العنصرية في تركيا ضد العرب... هل تنجح السلطات في محاصرتها؟

تسعى الحكومة التركية قبل فوات الأوان لمحاصرة الحملة العنصرية التي تفاقمت ضد العرب في الأشهر الأخيرة، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع جداً الكثير من مقاطع الفيديو التي تظهر حوادث اعتداء مواطنين على سياح ومقيمين عرب. 

ووفق الصحفية التركية سارة أردوغان، فإنّ الحكومة أجرت حملة أمنية ضد المحرضين والممولين للحملات العنصرية، وألقت القبض على عدد منهم لتقديمهم إلى القضاء.

الحكومة التركية أجرت حملة أمنية ضد المحرضين والممولين للحملات العنصرية، وألقت القبض على عدد منهم لتقديمهم إلى القضاء.

وبحسب ما أفادت قناة (تي.آر.تي)، عبر حسابها الرسمي على موقع (إكس)، فإنّ السلطات بصدد القيام بإجراءات رادعة ضد مرتكبي الاعتداءات ضد الأجانب.

ومنذ أيام يتم تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لحظة اعتداء أتراك على سائح كويتي خلال وجوده مع عائلته في ميدان مدينة طرابزون على البحر الأسود، التي كانت على مدى أعوام الأكثر جذباً لسياح دول الخليج، والأكثر بيعاً للعقارات والمنازل، قبل أن ينتشر فيها التحريض العنصري والدعوات إلى ضرب السياح العرب وطردهم من البلاد.

وشكلت الحادثة، إضافة إلى حوادث أخرى، ضربة قوية للسياحة التركية، وللسلطات التي بذلت جهوداً كبيرة لتنشيط السياحة خصوصاً الخليجية.

وسائل الإعلام تكشف أنّ العنصرية المُتفاقمة ضد العرب كبدت البلاد خسائر بنحو مليار دولار خلال الشهرين الأخيرين.

ومع تنامي حالة العنصرية في تركيا، تكشف وسائل الإعلام المحلية، وفق إحصاءات غير رسمية، أنّ العنصرية المُتفاقمة ضد العرب كبدت البلاد خسائر بنحو مليار دولار خلال الشهرين الأخيرين.

ولم يتجاوز عدد السياح الذين استقبلتهم تركيا، حتى نهاية الشهر السابع من العام الجاري، (23) مليوناً، رغم التطلع والخطط هذا العام لاستقطاب (60) مليوناً، ممّا يعني تراجع السياحة التي يُنظر إلى عائداتها كمنقذ للاقتصاد.

وفي قطاع العقارات أيضاً، قال صاحب شركة عقارية: إنّ "حالات العنصرية التي سمعنا عنها، وتتصدر وسائل التواصل الاجتماعي، أثرت بالطبع على الاقتصاد وعلى قطاع شراء العقارات الذي ينشط فيه الأجانب بشكل كبير، فالكثير من المستثمرين الذين كانوا يرغبون بالاستثمار العقاري لم يعودوا يرغبون بذلك، وقد تضرر قطاع العقار بشكل كبير".

صاحب شركة عقارية: حالات العنصرية التي سمعنا عنها، وتتصدر وسائل التواصل الاجتماعي، أثرت بالطبع على الاقتصاد وعلى قطاع شراء العقارات.

وشهد الصيف الحالي انتشاراً كبيراً لمقاطع مصورة يتداولها رواد منصات التواصل الاجتماعي، تظهر حدوث اعتداءات لفظية وجسدية بحق بعض السياح العرب في تركيا، ممّا دفع عدداً كبيراً من الناشطين لاعتبار أنّها "ظاهرة ممنهجة تعكس عنصرية"، وإطلاق حملات إلكترونية لمقاطعة السياحة في تركيا.

ورغم تحرك السلطات التركية لاحتواء الحادثة، إلّا أنّها خطوة متأخرة لمعالجة ظاهرة استشرت أوّلاً ضد اللاجئين السوريين، ومع الصمت حيالها امتدت لتشمل السياح العرب والمقيمين.

يُذكر أنّ  بعض الأحزاب السياسية تعزف على وتر القومية وإيقاظ الكراهية للعرب، وتستخدم تردّي الواقع المعيشي وتهاوي سعر صرف الليرة وارتفاع نسبة التضخم كمحرضات.