لقاء العاهل الأردني مع محمد بن سلمان... مباحثات واتفاقيات ودلالات سياسية

عقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مباحثات أمس بحضور ولي عهد المملكة الأردنية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، تناولت سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، والقطاعات التي يمكن لشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار المساهمة فيها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

كما تطرقت المباحثات إلى آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، والجهود المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة.

وكان العاهل الأردني وولي عهده في مقدمة مستقبلي ولي العهد السعودي لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي، في أعقاب زيارته للقاهرة، كما حضر الاستقبال سفير السعودية لدى الأردن نايف بن بندر السديري، وسفير الأردن لدى المملكة علي الكايد.

وشدد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية بقيادة العاهل السعودي، في دعم قضايا الأمّتين العربية والإسلامية، وتعزيز العمل العربي المشترك، والعمل من أجل تحقيق السلام بالمنطقة والعالم.

تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، والقطاعات التي يمكن لشركة الصندوق السعودي الأردني المساهمة فيها، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية

وجدد الملك عبد الله التأكيد على وقوف الأردن الدائم إلى جانب السعودية في مواجهة أيّ اعتداءات تتعرض لها، مشدداً على أنّ أمن السعودية من أمن الأردن والمنطقة.

وأعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن تقديره للعاهل الأردني على حفاوة الاستقبال، مؤكداً حرص المملكة المتواصل على توطيد العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وإدامة التنسيق والتشاور تحقيقاً لمصالحهما وخدمة لقضايا المنطقة.

كما أكد أنّ العلاقات بين البلدين تاريخية والتعاون مستمر في كلّ القطاعات، قائلاً: "هدفنا الدفع نحو مرحلة جديدة من التعاون لمصلحة الأردن والسعودية"، مشيراً إلى أنّ هنالك فرصاً كبيرة في الأردن.

من جهته، أكد سفير السعودية لدى الأردن نايف بن بندر السديري، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، أنّ زيارة محمد بن سلمان للأردن "تأتي لترسيخ مبدأ الأخوة بين قيادتَي البلدين والشعبين الشقيقين، وتحمل دلالات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي".

وأكد السفير أنّها تشكّل "منعطفاً مهماً في تاريخ العلاقات السعودية الأردنية الممتدة التي تربط المملكتين، خاصة أنّ العلاقات بلغت ذروتها من خلال ما شهدته من خطوات واضحة نحو التعاون الوثيق الساعي لتحقيق التكامل في مختلف المجالات، لاسيّما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها".

وأضاف أنّ الرياض وعمّان "تتفقان على مجمل الملفات من خلال الجهود المشتركة والمساعي الحثيثة في التعامل مع تلك الملفات والقضايا، وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك عبر جامعة الدول العربية".

السديري: زيارة محمد بن سلمان للأردن تأتي لترسيخ مبدأ الأخوة بين قيادتَي البلدين والشعبين الشقيقين، وتحمل دلالات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي

وقال رئيس مجلس النواب الأردني عبد الكريم الدغمي: إنّ الزيارة "تأتي تأكيداً على متانة العلاقة بين البلدين،  وفي توقيت مهم، في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية التي تركت آثاراً بالغة على أسعار السلع الغذائية وأسعار الطاقة، وحاجة دول العالم خصوصاً دول المنطقة العربية إلى تنسيق جهودها لمواجهة مجمل تلك التحديات".

وقال اتحاد الغرف التجارية السعودية في تقرير: إنّ حجم التبادل التجاري بين المملكتين بلغ نحو (16.6) مليار ريال (حوالي 4.5 مليارات دولار) عام 2021 مقارنة بـ(11.6) مليار ريال (حوالي 2.9 مليار دولار) عام 2020، وبلغ حجم الصادرات السعودية في السوق الأردنية (11.6) مليار ريال (حوالي 2.9 مليار دولار) والواردات الأردنية في السوق السعودية (5) مليارات ريال (حوالي 2.5 مليار دولار)، ووصل حجم الاستثمارات السعودية في الأردن (14) مليار دولار، وذلك من خلال نحو (900) مشروع.

وتُعدّ المملكة "أول شريك تجاري للأردن" ومن أكبر الدول المستثمرة فيه، حيث تتركز الاستثمارات السعودية بقطاعات السياحة والمالية والتجارة والرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم والخدمات اللوجستية والنقل والطاقة والاتصالات وتقنية المعلومات، وفق وكالة الأنباء السعودية.

وتُعدّ العلاقات السعودية الأردنية علاقات ثابتة ومتينة ودائمة ومستقرة ومدفوعة بالقيم والمصالح المشتركة، وترجع العلاقات إلى عام 1933 عندما تم الاعتراف المتبادل بينهما، ممّا نتج عنه عقد معاهدة صداقة وحسن جوار لتنظيم العلاقة وترسيم الحدود.

وكان ولي العهد السعودي قد زار مصر الإثنين، حيث أجرى مباحثات مع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ضمن جولة في المنطقة تشمل أيضاً تركيا.