السودان: حمدان دقلو يرحب بإقامة قاعدة روسية في بلاده.. ما موقف أمريكا؟

في حين تسعى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية إلى عزل روسيا دولياً، على خلفية ما أطلقوا عليه "الغزو" الروسي لأوكرانيا، رحّب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، الرجل الثاني في السودان، بإقامة قاعدة عسكرية روسية في بلاده.

ونقل موقع "السودان اليوم" عن حميدتي قوله أمس: إنّ بلاده ليس لديها مشكلة مع روسيا أو أيّ دولة أخرى فيما يتعلق بإقامة قاعدة بحرية على ساحلها على البحر الأحمر، بشرط ألّا تشكّل أيّ تهديد للأمن القومي.

رحب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو بإقامة قاعدة عسكرية روسية في بلاده

وكان دقلو، المعروف باسم حميدتي، يتحدث فور وصوله إلى الخرطوم بعد رحلة إلى موسكو بدأت في 23 شباط (فبراير)، عشية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال حميدتي: "أنا شايف إنو عندنا (730) كيلومتراً على البحر الأحمر، لو أيّ دولة دايرة (تريد) تفتح معانا قاعدة، ونحن عندنا فيها مصلحة ما بتهدد لينا الأمن القومي، حقنا نحن ما عندنا مشكلة نتعامل مع روسيا ولا غير روسيا"، مؤكداً أنّ أمر القاعدة من اختصاص وزير الدفاع.

ودائماً ما تسعى موسكو لإقامة قواعد في موانئ المياه الدافئة لقواتها البحرية، ونشر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 قال فيه: إنّه وافق على اقتراح الحكومة الروسية لإنشاء مركز لوجيستي بحري في السودان.

دعا دقلو إلى إنهاء الاحتجاجات المستمرة في السودان منذ 25 تشرين الأول، وإلى إجماع وطني للمضي قُدماً صوب الانتخابات

وقد توصلت روسيا والسودان إلى اتفاق لاستضافة قاعدة بحرية روسية في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي أُطيح به عام 2019، وقال قادة عسكريون: إنّها ما تزال قيد المراجعة.

وقال دقلو: إنّ الاستثمارات الروسية نوقشت خلال الزيارة، لكنّه لم يذكر تفاصيل.

وعن موقف السودان من الحرب الروسية الأوكرانية، أكّد موقف السودان الرسمي الداعم لحلّ دبلوماسي للقتال في أوكرانيا، وكان دقلو قد قال قبل الغزو: إنّ لروسيا الحق في الدفاع عن شعبها.

وحول الأوضاع الداخلية، دعا دقلو إلى إنهاء الاحتجاجات المستمرة في السودان منذ 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وإلى إجماع وطني على طريق للمضي قُدماً صوب الانتخابات.

تصريحات دقلو بالسماح لروسيا بإنشاء قاعدة عسكرية على سواحل السودان على البحر الأحمر، أثارت قلق الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي كتبت في الساعات الأولى من صباح اليوم "يشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق متزايد من أنّ المجلس العسكري السوداني سيسمح لروسيا ببناء قاعدة بحرية على الساحل الاستراتيجي للبحر الأحمر في البلاد".

واقترح المسؤولون السودانيون في الأسابيع الأخيرة أنهم يخططون لإحياء اتفاقية 2020 المعلقة والتي من شأنها أن تمنح موسكو عقد إيجار لمدة 25 عاماً على قاعدة في بورتسودان، وهو اتفاق بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لإلغائه.

ونقلت الصحيفة عن اللواء المتقاعد في سلاح الجو، مارك هيكس، الذي قاد وحدات العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا، قوله "في أي مكان يوسع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منطقة نفوذه، يكون ذلك سيئاً بالنسبة لنا".