعدة في ضبط عمل هذه الساعة البيولوجية هو الحرص على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر
وتضيف أن ثمة علاقة قوية بين عدم تناول وجبة الإفطار وارتفاع احتمالات زيادة وزن الجسم، ولذا توصلت نتائج كثير من الدراسات الطبية إلى أن وزن جسم الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار في كل يوم، أقل من وزن جسم الذين لا يتناولونها.
ويجدر الحرص عند تحضير وجبة الإفطار أن يحتوي على ثلاثة عناصر، وهي: سكريات الكربوهيدرات المعقدة، كتلك الموجودة في خبز الحبوب الكاملة أو أنواع الخبز الممزوجة مع بعض أنواع البذور كالكتان أو رقائق الشوفان. إذ توفر السكريات المعقدة الوقود للدماغ والعضلات وأعضاء الجسم المختلفة كي تنتج الطاقة التي تحتاجها للعمل بكفاءة.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح للعناية بالصحة النفسية
والعنصر الثاني: البروتينات التي تساعد على الشعور بالشبع وعلى تقوية العضلات. ومن أمثلتها مشتقات الألبان، والبيض،
والعنصر الثالث: قطع من الفواكه والخضار الطازجة، الغنية بالمعادن والألياف والفيتامينات.