هل وصل مخطط الإخوان في اليمن إلى نهايته بعد السقوط الشعبي الكبير؟

هل وصل مخطط الإخوان في اليمن إلى نهايته بعد السقوط الشعبي الكبير؟

هل وصل مخطط الإخوان في اليمن إلى نهايته بعد السقوط الشعبي الكبير؟


04/10/2023

تتسارع وتيرة السقوط الإخواني في اليمن بشكل كبير، حيث أصبحت الجماعة مكشوفة أمام الشعب اليمني، بصورة تدفع إلى الدهشة؛ بسبب الأداء السياسي الرديء للجماعة، وميليشياتها التابعة للذراع السياسية (حزب الإصلاح).

وعلى مدار الأيام الماضية، كشفت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصّة منصة (إكس)، اندفاعاً إخوانياً محموماً، تجاه مغازلة الحوثي، وهو ما رصده بشيء من التفصيل، موقع "المشهد العربي"، الذي تتبع أبواق الإخوان التي عجّت بالعديد من الرسائل، "التي تتضمن مغازلة واضحة وصريحة للميليشيات الحوثية، وتدعوها صراحة لتكثيف عملياتها الإرهابية، سواء ضد الجنوب أو التحالف العربي".

الموقع لفت إلى أنّ رسائل أبواق الإخوان، التي تم ترويجها على نطاق واسع، "مثّلت ارتماءً جديداً في أحضان الميليشيات الحوثية الإرهابية، في تخادم يستهدف إطالة أمد الحرب وتعميق آثارها". في تهديد واضح وصريح، لمستقبل الهدنة غير المعلنة، والتي يواصل الإخوان انتهاكها، من أجل النيل من الجنوب، عبر سلسلة من العمليات الإرهابية، بالتعاون مع تنظيم القاعدة.

وبحسب موقع "المشهد العربي"، فإنّ سياسات تنظيم الإخوان، ترجع إلى أنّ الجنوب حقق انتصارات سياسية كبيرة، أرّقت الجماعة، وكبدت أجندتها الكثير من الخسائر على كل المستويات.

تحركات قبلية مناوئة للإخوان

ومع انكشاف تحركات الإخوان، شهدت الأيام القليلة الماضية، تحركاً لقبيلة "بكيل"، وهي واحدة من أكبر قبائل اليمن، في مواجهة ميليشيات حزب الإصلاح الإخواني، وذلك انطلاقاً من محافظة الجوف، شرق العاصمة صنعاء، حيث تمّ عقد لقاء كبير، بدعوة من الشيخ فهد بن محمد بن ناجي الشايف، أحد أبرز مشايخ بكيل، ضمّ مشايخ ووجهاء قبيلة دهم، وعدداً من مشايخ القبائل الأخرى في الجوف، كما ضمّ الاجتماع ممثلين عن السلطة المحلية، والأحزاب السياسية، والقيادات العسكرية التابعة للحكومة اليمنية.

تتسارع وتيرة السقوط الإخواني في اليمن بشكل كبير

الاجتماع عُقد في منطقة قريبة من منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وهي منطقة تابعة إدارياً لمحافظة الجوف اليمنية، وهي المحافظة التي شهدت خيانة إخوانية كبرى، في العام 2020، حيث قامت ميليشيا الإصلاح بتسليم المناطق المحررة للحوثيين دون قتال، وسلّمتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

المجتمعون استقروا على ضرورة العمل على إنهاء الفوضى التي تسببت بها ميليشيا الإخوان، وتقويض سياسة التمكين الإخوانية؛ عبر القضاء على استحواذ عناصر الإخوان على موارد الجوف وموازناتها المعتمدة، والتأكيد على حق أبناء الجوف في التمثيل العادل بالحكومة ومختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية والدبلوماسية.

رسائل أبواق الإخوان، التي تم ترويجها على نطاق واسع، مثّلت ارتماءً جديداً في أحضان الميليشيات الحوثية الإرهابية، في تخادم يستهدف إطالة أمد الحرب وتعميق آثارها

وبحسب موقع "المنتصف" المحلي، فإنّ الاجتماع القبلي الهام، ربما جاء برعاية من المملكة العربية السعودية، التي تريد تشكيل مرجعية قبلية قوية؛ لمواجهة مراوغة ميليشيات الحوثي بشأن اتفاقات مقبلة حول السلام في اليمن، ومواجهة تحركات الإخوان المريبة، كما أنّ الاجتماع يمثل عاملاً مساعداً للتحالف العربي، "الذي تلقى ضربات وخيانات عدة من قيادة الإخوان، التي تصدرت المشهد خلال السنوات الماضية، كي يتم محاسبة وتحجيم تلك القيادات والتخلص منها، وتعويضها بقيادات يمنية، تنتمي إلى القبائل المكونة لليمن بشكل كبير".

ميليشيا الإخوان في مواجهة الوطن

من جهته، يقول الدكتور محمد الفرجاني، المتخصص في الشؤون العربية، في تصريحات خصّ بها "حفريات"، إنّ حزب الإصلاح أصبح مكشوفاً بعد تراجع الدعم التركي والقطري بشكل ملحوظ، وإدراك الرياض للخيانات الإخوانية المتعددة، التي أضرت بالحالف العربي، وضربت الشرعية في مقتل أكثر من مرة.

محمد الفرجاني: لا مستقبل للإخوان في اليمن، في ظل التحولات الإقليمية الأخيرة، خاصّة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، جراء الحرب الأوكرانية الروسية

الفرجاني لفت إلى ظاهرة الزينبيات الإخوانية، التي ظهرت أول الأمر في مدينة تعز، إثر المظاهرات الحاشدة المناوئة للإخوان، في حزيران (يونيو) 2021، حيث أقدمت عناصر نسائية منتمية للاخوان، على الاعتداء على الناشطة أروى الشميري، حيث بدأ حزب الإصلاح في تكوين زينبيات، على غرار ميليشيا الحوثي النسائية.

الفرجاني قال نقلاً عن موقع "الصحوة"، التابع للجماعة، إنّ المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة مأرب، بحث مؤخراً دعم دور المرأة في الدفاع عن الدولة والنظام الجمهوري، في إشارة إلى إطلاق الميليشيا النسائية على نطاق واسع، وفق مخطط مدروس لتجنيد النساء، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، للاستعانة بالأخوات، وعلى غرار التجربة الحوثية.

تجربة الحكم كشفت التنظيم

وأكد الفرجاني، أنّ سوء إدارة الجماعة لمؤسسات الدولة، وفشلها في حسم الملفات الشائكة، نتيجة طبيعية لطبيعة التنظيم، الذي يحاول احتواء الدولة وابتلاعها، لا إدارتها، ومع الفشل المستمر، ونتيجة لطبيعة الجماعة التي لا تعرف العمل في النور، لجأ التنظيم باستمرار إلى سلاح المؤامرات والانتهازية، والتواطؤ مع الجميع، بما في ذلك تنظيم القاعدة، وهو ما أدركته الرياض مؤخراً، وباتت بالتالي تعمل على احتواء الجماعة، وتقليص نفوذها، بالتزامن مع المفاوضات الجارية للوصول إلى سلام في اليمن.

وأكد الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر، أنّه لا مستقبل للإخوان في اليمن، في ظل التحولات الإقليمية الأخيرة، خاصّة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، جراء الحرب الأوكرانية الروسية، ولجوء الفرقاء إلى اعتماد سياسة "صفر مشاكل"، وهو ما يقطع الطريق على الجماعة، التي تتغذى على الأزمات والتوترات، وتلعب على وتر التناقضات والصراعات الدولية والإقليمية، مؤكداً في الوقت نفسه، أنّ ذاكرة الشعب اليمني سوف تذكر على الدوام، جرائم الإخوان وتواطأهم، وعبثهم بمقدرات الشعب اليمني، ما يعني أنّ وصول الإخوان إلى الحكم في بعض المحافظات، كشف بالتجربة، مدى فوضوية التنظيم، وإجرام عناصره وفسادهم، وكذب شعاراتهم الدينية، ما أدى في النهاية إلى هذا السقوط الشعبي الكبير.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية