لماذا يصر إخوان باكستان على تعديل القانون الانتخابي؟

بالتزامن مع الأزمة السياسية في البلاد، أعلن أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية، سراج الحق، أجندة الإخوان التي تكونت من ثلاث نقاط؛ بداعي السعي تجاه إنهاء حالة عدم الاستقرار السياسي.

كان زعيم الذراع السياسية للإخوان المسلمين، قد ترأس اجتماعاً وصف بأنّه رفيع المستوى، في منصورة لاهور، نوقش فيه الوضع السياسي والاقتصادي العام في البلاد، وكذلك الانتخابات العامة.

سراج الحق قال إنّ عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده باكستان، سوف ينتهي بالعقد الاجتماعي الجديد الذي أعلنت عنه الجماعة الإسلامية، ضمن جدول أعمال مكون من ثلاث نقاط هي: إجراء إصلاحات انتخابية، وبدء الحوار الوطني بين الأحزاب، وإلغاء الربا من النظام الاقتصادي.

اتهامات مرسلة

وتفصيلاً، قال سراج الحق إنّ الحديث عن تأجيل الانتخابات أمراً لا تقبله الأمة، والإصلاحات الانتخابية ضرورية قبل الانتخابات. كما قال أمير الجماعة الإسلامية، إنّه على الأحزاب السياسية أن تبدأ مفاوضات حول السيادة المدنية، والإصلاحات الانتخابية. وزعم أنّ أحداً لن يقبل بنتائج الانتخابات دون إصلاحات. مطالباً بإجراء الانتخابات على أساس مبدأ التمثيل النسبي. كما قال سراج الحق إنّه "من أجل تحسين الاقتصاد، علينا التخلص من الربا والفساد".

أمير الجماعة الإسلامية، زعم في مؤتمره الصحفي عقده في معهد نور حق بكراتشي، أنّ باكستان تخلفت عن سداد أقساط القروض، متهماً وزير المالية إسحاق دار بإخفاء ذلك، كما ادعى أنّ خزينة الدولة شبه خالية، وأنّ المنتجات الغذائية لا تصل إلى البلاد؛ بسبب إغلاق خطاب الاعتماد، وأنّ هناك نقصاً في الغذاء.

سراج الحق قال إنّ الحكومة المركزية، وحكومات المقاطعات، فقدت التواصل فيما بينها، وأصاب معظمها حالة من الارتباك. مضيفاً: "في الوقت الحالي، لا يوجد اتصال بين المركز والمحافظات، وتعاني القوى السياسية من الفوضى بسبب الخلافات المتبادلة". وقال إنّ أكثر من 9 ملايين باكستاني سقطوا تحت خط الفقر، واتهم الحكام بتقديم أرقام خاطئة للناس، مدعياً أنّ الحكومة ليس لديها أموال للمعاشات التقاعدية والرواتب. وأشار إلى أنّ أموال التبرعات التي جمعت لإغاثة منكوبي السيول جرى السطو عليها، ولا أحد يعلم أين ذهبت.

قال سراج الحق إنّ الحديث عن تأجيل الانتخابات أمر لا تقبله الأمة، والإصلاحات الانتخابية ضرورية قبل الانتخابات

سراج الحق إدعى أنّه لا يوجد في البلاد سوى صناديق ائتمانية، وأنّ خزينة البلاد في الوقت الحالي لا يوجد بها من النقد الأجنبي سوى 7 مليارات دولار.

جدير بالذكر أنّ زعيم الإخوان طرح مجموعة من الأرقام، في سياق اتهاماته المرسلة لوزير المالية، دون أن يقدم دليلاً واحداً على صدقها، أو يستعرض وثيقة رسمية أو بيانات صادرة عن جهات محلية أو دولية، تؤيد ما قال به، ومضى كعادته محرضاً الرأي العام على التظاهر وإثارة الفوضى.

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، والخبير في الشأن الآسيوي، قال إنّ هدف الحراك الإخواني في باكستان واضح للعيان، منذ حقبة عمران خان؛ حيث تسعى الجماعة الإسلامية تجاه إثارة الفوضى، مع الضغط لإجراء ما تدعي أنّه إصلاحات انتخابية، لتحقيق مبدأ التمثيل النسبي، الذي يضمن لها الحصول على بعض المقاعد.

نهج التحريض وإطلاق الشائعات

ولفت القصاص إلى أنّ هجوم أمير الجماعة الإسلامية على الترويكا، المكونة من ثلاثة أحزاب، بأنّه يعكس الرغبة في تشويه التجربة الحزبية برمّتها في البلاد، حيث ادعى سراج الحق أنّ الأحزاب الرئيسية هي التي أوصلت باكستان إلى فراش الموت!

وأضاف أنّ الجماعة الإسلامية تستخدم سلاح الشائعات بقوة؛ حيث زعم أمير الجماعة أنّ منكوبي الفيضانات في السند، عليهم دفع رشوة قدرها 3 آلاف روبية، حتى يتم منحهم 5 آلاف روبية من صندوق الفيضانات، دون أن يقدم دليلاً واحداً على ذلك، والهدف واضح وهو التحريض من أجل النزول إلى الشارع، كهدف إستراتيجي يسعى إليه سراج الحق.

جدير بالذكر أنّ الجماعة الإسلامية دأبت على تشويه المؤسسات السيادية في البلاد؛ حيث اتهمت القضاء بالتبعية وعدم استقلال أحكامه، كما شنّ أمير الجماعة الإسلامية هجوماً حاداً على جهاز الشرطة، وقال إنّ وضع القانون بات في تدهور متواصل؛ لأنّ الشرطة مشغولة بالبروتوكولات بدلاً من ضبط الأمن والحد من الجرائم، بحسب مزاعمه.

وفي بيان صادر من لاهور، قال أمير الجماعة الإسلامية، في 19 كانون لأول (ديسمبر) الجاري، إنّ الناس سئموا من الدراما السياسية للحكام، مضيفاً: "السياسات التخريبية دمّرت كل قطاع في البلاد، والطبقة الحاكمة مسؤولة عن تدمير الاقتصاد". وزعم أنّ الحكومات المركزية والإقليمية باتت تراكم الفساد.

عبد السلام القصاص: زعم أمير الجماعة أنّ منكوبي الفيضانات في السند، عليهم دفع رشوة قدرها 3 آلاف روبية، حتى يتم منحهم 5 آلاف روبية من صندوق الفيضانات

أمير الإخوان حاول تبرير ضعف التمثيل السياسي للإخوان، زاعماً أنّ الديموقراطية مقيدة وليست حرة في بلاده، وأنّها متى باتت حرة ستأخذ الجماعة الإسلامية فرصتها، مطالباً من جديد بإجراء إصلاحات انتخابية؛ بداعي مواجهة تزوير الانتخابات.

سراج الحق عاود الهجوم على رئيس الوزراء السابق عمران خان، واصفاً حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه الأخير بأنّه عبارة عن مجموعة من الناس التافهين، وقال إنّ الحكومتين الحالية والسابقة دمرتا الاقتصاد، مما أدى إلى اندلاع العاصفة التضخمية الحالية في البلاد.

جدير بالذكر أنّ عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني السابق، أعلن يوم السبت الماضي، أنّ حزبه سوف يقوم بحل مجلسي المقاطعات الأسبوع المقبل، وذلك قبل الموعد المقرر، من أجل الضغط على الحكومة الفيدرالية، ودفعها إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة.