مصر توقع اتفاقية أمنية مع أوغندا... ما علاقة سد النهضة؟

مصر توقع اتفاقية أمنية مع أوغندا... ما علاقة سد النهضة؟


10/04/2021

رأى خبراء أنّ الاتفاق الأمني الذي وقّعته مصر مع أوغندا قبل أيام يصب بشكل مباشر في أزمة سد النهضة المتصاعدة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، حيث تصر إثيوبيا على الملء الثاني للسد قبل التوصل إلى اتفاق، ما سيؤثر على كميات المياه لدى دولتي المصب مصر والسودان. 

وتُعدّ أوغندا إحدى الدول الصديقة لإثيوبيا، ما يعني أنّ توقيع اتفاق معها من قبل مصر يجعل القاهرة تكسب طرفاً جديداً حيوياً في النزاع. 

وأعلنت أوغندا قبل يومين عن أنها وقّعت مع مصر اتفاقية لتبادل المعلومات العسكرية، ووفقاً لبيان صادر عن قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، فقد أبرمت الاتفاقية بين جهاز المخابرات المصرية ورئاسة المخابرات العسكرية التابعة لقوات الدفاع الأوغندية.

في غضون ذلك، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري السابق اللواء تامر الشهاوي: إنّ الاتفاقية لا تعني استعداداً عسكرياً على الأرض وفرض ووضع قوات، وغيره، وإنما ترمز لرسائل ودلالات مهمة يودّ الجانب المصري إرسالها للإثيوبيين، ويدعم بها الموقف التفاوضي في ملف سد النهضة.

الهدف من الاتفاقية هو توسيع العمق الإقليمي لمصر في دائرة ومحيط سد النهضة، والتعاون مع دول تحيط بإثيوبيا، وهي كينيا وتنزانيا وأوغندا وإريتريا والسودان

وأضاف، بحسب ما أورده موقع العربية، أنّ الهدف من الاتفاقية هو توسيع العمق الإقليمي لمصر في دائرة ومحيط سد النهضة، والتعاون مع دول تحيط بإثيوبيا، وهي كينيا وتنزانيا وأوغندا وإريتريا والسودان، والتأكيد على وجود مصالح مشتركة مع كل الدول الأفريقية، فضلاً عن خلق عمق إقليمي أفريقي مهم في القرن والقلب الأفريقي.

وكشف أنّ اختيار أوغندا لتوقيع الاتفاقية معها لارتباطها بنهر الكونغو، الذي قدّمت مبادرة للتعاون فيه وإمكانية الاستفادة منه، في تعويض ما قد يحدث من تداعيات بسبب سد النهضة، وسيوفر كميات كبيرة من المياه لدول حوض النيل، وسوف يقدّم لمصر أضعاف أضعاف ما تحصل عليه من حصة مائية.

وأشار إلى أنّ الرئيس الأوغندي يرتبط بعلاقات قوية مع إثيوبيا، وقد توسط لحل المشكلة العرقية في إقليم تيغراي، والتعاون مع أوغندا مهم للحصول على دعمها في الأزمة، خاصة أنّ الرئيس الأوغندي اقترح إقامة قمة بين رؤساء السودان ومصر وإثيوبيا لحسم خلافات سد النهضة، ونزع فتيل الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا.

وقال: إنّ الاتفاقية تأتي في ظل ظروف إقليمية غاية في التعقيد، فالسد الإثيوبي يقوم بتمويله البنك الدولي، ودول أخرى كبيرة ضخت استثمارات كبيرة فيه، للوصول إلى هدف رئيسي تسعى من أجله وهو بيع المياه، وجعلها سلعة مثل النفط، تستفيد من بيعها الدول والمنظمات الكبرى، ولذلك فالتعاون مع دول العمق الأفريقي يجعل الموقف التفاوضي المصري قوياً وصلباً، ويحافظ على مكتسبات مصر المائية، ويوقف كثيراً محاولات تحويل المياه إلى سلعة قابلة للبيع والشراء.

من جانبه، كشف الخبير المصري عباس شراقي أنّ الاتفاق مع أوغندا، وإن كان أمنياً، إلا أنّ التعاون معها سيكون فنياً ومعلوماتياً فيما يخصّ موارد المياه.

وذكر لـ"العربية.نت" أنّ آخر صور التقطتها الأقمار الصناعية لسد النهضة تكشف أنّ الوضع الإنشائي فيه حتى الآن غير جاهز لتخزين أكثر ممّا هو موجود من العام الماضي، وهو 5 مليارات متر مكعب تم تخزينها في الملء الأول، ولا يمكن، وفق ما تكشفه تلك الصور، البدء في تخزين الملء الثاني والمقدر بـ13.5مليار متر مكعب، ما يدلّ على الصعوبات الفنية في تجهيز أول توربينين على مستوى منخفض 565 متراً، والمقرر لهما العمل في آب (أغسطس) المقبل، بعد تأخير متكرر على مدار 7 أعوام متتالية، بدءاً من آب (أغسطس) 2014.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية