الإخوان المسلمون: تشهير بالقضاء في تونس وتحريض على الحرب في المغرب وتصعيد في بنغلاديش

في تونس، رفضت حركة النهضة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، الأحكام القضائية الصادرة ضد نواب ائتلاف الكرامة، محذرة ممّا وصفته بـ"الإعدام الاجتماعي" للمحامين المعارضين للرئيس قيس سعيّد.

وفي المغرب واصل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح)، المحسوب على الإخوان المسلمين، تحريضه ضدّ الجزائر، وطالب الجزائريين بالكفّ عن الاستفزازات، متهماً النظام الجزائري بانتهاج مواقف لا يقبلها الإسلام، ولا أخلاق الجوار والأخوّة الكونية.

وفي بنغلاديش، تشهد البلاد حالة من التصعيد، بلغت ذروتها في أعقاب اعتقال زعيم الإخوان، الشيخ شفيق الرحمن، وهو ما قابلته الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للتنظيم، بالعنف والتظاهر والتحريض في أنحاء متفرقة من البلاد، وسط توقعات بتزايد وتيرة العنف والتحريض الطائفي، في ظل الحراك المتواصل الذي يمارسه الإخوان.

إخوان تونس يرفضون أحكام القضاء

في تونس، قضت الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف العسكرية بسجن النواب السابقين لائتلاف الكرامة، المحامي سيف الدين مخلوف، ونضال سعودي، وماهر زيد، ومحمد العفاس، فضلاً عن المحامي مهدي زقروبة، كما قضت بعدم سماع الدعوى بحق النائب السابق عبد اللطيف العلوي، ضمن ما يُعرف بقضية المطار.

بدورها، رفضت حركة النهضة، الذراع السياسية للإخوان، الأحكام القضائية الصادرة ضد نواب ائتلاف الكرامة، محذرة ممّا وصفته بــ "الإعدام الاجتماعي للمحامين المعارضين للرئيس قيس سعيّد".

الحركة حمّلت الرئيس التونسي مسؤولية ما وصفته بــ "الانتهاك الصارخ والمتجدد لحقوق الإنسان ضدّ المعارضين السياسيين، بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري"، زاعمة أنّ الأحكام الصادرة تخالف مواد القانون "في وقائع اتصل بها القضاء العدلي، وصدرت فيها أحكام باتة غير قابلة للطعن". وزعمت أنّ النظام يستهدف قطاع المحاماة، في محاولة لممارسة الترهيب والتخويف والإعدام الاجتماعي، في مواجهة "المحامين الشرفاء المعارضين للانقلاب، والمدافعين عن قيم الحرية والعدل والديمقراطية وحقوق الشعب، عبر شطبهم من قائمة المحامين في تعدٍّ سافر على صلاحيات الهيئات المشرفة على القطاع".

ويبدو أنّ عملية تطهير المؤسسة القضائية، بعد أعوام من قيام حركة النهضة بتفعيل أجندتها القائمة على التمكين، تنذر بتجفيف منابع الحركة، ورفع يدها نهائياً عن واحدة من أهم مؤسسات الدولة.

إخوان المغرب والتحريض على الحرب

مرة أخرى، يمارس عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية لإخوان المغرب، هوايته في سكب الزيت على نيران الخلافات بين المغرب والجزائر، حيث دعا الأخير، في الكلمة الختامية التي ألقاها أمام أشغال المجلس الوطني لحزبه، الشعب الجزائري إلى عدم الانسياق وراء المخططات التي يحيكها النظام الحاكم ببلاده ضد المغرب، مشيراً إلى أنّ خصمهم ليس المغرب، بل أولئك الذين يحاولون الالتفاف على مطالبهم، في تدخل فج في الشأن الجزائري الداخلي.

