محللون: تفجير إسطنبول قد يسرع ترحيل اللاجئين إلى سوريا

توقع خبراء ومحللون سياسيون، أن الانفجار الذي وقع في اسطنبول قبل أيام، قد يؤسس لـ"شرعنة" فكرة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم من تركيا.
وهز انفجار قوي بعد ظهر الأحد شارع الاستقلال المزدحم وسط إسطنبول، أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 81 آخرين.
وقالت الشرطة التركية الإثنين، إن منفذة عملية تفجير إسطنبول هي شابة سورية، اعترفت بأنها تصرفت بناء على أوامر حزب العمال الكردستاني، وتلقّت تعليمات في كوباني شمال شرقي سوريا.
 وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنف على أنه "منظمة إرهابية" من قبل الاتحاد الأوروبي وأمريكا.
وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي الأردني، د. عامر السبايلة، إن توقيت الانفجار حساس على المستوى السياسي في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة واقتراب الانتخابات.
ويرى السبايلة أن الانفجار قد يعيد فكرة "إعطاء مساحة أكبر" لحكومة أردوغان في السيطرة الأمنية قبيل الانتخابات لتنفيذ ما ترغب به من تصعيد وتعزيز فكرة الرواية القومية وسيطرته على هذه الجزئية.
ولا يستبعد أن "يتم ربط هذا الحدث بالسوريين والتفكير بإعادتهم إلى بلادهم، التي تعد إحدى المحاذير للرئيس رجب طيب أردوغان بسبب مواقفه السابقة".
واعتبر أن وقوع الانفجار كان متوقعاً في ظل استمرار العملية التركية ضد الأكراد في سوريا والعراق.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية، عامر ملحم، مع ما ذهب إليه السبايلة، في أن الانفجار سيؤثر بشكل كبير على مستقبل اللاجئين السوريين في تركيا.
ويرى أن التفجير قد يجدد "خطاب الكراهية" ضد اللاجئين والدعوات إلى إعادتهم إلى بلادهم، خصوصاً أن الشارع التركي مجيّش في الأساس ضد الوجود السوري.
ويرجح ملحم أن يتم استغلال الهجوم "كمبرر" للعملية العسكرية التركية في سوريا التي طال الحديث عنها.
واشتكى لاجئون في وقت سابق من تواصل ترحيلهم من تركيا إلى شمال سوريا، بدعوى مخالفة بنود "الحماية المؤقتة"، كالتنقل بدون إذن سفر، وهو ما دفع الكثير منهم إلى محاولة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا عبر اليونان رغم المخاطر عالية للرحلات.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا، 3.7 مليون لاجئ، يقيم معظمهم في مناطق الجنوب، المحاذية للحدود السورية، وفي بعض المدن الكبرى كإسطنبول وأنقرة.

عن موقع "24"