كيف تضامن الإخوان في الولايات المتحدة مع إلهان عمر؟

صوّت مجلس النواب الأمريكي، الذي يقوده الجمهوريون، الخميس الماضي، على قرار يقضي بعزل النائبة الديموقراطية، إلهان عمر، من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإنّ إلهان عمر، المعروفة بارتباطاتها الواسعة بجماعة الإخوان المسلمين، وقعت في شباك الجمهوريين، إثر تصريحات فسرت على إنّها معادية للسامية.

من جهة أخرى، انتقد الديموقراطيون الإطاحة بعمر، حيث قال الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إنّ ذلك بمثابة عمل انتقامي سياسي، وأنّه تمّت محاسبة المرشحة الديمقراطية في مينيسوتا على تصريحاتها السابقة.

إلهان عمر قالت بتحد في خطاب ألقته قبل التصويت: "لن يتضاءل صوتي، إذا لم أكن عضواً في هذه اللجنة؛ سيصبح صوتي أعلى وأقوى". وأضافت: "أنا هنا لأبقى، وأنا هنا لأكون صوتاً ضد الظلم في جميع أنحاء العالم، وأدعو إلى عالم أفضل".

جدير بالذكر أنّ رئيس مجلس النواب (الجمهوري) كيفين مكارثي، قد أبعد رسمياً النواب الديمقراطيين، إيريك سوالويل، وآدم شيف، من لجنة المخابرات بمجلس النواب، وهو القرار الذي ندد به الديمقراطيون أيضاً.

كان مكارثي قد تعهد العام الماضي، بأنّه إذا استعاد الجمهوريون أغلبية مجلس النواب، فسوف يجرد شيف، وسوالويل، وإلهان عمر من مهام اللجان، رداً على قيام الديموقراطيين عندما حصلوا على الأغلبية، بإزاحة النواب الجمهوريين؛ مارجوري تايلور جرين، وبول جوسار من لجانهم.

تحركات الإخوان

على الفور تحركت الأذرع الإخوانية في الولايات المتحدة، في محاولة لإنقاذ عضوية إلهان عمر في لجنة الشؤون الخارجية، حيث نظم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، الذراع الإخوانية الأبرز، وقفة أمام مجلس النواب، لما أطلق عليه "ائتلاف الجماعات الأمريكية الإسلامية، والعربية الأمريكية، واليهودية والإيرانية الأمريكية"؛ للرد على مساعي الحزب الجمهوري لعزل إلهان عمر، من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.

رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي، أبعد رسمياً النواب الديمقراطيين، إيريك سوالويل، وآدم شيف، من لجنة المخابرات بمجلس النواب، وهو القرار الذي ندد به الديمقراطيون أيضاً

المجموعة عقدت مؤتمراً صحفياً ظهيرة يوم التصويت، 2 شباط (فبراير) الجاري، على الرصيف أمام مبنى الكونغرس، في واشنطن العاصمة.

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أشاد بإلهان عمر، وقال إنّها أول مواطن متجنس من أصل أفريقي، يخدم في الكونغرس الأمريكي، وأول امرأة ملونة تمثل ولاية مينيسوتا، وأول امرأة ترتدي الحجاب داخل الكونغرس، بعد أن ناضلت لتغيير قواعد مجلس النواب، التي تحرمها من حريتها الدينية في ارتداء غطاء الرأس، بحسب المجلس.

ومع الزخم الذي خلقته المساعي الإخوانية، زاد إصرار الجمهوريين على عقاب إلهان عمر، والانتقام من الحزب الديموقراطي، الذي فعل الشيء نفسه عندما كان يملك الأغلبية، مع نواب جمهوريين، لكنّ الإخوان كعادتهم تجاهلوا حالة الانتقام السياسي، وصوروا الأمر على أنّه مجرد اضطهاد ديني، وانحياز لإسرائيل.

ردّ فعل الإخوان بعد عزل عمر

بعد تصويت أجراه الجمهوريون في مجلس النواب، صوت 218 من أعضاء الحزب الجمهوري في المجلس، بتوجيه من رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، على عزل النائبة إلهان عمر من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية، وعقب التصويت، عقد ممثلون عن الجماعات الأمريكية الإسلامية والعربية الأمريكية واليهودية والإيرانية الأمريكية، بدعوة من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، مؤتمراً صحفياً أمام الكونغرس للرد على التصويت.

في المؤتمر الصحفي، ركز الإخوان وحلفاؤهم على خطاب المظلومية، حيث قال حازم باتا، المدير التنفيذي لصندوق التعليم: "بصفتها المرأة السوداء الوحيدة، والمسلمة الوحيدة، ومن بين قلة من المهاجرين في اللجنة، فإنّ النائبة عمر أحدثت قدراً من التنوع وتباين وجهات النظر التي كانت ستغيب لولا ذلك". وأضاف بعد أن أكد على الطابع العنصري لقرار مجلس النواب، أنّه يجب أن يتم تمثيل التنوع في الولايات المتحدة في الحكومة، بما في ذلك لجنة الشؤون الخارجية؛ نظراً لمدى تأثير سياسة واشنطن الخارجية على البلدان الإسلامية، وعلى المسلمين الأمريكيين، فإنّ إخراج المسلم الوحيد من اللجنة أمر غير حكيم".

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أشاد بإلهان عمر، وقال إنّها أول مواطن متجنس من أصل أفريقي، يخدم في الكونغرس وأول امرأة ملونة تمثل ولاية مينيسوتا

وبدوره، وصف وائل الزيات، الناشط الإخواني، قرار الكونغرس بأنّه خطوة غير مقبولة، وأنّها تستند إلى توجهات رئيس مجلس النواب مكارثي، التي تتسم بالتعصب وتكميم حرية التعبير. وأضاف: "بصفتها أول امرأة سوداء، مسلمة، لاجئة يتم انتخابها للكونغرس، كان من الممكن أن تكون النائبة عمر مصدر قوة؛ لمواصلة العمل في لجنة الشؤون الخارجية ولجانها الفرعية، التي تشرف على أفريقيا، نحتاج إلى أصوات متنوعة عند صياغة سياسات خارجية مؤثرة، ولا ينبغي لنا إلغاء هذه الأصوات لأسباب حزبية".

وفي المؤتمر الصحفي نفسه، قال محمد علي، مدير السياسات والشؤون الحكومية في (MPAC) إنّ "الرقابة هي السمة المميزة للحكومات الاستبدادية، وما قام به مجلس النواب للتو، هو مجرد شكل آخر من أشكال ذلك الاستبداد". وتابع: "من خلال تجريد النائبة إلهان عمر من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، فإنّ وضعها الفريد، وتحديداً كلاجئة؛ سيضعف اللجنة من تحقيق مهمتها الأساسية. بالنظر إلى ذلك، نطالب رئيس مجلس النواب بالتراجع عن إسكات صوت النائب إلهان عمر".

وبدورها، قالت الناشطة الإخوانية ياسمين حوامدة إنّ "تصويت اليوم ليس فقط هجوماً على إلهان عمر، ولكنه هجوم على المدافعين عن حقوق الإنسان". زاعمة أنّ عمر تفانت في التحدث نيابة عن جميع ضحايا الظلم حول العالم".

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، قال إنّ تضامنه مع إلهان عمر، يأتي بدافع الاتساق مع  مهمته؛ وهي حماية الحقوق المدنية، وتعزيز فهم الإسلام، وتعزيز العدالة، وتمكين المسلمين الأمريكيين.