دعا عبد القادر بن قرينة، زعيم حزب حركة البناء الوطني الإسلامي المشارك في الحكومة، إلى عدم الاستهتار بحديث بنكيران، حول مواجهة الجزائر عسكرياً

بنكيران طالب الجزائريين بالكفّ عن الاستفزازات، متهماً النظام الجزائري بانتهاج مواقف لا يقبلها الإسلام، ولا "أخلاق الجوار والأخوّة الكونية، ولا الظروف التي تعرفها البشرية، خصوصاً بعد اشتعال الحرب في أوروبا". مضيفاً: "لا تفكروا في حل مشاكلكم عبر تأجيج العداوة نحو إخوانكم المغاربة، هذا عيب لا ينسجم مع مبادئنا وديننا وأخلاقنا وتاريخنا المشترك". وتابع: "أقول للجزائريين: لسنا خصومكم، لديكم خصوم تعرفونهم، وإن كانت قد رجحت كفّتهم الآن، فإنّ الزمن دوار، فلا تتركوا العار يلتصق بكم كشعب".

من جهته، وفي ردّ فعل على تصريحات بنكيران، دعا عبد القادر بن قرينة، زعيم حزب حركة البناء الوطني الإسلامي المشارك في الحكومة، إلى عدم الاستهتار بحديث بنكيران، حول مواجهة الجزائر عسكرياً، متهماً الأمين العام للمصباح بدعوة المغاربة إلى الاستعداد للحرب ضدّ الجزائر. وأضاف: "نتعجب من رئيس حزب يدّعي أنّه إسلامي مغربي، يدعو للجهاد، ويدعو المغاربة للتجهز للحرب التي سيخوضونها ضد الشعب الجزائري والسيادة الجزائرية والأراضي الجزائرية، مستشهداً بالآية الكريمة: يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، ويقول لمناضليه وعموم الشعب المغربي، إنّ عليكم أن تتجهزوا حتى تموتوا أو تميتوا الشعب الجزائري".

عبد القادر بن قرينة، الذي انشق في العام 2019، عن تحالف مشكل من الأحزاب الإسلامية الجزائرية، أضاف في مهرجان خطابي عُقد في مدينة ورقلة: "لذلك أقول لكم: إنّ الأمر جدّي، وليس مزاحاً أو تخويفاً".

الإخوان في بنغلاديش وتكتيك حرب الشوارع

في بنغلاديش، تواصل الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، أعمال الشغب والتظاهر والتخريب، بينما تواجه قوات الشرطة البنغالية التحركات الإخوانية بنوع من الحزم، وفي هذا السياق، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال نحو (33) من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية في مدينة ديناجبور، بعد اشتراكهم في تظاهرة دون تصريح، شهدت قدراً من العنف وأعمال الشغب.

من جهته، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، يوم الأحد الموافق 22 كانون الثاني (يناير) الجاري، بياناً أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال أعضاء الجماعة الإسلامية، وزعم أنّ هؤلاء تمّ اعتقالهم وهم في طريق عودتهم إلى منازلهم، بعد مشاركتهم في مسيرة سلمية.

وتشهد بنغلاديش حالة من التصعيد، بلغت ذروتها في أعقاب اعتقال أمير الإخوان، الشيخ شفيق الرحمن، وهو ما قابلته الجماعة الإسلامية بالعنف والتظاهر والتحريض في أنحاء متفرقة من البلاد، وسط توقعات بتزايد وتيرة العنف والتحريض الطائفي، في ظل الحراك المتواصل الذي يمارسه الإخوان، وإصرار حزب رابطة عوامي الحاكم، على تفكيك بنية الجماعة، ورفع يدها عن المؤسسات السيادية في البلاد، خاصّة في مجالي الاقتصاد والتعليم.

مواضيع ذات صلة

- الإخوان المسلمون: تحقيقات في تونس وهزيمة انتخابية في المغرب وشائعات في اليمن

- إخوان المغرب: تناقضات لا تنتهي.. أبرز عناوينها المتاجرة بقضية فلسطين