أسباب مالية أم انتخابية... لماذا أغلقت تركيا مكتب الائتلاف السوري بأنقرة؟

أغلق الائتلاف السوري المعارض التابع للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مكتبه في أنقرة، استجابة لطلب من قبل الحكومة التركية التي ترعاه وتموله منذ تأسيسه عام 2012.

وربطت وسائل إعلام ومواقع محلية ذلك الإجراء بسياق سياسات جديدة للحكومة التركية في ما يتعلق بسوريا، وقد برّرت مصادر تركية مطلعة لـ"العربية" إغلاق مكتب "الائتلاف" في أنقرة بمحاولة السلطات تخفيض الميزانية المالية المخصصة للائتلاف المدعوم تركيّاً، لا سيّما مع وجود مقر آخر له في إسطنبول، بالإضافة إلى مقر رئيسي لما يُسمّى "الحكومة السورية المؤقتة" التي شُكلت قبل أعوام بدعم تركي.

مصادر تركية برّرت إغلاق مكتب "الائتلاف" في أنقرة بمحاولة السلطات تخفيض الميزانية المالية المخصصة للائتلاف المدعوم تركيّاً

وإلى جانب تخفيض الميزانية التي تخصصها أنقرة للائتلاف، كشفت المصادر نفسها عن سبب آخر لدى أنقرة، ويتمثل في رغبتها بالتخلي كليّاً عن هذا التكتل وإسناد كلّ مهامه تدريجياً لـ"الحكومة السورية المؤقتة".

ولفتت إلى أنّ ذلك يأتي بالتزامن مع محاولة شخصيات سورية معارضة تأسيس كيان آخر سيقوده رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، وسيكون منافساً للائتلاف الذي ينوي أعضاء فيه الانتساب إلى التكتل الجديد.

بالمقابل، ذكر "مركز توثيق الانتهاكات شمال سوريا" أنّه تابع الأنباء التي تحدثت عن إغلاق مكتب الائتلاف مع مصادر ضمن الائتلاف ذاته، وقد أكدت بالفعل قرار الإغلاق، نافية أن يكون لوزارة الداخلية التركية أيّ صلة بالقرار.

الخطوة تأتي في إطار مساعي حزب العدالة والتنمية الحاكم لكسب أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة

وبرر المصدر قرار الإغلاق بإعادة هيكلة الميزانية والتخفيضات المطلوبة من كلّ الأقسام بما فيها رئاسية الائتلاف، قائلاً إنّ الإغلاق مؤقت إلى حين إيجاد حلول للتمويل، وهناك مكاتب أخرى تعمل في مرسين وأنطاكيا وعنتاب وإسطنبول ستواصل عملها.

وأضاف أنّ الخطوة تأتي في إطار مساعي حزب العدالة والتنمية الحاكم لكسب أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجرى منتصف عام 2023.

وفي 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 أعلن عن تأسيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" وفي تموز (يوليو) 2021 فاز برئاسته سالم المسلط، وهو رئيس تكتل "مجلس القبائل والعشائر" خلفاً لنصر الحريري.