بعد أن هددت بتدمير سلام العالم.. خطاب الجماعة الإسلامية يشعل العنف الطائفي في باكستان

بعد أن هددت بتدمير سلام العالم.. خطاب الجماعة الإسلامية يشعل العنف الطائفي في باكستان

بعد أن هددت بتدمير سلام العالم.. خطاب الجماعة الإسلامية يشعل العنف الطائفي في باكستان


20/08/2023

واصلت الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في باكستان، الشحن الديني، والدفع تجاه التعصب والطائفية، وسيّرت الجماعة عدة تظاهرات في أنحاء البلاد، مستغلة حادثة حرق المصحف الشريف في السويد، ورفعت القواعد الشعبية الإخوانية شعارات الانتقام، كما أكدت تقارير محلية وجود مناوشات مع الأقليات المسيحية في البلاد.

وتحت ضغط الخطاب الإخواني المتعصب، وبمشاركة الإخوان أنفسهم، انفجرت أحداث عنف طائفي، أدت إلى حرق عدد من الكنائس والمنازل في مدينة جارانوالا في فيصل آباد بإقليم البنجاب؛ بداعي تدنيس القرآن الكريم. ووفقاً لحكومة البنجاب، تمّ اعتقال أكثر من (100) شخص في أعمال الشغب.

عنف طائفي مفرط

بحسب تقارير محلية، أحرقت أكثر من كنيسة وعدة منازل في مدينة جارانوالا في البنجاب، بعد اندلاع توترات بسبب مزاعم تدنيس القرآن الكريم، بعد ورود أخبار عن قيام الشرطة بتوقيف شخصين (هرب أحدهما) بتهمة إهانة القرآن.

فور انتشار الخبر، أكدت تقارير محلية أنّ الجماعة الإسلامية الباكستانية مارست دوراً دعائياً كبيراً، مطالبة بمحاسبة من هم وراء هذه الحادثة، وسرعان ما خرج الناس إلى الشوارع، وأضرم الغاضبون النار في كنيسة واحدة على الأقل، وبحسب تقارير أخرى، تمّ توثيق الاعتداء على (6) كنائس، بالإضافة إلى مهاجمة بعض منازل الطائفة المسيحية؛ حيث أحرقت عشرات المنازل والمركبات، وممتلكات الجالية المسيحية، في كريستيان كولوني وعيسى ناجري.

وصل المحرضون إلى خارج الكنيسة المحلية، وقام بعضهم بممارسة أعمال التخريب ثم أشعلوا فيها النار. وقام العديد من الأشخاص بتخريب مكتب مساعد المفوض العام، وطالبوا الشرطة بتسليم المتهمين، من أجل القصاص الفوري.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قالت إنّ أفراد المجتمع المسيحي الذين يعيشون في هذه المنطقة تركوا منازلهم ولاذوا بالفرار. وظهر في أحد مقاطع الفيديو ضابط شرطة يحاول أن يشرح للأشخاص الغاضبين أنّه بعد القبض على المتهم، سيتم اتخاذ الإجراءات وفقاً للقانون، ومع ذلك، فإنّ الحشد الغاضب طالب بقتل المتهم فوراً.

من جهتها، أمرت حكومة البنجاب بإجراء تحقيق رفيع المستوى في حادثة جارانوالا، وتم عقد اجتماع للجنة السلام على الفور في المدينة.

أمرت حكومة البنجاب بإجراء تحقيق رفيع المستوى في حادثة جارانوالا، وتم عقد اجتماع للجنة السلام على الفور في المدينة

ووفقاً للمتحدث باسم حكومة البنجاب، فقد صدر أمر بإجراء تحقيق فوري رفيع المستوى في حادثة جارانوالا، واتخذت الشرطة إجراءات صارمة، واعتقلت أكثر من (100) شخص. وقال المتحدث باسم ولاية البنجاب: إنّ الشرطة اتخذت إجراءاتها في الوقت المناسب، وتمّ الإعلان عبر المساجد أنّه تم اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن تدنيس المصحف الشريف.

وأضاف المتحدث أنّ الشرطة أحبطت الهجوم في عدة أماكن، لكنّ عدة مبانٍ تضررت على يد الغوغاء الغاضبين.

الكنيسة تنفي مسؤوليتها عن تدنيس القرآن الكريم

من جهته، نفى المطران آزاد مارشال، رئيس كنيسة باكستان، على موقع التواصل الاجتماعي (X)، تويتر سابقاً، اتهام رعاياه بتدنيس القرآن الكريم؛ وقال: إنّ أجهزة تطبيق القانون يجب أن تتدخل لحماية الناس.

وقال بدري خالد مختار، مسؤول الكنائس في جارانوالا: إنّ الغوغاء استهدفوا (6) كنائس، وأنّ بيت كاهن الرعية تعرض أيضاً للهجوم، وقال: إنّ المتظاهرين تجمعوا خارج منزله لمدة ساعتين، وإنّه بالكاد تمكن من الفرار مع أسرته.

قال المتحدث باسم الجماعة الإسلامية قيصر شريف: إنّ المسلمين في جميع أنحاء العالم يجب أن ينتقموا، حتى لو تطلب الأمر "تدمير سلام العالم وإشعال النار فيه"

من جهته، استنكر البيان الصادر عن مجلس الفكر الإسلامي في باكستان الأحداث التي وقعت في جارانوالا، وقال: إنّ ما حدث في جارانوالا لا مكان له في الدين، ولا في قانون الدولة، وإنّه يخالف القيم الاجتماعية.

محاولة إخوانية للتنصل من المسؤولية

كان سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، قد دشن عدة تظاهرات في إقليم البنجاب المحتقن، وأنحاء باكستان، وطالب فيها بالثأر ممّا سمّاه الجرأة المسيحية على القرآن الكريم، وهدّد بأنّ الجماعة الإسلامية سوف تردّ بشكل عملي على الحكومة السويدية، مطالباً بطرد سفير السويد من البلاد.

ونظمت الجماعة الإسلامية مسيرات احتجاجية في جميع أنحاء البلاد، وتجمعت الحشود الإخوانية الغاضبة بقيادة الأمين العام للجماعة الإسلامية أمير العظيم، أمام السفارة السويدية في إسلام آباد، وتدخلت وحدات الشرطة لمنع التحرش الطائفي بالمسيحيين.

من جهته، وقبيل الأحداث الدامية في جارانوالا، قال المتحدث باسم الجماعة الإسلامية قيصر شريف: إنّ المسلمين في جميع أنحاء العالم يجب أن ينتقموا، حتى لو تطلب الأمر "تدمير سلام العالم وإشعال النار فيه".

فور الإشارة بأصابع الاتهام إلى الجماعة الإسلامية، نفى مكتب الجماعة في البنجاب مسؤولية أتباعه عن حادثة جارانوالا، وقالت الجماعة: إنّ الهجوم على منازل وكنائس الجالية المسيحية ضدّ مبادئها، كما أنّه ضدّ الدستور والقانون الباكستاني. وكتب السناتور مشتاق أحمد، المنتمي إلى الجماعة الإسلامية، على موقع التواصل الاجتماعي (X) أنّه "لا يحق لأيّ شخص أو جمهور، اتخاذ إجراء هو من اختصاص المحكمة نفسها".

من جهته، ورغم خطابه التحريضي السابق، التقى حافظ نعيم الرحمن، زعيم الجماعة الإسلامية في كراتشي، بالمطران بيني ماريو ترافيس، في كنيسة القديس باتريك سادار؛ للتعبير عن تضامنه مع المجتمع المسيحي فيما يتعلق بحادثة جارانوالا. وزعم حافظ نعيم الرحمن أنّ أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية سراج الحق أدان بشدة أحداث العنف الطائفي في البنجاب.

مواضيع ذات صلة:

توحش "طالبان باكستان"... ما التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة؟

الإخوان المسلمون واستراتيجية توظيف قضايا العمال في باكستان

أمير الإخوان هدّد بفتحه.. ما هو صندوق باندورا الذي ربما يشعل باكستان؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية