خروج بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي.. ماذا بعد ذلك؟

شهدت اللحظات التاريخية التي خرجت فيها بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي، أمس، احتجاجات للمناهضين في الكثير من الدول الأوروبية.

وأحدث الجدل حول مغادرة الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه انقساماً في المجتمع البريطاني؛ إذ خرج كثيرون للاحتفال بهذا اليوم، حاملين الأعلام البريطانية أمام ساحة البرلمان، بينما يخيم الصمت على بعض المناطق من البلاد.

ودعا رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إلى الوحدة، واصفاً هذه الخطوة بأنّها فصل جديد في تاريخ الأمة.

وسيكون تأثير الخروج محدوداً في البداية؛ لأنّ العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لن تتغير كثيراً في المرحلة الانتقالية التي اتفق عليها الطرفان.

العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لن تتغير كثيراً في المرحلة الانتقالية التي اتفق عليها الطرفان

وستبدأ مباشرة مفاوضات شاقة على شروط العلاقة الجديدة، التي يأمل جونسون أن تنتهي في نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) باتفاق شامل.

وقال جونسون في بيان أصدرته رئاسة الوزراء؛ إنّه "يتفهم شعور المتخوفين" من تأثير الخروج من الاتحاد الأوروبي على حياتهم، مؤكداً أنّ مهمة الحكومة هي "لم شمل جميع البريطانيين والمضي بهم قدماً".

وأضاف: "إنّه فجر مرحلة جديدة لا نقبل فيها أن تكون حظوظ نجاحك مرهونة بالمنطقة التي نشأت فيها، إنّها اللحظة التي نبدأ فيها بناء الوحدة والمساواة، نزرع الأمل ونفتح الفرص في جميع مناطق بريطانيا"، معلناً بدء ما وصفها "مرحلة جديدة من التعاون الودي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي".

وسيلاحظ المواطنون البريطانيون بعض التغييرات، إذ لم يعودوا مواطنين في الاتحاد الأوروبي.

كما أنّ أغلب قوانين الاتحاد الأوروبي ستبقى سارية في البلاد، بما فيها حرية تنقل الناس، حتى 31 كانون الأول (ديسمبر)، موعد انتهاء الفترة الانتقالية.

وتسعى بريطانيا إلى اتفاق تجارة حرة دائم مع الاتحاد الأوروبي شبيه باتفاق الاتحاد مع كندا.

لكنّ قادة دول الاتحاد حذروا بريطانيا من أنّها ستواجه مفاوضات شاقة للتوصل إلى اتفاق في الآجال المحددة.

بدورها، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فان در ليان، بأنّ "بريطانيا وبروكسل ستصارعان من أجل مصالحهما في المفاوضات التجارية"، مشيدة بالمواطنين البريطانيين "الذين ساهموا في بناء الاتحاد الأوروبي وتعزيزه"، واصفة يوم خروج بريطانيا من الاتحاد؛ بأنّه "يوم مؤثر".