منها فوازير نيللي وشريهان وفطوطة... قناة مصرية تعيد عجلة الزمن إلى الوراء

دفء العائلة ولمّة الإفطار وصوت مدفع رمضان كلها كلمات تدور في فلك الحنين إلى الماضي، ينقصها الجلوس في ترقب لمشاهدة فوازير نيللي وشريهان عبر الشاشة الصغيرة، وصوت شويكار الشجي في مونولوج مع فؤاد المهندس و"الراجل دا هيجنني ييجي رمضان وخناقه يزيد عايز طباخه سكه حديد"، بهجة بطلها الرئيسي البساطة وعدم التكلف.

وقبيل أيام من حلول رمضان، قرّرت قناة "ماسبيرو زمان" أن تأخذ جمهورها في رحلة عبر الزمن، بباقة من أهم المسلسلات والفوازير والبرامج التي شكلت وعي ووجدان أجيال الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الألفية في مصر والعالم العربي.

 كنوز رمضان

من "مواقف" لأنيس منصور، إلى فوازير "جدو عبدو راح مكتبته"، ومسلسل "رسول الإنسانية"، ومسلسل "من قصص القرآن الكريم"، وبرنامج المسابقات الديني "الجائزة الكبرى"، وبرنامج "خواطر الشيخ الشعراوي"، و"بوجي وطمطم"، وفوازير "ألف ليلة وليلة" و"فوازير نيللي... أم العريف"، وفوازير شيريهان "ألف ليلة وليلة"، وفوازير "فطوطة- الشخصيات"، ومسلسل الأكشن "علي الزيبق"، وفنون الرسم مع "كاريكاتير"، خلطة ثقافية معرفية دينية ترفيهية مبهجة من البرامج والمسلسلات والفوازير حافظت على توازن هوية أجيال كاملة من طوفان التردّي الذي عززه انتشار الإنترنت وخدمات النطاق العريض في الوقت الحالي.

 بوجي وطمطم

في بيان السبت الماضي، أعلنت "ماسبيرو زمان" أنّ مسلسل الأطفال الشهير "بوجي وطمطم" سوف يُعرض في الـ6 والنصف مساءً، ويعاد في الـ10 صباحاً، قبل أن يتصدر التريند ومحرك البحث على غوغل ومواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.

قرّرت قناة "ماسبيرو زمان" أن تأخذ جمهورها في رحلة عبر الزمن بباقة من أهم المسلسلات والفوازير والبرامج

وقد علقت "أم نور"، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على إعادة بث المسلسل قائلة: "حكاوي زمان تحلى وأنا في وسط عائلتي مع بوجي وطمطم وكانت أياماً جميلة"، وكتبت أسماء سعيد، تحت هاشتاغ #ليه_رمضان_في_مصر_مميز، "كنت بحب اتفرج جداً جداً على بوجي وطمطم في رمضان"، وكتب ديفيد رأفت، ردّاً على الهاشتاغ #ليه_رمضان_في_مصر_مميز، "لأنّه ما فيش في العالم بوجي وطمطم غير مصر"، فيما اكتفى محمد بنشر صورة لبوجي وطمطم مع هاشتاغ يحمل الاسم نفسه.

اقرأ أيضاً: مستوحى من أحداث حقيقية.. أمير كرارة يدخل السباق الرمضاني بمسلسل "العائدون"

وبدأ تصوير مسلسل بوجي وطمطم في ثمانينيات القرن الـ20، وبالتحديد في 1983، حيث كان أول إنتاج له مسلسل عن السلوكيات وتوالت الأجزاء بعد ذلك، حوالي (18) جزءاً؛ ومنها: بوجي وطمطم في رمضان، الفيل الجميل، محطة فلافيلو، حكايات مع بوجي وطمطم، الفانوس السحري، بوجي وطمطم وأسرار جحا، حبيبتي اسمها مصر، أولاد القمر، رشيد.

ومسلسل العرائس المصري من تأليف وإخراج الراحل محمود رحمي، كان له تأثير كبير في ثقافة الطفل المصري والعربي، وقد حاز العمل على متابعة الصغار والكبار، حيث ارتبط بوجدان الطفل لأعوام طويلة في ليالي شهر رمضان، وكان له الفضل في ارتباط الطفل المصري بعروسة مصرية خالصة من البيئة المصرية الأصيلة؛ ممّا كان له أكبر الأثر في مواجهة الثقافات الغربية.

فوازير نيللي وشريهان وفطوطة

عندما يُذكر لفظ فوازير يتبادر إلى الأذهان فوراً نيللي وشريهان وفطوطة وألف ليلة وليلة، بداية من "التتر" المحفور في ذاكرة المصريين حتى الاستعراضات التي تتخلل الفوازير. وتُعدّ نيللي وشريهان من أبرز الفنانات اللائي قدّمن الفوازير. وفي هذا السياق، قدّمت نيللي (9) فوازير أشهرها "الخاطبة" في عام 1980، وكانت بداية شريهان مع الفوازير في 1985، حيث قدّمت "ألف ليلة وليلة - عروس البحور"، وفي عام 1993 كانت المرة الأخيرة التي تُقدّم فيها الفنانة شريهان الفوازير.

 القناة تُقدّم خلطة ثقافية معرفية دينية ترفيهية حافظت على توازن هوية أجيال كاملة من التردّي

 ظهرت فوازير رمضان  للمرة الأولى في مصر عبر أثير الإذاعة العام 1955، من خلال مسلسل إذاعي للراحلة آمال فهمي الملقبة بـ"ملكة الكلام"، كان عبارة عن مسابقة للتعرف على أصوات المشاهير، ومن ضمنهم كوكب الشرق أم كلثوم، ولاقت الحلقات نجاحاً كبيراً وإقبالاً من الجمهور، فتمّت الاستعانة في العام التالي بمجموعة من الشعراء لكتابة فوازير حقيقية، من ضمنهم الشاعر بيرم التونسي.

ظهرت الفوازير على شاشة التلفزيون عبر ثلاثي المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، على يد المخرج محمد سالم، حيث قدّموا العديد من الاستعراضات الشهيرة التي كانت تمزج بين القالبين الدرامي والكوميدي الاستعراضي. وقدّموا برنامج "تسالي رمضانية"، وكانوا يغنّون مقطع أغنية تُعبّر عن أحوال المواطنين، واستمرّ سمير غانم وجورج سيدهم في تقديم الفوازير لعدة أعوام، رغم رحيل أحد أضلاع الفرقة، وهو الضيف أحمد العام 1971.