أمينة ماء العينين تحرج الإخوان في المغرب وتعمق جراحهم.. ما القصة؟

أمينة ماء العينين تعمق جراح الإخوان في المغرب

أمينة ماء العينين تحرج الإخوان في المغرب وتعمق جراحهم.. ما القصة؟


03/09/2023

في خطوة جديدة نحو تعميق الشقاق داخل حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، علّقت القيادية في حزب (البيجيدي)، أمينة ماء العينين، على ما أثاره المفكر حسن أوريد من تساؤلات حول مستقبل الإسلام السياسي.

ماء العينين قالت: إنّ (البيجيدي) عجز حتى الآن عن فتح نقاش لتقييم التجربة السياسية للإسلاميين بالمغرب، كما فشل الحزب في تقييم تجربته الخاصة بعد (10) أعوام من قيادة الحكومة.

وأرجعت ماء العينين ذلك إلى ما وصفته بـ "أسباب ذاتية مكبِّلة؛ تعود أساساً لاحتداد شخصنة النقاش، والخوف من فتح الجراحات، التي لم تبدأ في 8 أيلول (سبتمبر)، وتقصد الانتخابات التي لقي فيها (البيجيدي) هزيمة ساحقة، لكنّها تعمقت لدرجة إثخان الجسد المنهك بصعقة انتخابية تجاوزت أسوأ التوقعات"، بحسب تعبيرها.

واستحضرت ماء العينين تأكيد أوريد أنّ "العصر الذهبي للإسلام السياسي صار خلفه لا أمامه"، محملاً المسؤولية فيما يتعلق بالحالة المغربية لحزب العدالة والتنمية.

ولم تعترض عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على توصيف (أوريد)، مؤكدة أنّ الطرح الذي ألقى به هو بمثابة إلقاء حصاة صغيرة في بركة كبيرة راكدة من الناحية الفكرية لا السياسية. وأضافت: "يتعلق الأمر بإجراء قراءة متأنية لتجربة الإسلام السياسي في المغرب، بأفق فكري ينأى عن منطق الصراع السياسي والانتخابي، ويتخلص، ولو مؤقتاً، من متلازمة العدالة والتنمية التي أفرزت أشكالاً مختلفة من التحامل والتبخيس ونوازع الافتراس".

ماء العينين أبدت أسفها، لأنّ " النقاش المهم الذي أثاره الأستاذ (أوريد) لا يجد له صدى في ساحة النقاش، الذي تجاوز مرحلة الانحسار ليصل إلى درجة التواري المطلق والصمت المطبق".

ضد جاذبية الصمت حين يفقد الكلام جاذبيته

بدأت ماء العينين تصريحاتها بتدوينة مطولة على موقع التواصل الاجتماعي، (فيسبوك) بعنوان: "ضد جاذبية الصمت، حين يفقد الكلام جاذبيته"، في دلالة على تحدي السلبية، والاشتباك مع تصريحات (أوريد)، بنقد تجربة العدالة والتنمية. ولفتت إلى أنّ التجربة تستحق القراءة والتحليل من الإسلاميين أنفسهم ومن غيرهم، "بل حتى من خصومهم الإيديولوجيين، الممتلكين لأدوات القراءة السياسية والسوسيولوجية والتاريخية، ما دامت تجربة مغربية أفرزها السياق المغربي وانخرط فيها جزء من أبناء المغرب".

وتساءلت ماء العينين: ما حدود مسؤولية الإسلاميين أنفسهم فيما آلت إليه تجربتهم؟ وما حدود مسؤولية غيرهم داخلياً وإقليمياً ودولياً؟ ما مستقبل الإسلام السياسي بعدما أتمّ دورة كاملة من حياته، بدءاً بمرحلة التأسيس، وانتهاء بمرحلة يختلف تقييمها بين من يقول بالأفول، ومن يقول بالضعف، ومن يؤمن بإمكانية الانبعاث؟

ماء العينين أبدت أسفها لأنّ "النقاش المهم الذي أثاره الأستاذ أوريد لا يجد له صدى في ساحة النقاش، الذي تجاوز مرحلة الانحسار ليصل إلى درجة التواري المطلق والصمت المطبق"

وأضافت: "لا تهم الأجوبة، بقدر ما يهم المناخ السليم لطرح الأسئلة، فالتجربة تستحق التقييم، كما جرى تقييم التجربة اليسارية وغيرها. وتابعت: "في كل الأحوال، هو موضوع مُغرٍ للمهتمين بالفكر، لأولئك المتحررين من منطق الصراع السياسي الآني، وهم ليسوا كثراً بكل تأكيد.

صراع داخلي

الدكتور محمد الفرجاني، الباحث المتخصص في الشؤون العربية، قال: إنّ تصريحات ماء العينين تسببت في إحراج قيادات العدالة والتنمية، ولفت إلى أنّ القيادية في الحزب سبق أن أثارت الجدل داخل (البيجيدي)، حيث إنّها باتت تمثل تياراً معارضاً داخل الحزب.

وكانت ماء العينين، بحسب تصريحات الفرجاني التي خصّ بها (حفريات)، قد هاجمت في العام 2019 زملاءها في الحزب، في أعقاب استبعادها من التشكيلة الهيكلية الجديدة، وأقصتهم بحسب تعبيرها من "خانة الملائكة".

وكانت حالة من الجدل قد تفجرت؛ بسبب انتشار صورة لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي من دون غطاء رأس، وبملابس قصيرة، في أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس، الأمر الذي دفع التيار التقليدي داخل الحزب إلى إدانتها والتعريض بها، وقد شنت إيمان اليعقوبي، النائبة البرلمانية السابقة عن حزب العدالة والتنمية، هجوماً على زميلتها في الحزب، بالقول: "ليس هكذا يكون تصرف الشخصية العمومية، قرار نزع الحجاب لا يكون بوضعه في مكان والتخلص منه في مكان آخر"، متهمة إيّاها بالتناقض الذي يخفي غياباً صارخاً للنضج وروح المسؤولية، بحسب تعبيرها آنذاك.

عبد الإله بنكيران

وقال الفرجاني: إنّ التيار الموالي للأمين العام السابق سعد الدين العثماني لم يقترح اسمها من طرف لجنة الترشيح الإقليمية بدائرة الحي الحسني، ضمن الانتخابات التشريعية الماضية، ممّا دفع ماء العينين إلى الهجوم على قيادات الحزب آنذاك.

وكانت ماء العينين قد خرجت بتصريحات قوية في أيّار (مايو) الماضي، قالت فيها: "إنّ ما وصفته بـ "العبث الحالي" لن يؤدي إلى أيّ شيء، وسينتهي مهما طال الوقت. داعية أعضاء الحزب، بمختلف جهات المملكة، إلى القرب من المواطنين، والعمل بينهم بجدية. ولفتت إلى أنّ مخرجات الانتخابات الأخيرة "كانت آثارها صعبة على الحزب".

بدأت ماء العينين تصريحاتها بتدوينة مطولة على موقع التواصل الاجتماعي، (فيسبوك) بعنوان: "ضد جاذبية الصمت، حين يفقد الكلام جاذبيته"، في دلالة على تحدي السلبية.

وأكد الفرجاني أنّ القيادية المثيرة للجدل فتحت جرحاً غائراً، لم يندمل لدى الإخوان في المغرب، بإشاراتها المتكررة إلى الهزيمة الساحقة التي مُني بها (البيجيدي) في الانتخابات الماضية، وأنّها وإن كانت محسوبة على جناح الأمين العام الحالي، عبد الإله بنكيران، إلّا أنّ احتواء شخصية بهذه الجرأة داخل حزب إخواني، يرفع دوماً شعارات الولاء والبراء، هو أمر شديد الصعوبة، خاصّة أنّ تبعات الخروج من السلطة شهدت انقسامات حادة ومدوية، ربما يحتاج (البيجيدي) على إثرها لأعوام من أجل الحصول مرة أخرى على ثقة الجماهير.

مواضيع ذات صلة:

انفتاح إخوان المغرب على التصوف.. ما سرّ هذا الانقلاب؟

ما علاقة إيران باعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء؟

القفطان المغربي من زي خاص بالرجال إلى خطوط الموضة العالمية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية