كيف يرى العالم العربي مسلسل "الحشاشين"؟ النقاد تجيب

كيف يرى العالم العربي مسلسل "الحشاشين"؟ النقاد تجيب

كيف يرى العالم العربي مسلسل "الحشاشين"؟ النقاد تجيب


25/03/2024

أكد عدد كبير من النقاد العرب، أهمية مسلسل "الحشاشين"، كعمل تاريخي يكشف الفظائع التي ترتكب نتيجة معتقدات خاطئة أو غير سوية فيما يتعلق بالدين وتوظيفه لأغراض معينة.

ووصف النقاد وصناع الفن العرب مسلسل «الحشاشين» بأنه يمثل حالة فنية متميزة وخاصة، مشيدين بمستوى الإخراج والتصوير، إلى جانب المونتاج والجرافيك والديكور، فضلًا عن الموسيقى التصويرية، مؤكدين أن العمل سيبقى طويلًا فى الذاكرة العربية، على غرار عدد من الأعمال التاريخية المتميزة.

نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تقريرًا أكدت خلاله أن المسلسل احتل الصدارة فى اهتمام كثير من المشاهدين المصريين والعرب، فى موسم دراما رمضان الجارى، وأثار جدلًا كبيرًا بسبب تفاصيله التاريخية، وتصدر «ترند» موقع «إكس» أكثر من مرة، بجانب «ترند» موقع «جوجل».

وأضافت الصحيفة أن المسلسل الذى جرى تصويره فى ٦ دول، هى: لبنان وسوريا والأردن وكازاخستان ومالطا ومصر- يقدم فترة تاريخية مهمة، وغير معروفة لدى قطاع كبير من الجمهور، مضيفة: «رغم تناول قصص تاريخية مهمة فى عدد من الأعمال العربية، فإن تكنيكات تصوير مسلسل (الحشاشين)، وجودته، وتصميم معاركه، وتصويره فى أماكن مفتوحة بأكثر من دولة، كلها أمور جعلته يحظى باهتمام وإعجاب المشاهدين».

وكتب المخرج السودانى أمجد أبوالعلا، على صفحته بموقع «فيسبوك»، عن مسلسل «الحشاشين»، أن «الحلقة ١١، والإتقان فى المعارك، وأداء الفرسان الثلاثة، ورسم مشاعرهم، وأداء كريم، وإخراج بيتر، وكل حاجة، شىء لم يُقدم فى الدراما العربية، ولا حتى فى العصر الذهبى للدراما التاريخية السورية التى أعشقها».

واتفق معه الناقد الكويتى عبدالستار ناجى، بقوله إن المسلسل «عبارة عن منظومة إبداعية متكاملة، تجمع أهم المبدعين المتخصصين، كالموسيقار التونسى أمين أبوحافة، والكاتب المصرى عبدالرحيم كمال، الذى يقدم لنا بحثًا عميقًا فى الطوائف المتطرفة فى الإسلام، والمخرج المميز بيتر ميمى، الذى يصوغ لنا رؤية بصرية ثرية، لتحقيق عمل كبير يتجاوز كل ما هو دارج ومكرر».

وأضاف «ناجى»: «إننا أمام تجربة استثنائية لعمل يمثل نقلة كبرى، ليس على صعيد الدراما المصرية فحسب، بل على المستوى العالمى، عبر بحث ثرى فى كل شىء»، معربًا عن إعجابه بالنص الذى صاغه الكاتب عبدالرحيم كمال، واعتبره «يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ الكتابة الدرامية التى تعرى الأباطيل والأبطال والتاريخ».

وقال الناقد العراقى مهدى عباس إن مسلسل «الحشاشين» عمل سيبقى فى الذاكرة العربية طويلًا، واصفًا إياه بأنه أهم عمل رمضانى عربى فى عام ٢٠٢٤، على كل المستويات، إذ يقدم رؤية فكرية فلسفية عن العنف الذى ينتج عن معتقدات خاطئة غير سوية، دخلت إلى الإسلام ولا زالت موجودة ليومنا هذا، تحت تسميات مختلفة.

وأضاف «عباس»: «استطاع المخرج الذكى بيتر ميمى أن يوظفها بشكل أقرب إلى الخيال والسحر الدرامى، الذى جذب الجمهور وهو يتابع عملًا بهذه الحرفية العالية، فالمعركة فى الحلقة ١١ ذكرتنا بأفضل المعارك فى السينما العالمية».

واستوقفت جملة «أباطيل وأبطال، من وحى التاريخ»، أسفل عنوان المسلسل، الناقد أشرف غريب، الذى رأى أنها حررت صناع العمل من فكرة أنهم يقدمون عملًا تاريخيًا بحتًا، لأن الفترة الزمنية للمسلسل التى تبدأ من القرن ١١ وما بعده، هى فترة مثار خلاف كبير، لكن الحقيقة المؤكدة فى المسلسل هى جماعة «الحشاشين» وزعيمها حسن الصباح، الذى روَّع العالم قديمًا وأرهبه باسم الدين.

وأضاف «غريب»: «يقدم عبدالرحيم كمال عملًا سياسيًا من طراز فريد تحت مظلة تاريخية، وهذا لا يعيبه ولا يعيب صناع العمل، والدقة التاريخية هنا غير مطلوبة، لأنه عمل يستوحى التاريخ، لكن بالتأكيد خيال الكاتب له دور كبير».

وأشار أن «الحشاشين» من أكثر المسلسلات إبهارًا وضخامة فى الإنتاج، مشيدًا بأداء أبطاله، معتبرًا أنه أحد أهم الأعمال التى تعيد للدراما المصرية قدرًا كبيرًا من ريادتها، وأنه سيُعلى حتمًا من مستوى إنتاجاتها المقبلة ويدفع بها لآفاق جديدة.

وقال أحمد فايز، مهندس ديكور مسلسل «الحشاشين»، إن «المسلسل يأخذ الدراما التاريخية العربية لوجهة مختلفة شكلًا ومضمونًا، ويمثل نقلة نوعية فيهًا، وكان فرصة جيدة لإثبات قدرة صناع الدراما المصرية على تقديم أعمال تاريخية بمستوى فنى كبير».

ورد الكاتب عبدالرحيم كمال على الملاحظات حول دقة العمل بقوله: «استعنت بـ٥٠ مصدرًا تاريخيًا قبل البدء فى كتابة العمل»، مؤكدًا أنه قدَّم «دراما حقيقية من وحى الخيال لكنها دراما صادقة».

وأضاف أن شخصية «حسن الصباح»، زعيم طائفة «الحشاشين»، التى يتناولها المسلسل، شخصية ثرية وتشغله منذ سنوات بعيدة، حتى إنه بدأ الاشتغال على العمل قبل ١٢ عامًا كاملة، واصفًا خروجه للنور بأنه «حلم كبير».

وتدور أحداث المسلسل فى القرن ١١ الميلادى، وتتناول فرقة «الحشاشين»، التى أثارت الفزع والخوف فى زمنها، واغتالت عددًا من الشخصيات المهمة والملوك والخلفاء، بقيادة مؤسسها «حسن الصباح»، الذى يؤدى دوره الفنان كريم عبدالعزيز، مع مجموعة من النجوم المخضرمين، من بينهم الفنانون فتحى عبدالوهاب، وأحمد عيد، وميرنا نورالدين، ونيقولا معوض، وهو من تأليف الكاتب عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية