تنظيم "الدولة الإسلامية" في غرب أفريقيا يوجه ضربة مميتة إلى "بوكو حرام"... ما التفاصيل؟

تنظيم الدولة في غرب أفريقيا يوجه ضربة مميتة إلى بوكو حرام... التفاصيل

تنظيم "الدولة الإسلامية" في غرب أفريقيا يوجه ضربة مميتة إلى "بوكو حرام"... ما التفاصيل؟


03/10/2023

أفادت تقارير إعلامية وأمنية في نيجيريا أنّ عناصر إرهابية تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP) قتلت علي جانا الحاج علي، قائد بوكو حرام في سامبيسا وجوزا،، وذلك إثر معركة دامية وقعت عند تل يقع بمنطقة جوزا المحلية بولاية بورنو.

وبحسب التقارير، قُتل الحاج علي، وهو أحد أخطر القادة الإرهابيين في شمال شرق البلاد، يوم الأحد الماضي، عندما نصب له مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا كميناً محكماً.

وقال مصدر أمني لصحيفة (ديلي ترست) المحلية: إنّ الحاج علي مسؤول عن قتل العديد من الضحايا في سامبيسا، وبعض الأجزاء الأخرى من ولاية بورنو. مضيفاً: "لقد كان نائباً للإرهابي علي نغولدي، لم يقتل أحد بشراً مثله في منطقة غابة سامبيسا ودوتسن جوزا".

عناصر بوكو حرام قاموا بخطف (10) مزارعين، جرى قتلهم رمياً بالرصاص، أثناء عملهم في أحد الحقول في قرية مايوا

وتابع: "لقد كان قاتلاً فجّاً، نشر أتباعه الرعب في مناطق جوزا باستمرار، واستهدفوا المجتمعات المحلية والمزارعين والركاب على طول طرق بولكا وبانكين وباما وجوزا موبي". لافتاً إلى إنّهم لا يأخذون أسرى، "حيث يتم ذبح الناس في مزارعهم أسبوعياً".

جدير بالذكر أنّ (أبو بكر شيكاو)، الزعيم المخيف لبوكو حرام، قتل أيضاً خلال مواجهة مميتة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، في أيّار (مايو) 2021.

قتل عقابي ممنهج

استنكر عثمان أحمد جاها، النائب عن دائرة جوزا ودامبوا وتشيبوك الفيدرالية، بولاية بورنو في الجمعية الوطنية، الأسبوع الماضي، مقتل (10) مزارعين، في محور جوزا، خلال أيام قليلة، واشتكى من تعرض المزارعين في هذا الجيب للقتل بشكل يومي؛ لإخافتهم من حصاد حقولهم.

وكانت عناصر بوكو حرام قد قامت بخطف (10) مزارعين، جرى قتلهم رمياً بالرصاص، أثناء عملهم في أحد الحقول في قرية مايوا، وهي قرية تقع على بعد (5) كيلومترات خارج مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو.

أبو بكر شيكاو

وتستهدف بوكو حرام، وتنظيم الدولة الإسلامية، المنافس لها في غرب أفريقيا، وبشكل متزايد، مناطق الأخشاب، والرعاة، والمزارعين، والصيادين، وجامعي الخردة المعدنية، حيث يتم ترهيبهم من خلال شن هجمات بربرية شديدة العنف، بداعي قيام هؤلاء بالتجسس ونقل المعلومات إلى الجيش والميليشيات المحلية التي تقاتلهم. وكثفت بوكو حرام في الأسابيع الأخيرة من هجماتها الدموية على المزارعين، ممّا أجبر الكثيرين منهم على الابتعاد عن مزارعهم.

يُذكر أنّ الصراع الجهادي المستمر منذ أعوام أدى إلى مقتل ما لا يقل عن (40) ألف شخص، ونزوح نحو مليونين، وقد امتد الصراع إلى دول: النيجر وتشاد والكاميرون المجاورة، ممّا دفع إلى تشكيل تحالف عسكري إقليمي لمحاربة الإرهاب.

التنافس بين ذراعي الإرهاب

تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، هو جماعة إسلامية سنّية متطرفة، لها نطاق عمليات يشمل شمال شرق نيجيريا، وجنوب حوض بحيرة تشاد، والمناطق الحدودية الشمالية لنيجيريا مع النيجر والكاميرون، وعلى مدى العامين الماضيين، امتد نشاط تنظيم داعش في غرب أفريقيا بشكل متزايد إلى جنوب نيجيريا.

من جهة أخرى، فإنّ بوكو حرام التي تأسّست على يد محمد يوسف، في شمال شرق نيجيريا في العام 2002، تعهدت في العام 2015 بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، لكن ظلّ فصيل منشق عن بوكو حرام الأصلية، بقيادة أبو بكر شيكاو، يرفض الخضوع للدولة الإسلامية، التي وجهت ضربة قاصمة لبوكو حرام في أيّار (مايو) 2021، باغتيال زعيمها، والاستيلاء على أراضيها، وإجبار أعضائها على البقاء في جزر نائية في بحيرة تشاد.

الانقلاب الذي وقع في النيجر منذ أسابيع جاء في وقت محفوف بالمخاطر، في ظل تجدد نشاط العديد من الجماعات الإرهابية الإسلامية

منذ ذلك الحين سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا على شمال شرق نيجيريا وأجزاء من النيجر، بينما ظلّت عناصر تابعة لبوكو حرام بقيادة علي جانا الحاج علي، نشطة في منطقة غابات سامبيسا وجوزا، حيث لقي الحاج علي مصرعه منذ أيام.

ويعكس الصدام بين الطرفين طبيعة التنظيمات الجهادية، في مسعاها تجاه السيطرة على الثروات الطبيعية، وممارسة القتل العشوائي، بشكل عقابي، بدافع من طبيعتها الإجرامية.

انفلات على جبهات القتال

في آب (أغسطس) الماضي قامت عناصر جهادية من جماعة بوكو حرام بقتل (13) شخصاً، بينهم (3) جنود، في هجومين منفصلين شمال شرق نيجيريا، بحسب ما أفادت ميليشيات محلية لوكالة (فرانس برس). كما شن مسلحون هجوماً آخر على قاعدة في وولاري، وهي قرية قريبة من بلدة كوندوجا في ولاية بورنو، وفقاً لميليشيات مناهضة للجهاديين، تعمل جنباً إلى جنب مع الجيش.

وقال إبراهيم ليمان، أحد قادة الميليشيات، لــ (North Africa Journal The): إنّ "عناصر بوكو حرام استخدموا غطاء الظلام، وحقول الذرة التي اقتربت من الحصاد؛ لشن الهجوم على القاعدة". وأضاف أنّ "الجنود اشتبكوا معهم في معركة شرسة، قُتل فيها (3) جنود، قبل أن يتم صد الهجوم، وإجبار المسلحين على الانسحاب".

ولفت مسؤولون ومراقبون غربيون إلى أنّ الانقلاب الذي وقع في النيجر منذ أسابيع، جاء في وقت محفوف بالمخاطر، في ظل تجدد نشاط العديد من الجماعات الإرهابية الإسلامية، بما في ذلك بوكو حرام، التي بدأت تستعيد قوتها، وربما تؤدي الضربة الأخيرة التي طالتها من تنظيم الدولة في غرب أفريقيا إلى إرباك خططها لوقت محدود، أو تستنزفها في صراع طويل مع الأخيرة، لكن من الواضح أنّ الأنشطة الإرهابية سوف تستغل أيّ فراغ عسكري أو سياسي محتمل، من أجل ترتيب صفوفها واستعادة نشاطها في أقرب وقت ممكن.

مواضيع ذات صلة:

الحركات السلفية في نيجيريا.. هل تختلف عن بوكو حرام؟

هل بدأت قوة "بوكو حرام" في الانحسار؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية