هل تصبح أمريكا اللاتينية ملاذاً آمناً للإخوان المسلمين؟ ما أبرز الكيانات التابعة للتنظيم؟

هل تصبح أمريكا اللاتينية ملاذاً آمناً للإخوان؟ أبرز الكيانات التابعة لها

هل تصبح أمريكا اللاتينية ملاذاً آمناً للإخوان المسلمين؟ ما أبرز الكيانات التابعة للتنظيم؟


23/07/2023

يبحث قادة الإخوان في الوقت الراهن في إيجاد ملاذات آمنة لتصبح مراكز نفوذ لهم ومقرات لممارسة نشاطاتهم السياسية بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط.

ووفق ما نقل موقع (البوابة) الإخباري، فإنّ قادة التنظيم اتفقوا على أنّه يمكن نقل ثقل التنظيم الدولي اقتصادياً وسياسياً إلى دول أمريكا اللاتينية، وخاصة البرازيل والأرجنتين وباراغواي، مستغلين وجود جمعيات وتنظيمات تابعة للجماعة في هذه الدول، وامتلاكها قاعدة وأرضية تسهل العمل.

وطبقاً للمعلومات، فإنّ التنظيم الدولي للجماعة قرر تنشيط القواعد التابعة له في دول أمريكا اللاتينية، من خلال مؤسسات العمل الاجتماعي وشبكة المدارس والجمعيات الثقافية، والمراكز الدعوية، حيث تمكنت الجماعة من تأسيس محطات انطلاق لها.

قادة التنظيم اتفقوا على أنّه يمكن نقل ثقل التنظيم الدولي اقتصادياً وسياسياً إلى دول أمريكا اللاتينية، وخاصة البرازيل والأرجنتين وباراغواي

هذا، وظهر الإخوان للمرة الأولى في قارة أمريكا اللاتينية خلال منتصف القرن الـ (20)، عن طريق هجرات أولية نفذها عناصر تابعة للجماعة إلى دول البرازيل، والأرجنتين، وباراغواي، وفنزويلا، وغواتيمالا، والمكسيك، وغيرها.

وعملت عناصر الهجرة الأولى من الإخوان على تأسيس جمعيات ومنظمات خيرية، تكون غطاء للنشاط التوسعي الذي قد يطلب في أيّ وقت. 

وانقسمت الجمعيات والمنظمات الإخوانية الوليدة في أمريكا اللاتينية إلى عدة أنواع: منظمات تعمل داخل حدود الدولة التي أنشئت فيها، مثل: المراكز الإسلامية، أو المؤسسات الدينية، والتي تعرضت لاحقاً لاختراق إخواني، وفق البوابة.

أمّا النوع الثاني من المؤسسات التابعة للجماعة، فيشمل نشاطها في أمريكا اللاتينية كاملة، وتعمل كذراع للتنظيم الدولي للإخوان، وتعدّ حجر الزاوية في تنفيذ مخطط التنظيم لنقل نفوذه إلى تلك المنطقة.

وتستغل جماعة الإخوان في الوقت الراهن بالبرازيل نحو (40) جمعية، منها: جمعية أبو بكر الصديق في ساوبرنادوو دو كامبو التي يترأسها عبد السلام المنصوري.

انقسمت الجمعيات والمنظمات الإخوانية في أمريكا اللاتينية إلى عدة أنواع: بعضها أسست وتم اختراقها من قبل الإخوان، والبعض الآخر أنشأته الجماعة

وأسست رابطة الشباب المسلم عام 1995م الموجودة في ضاحية براس بمدينة ساو باولو، أسسها أسامة الزاهد، وتدير مسجد صلاح الدين الذي يعدّ معقل الجماعة في أمريكا اللاتينية، وأسست لتكون إحدى أذرع الجماعة، بالإضافة إلى سيطرتها على مسجد البرازيل في سان باولو، أقدم وأول مساجد أمريكا اللاتينية، وبسطت سيطرتها عليه منذ 2016، ومسجد عمر بن الخطاب بمدينة فوزدياجواسو، ومسجد الإحسان بالشارع التجاري بمدينة ساوباولو، والذي يديره حالياً السعيد مخلص، ومسجد السلام بمدينة سانتانا دى ليفرامينتو، ويديره حمادة غازي، وكلاهما على الشريط الحدودي بالجنوب البرازيلي.

وفي الوقت نفسه، تبنت جماعة الإخوان الخطة ذاتها في باراغواي من خلال المركز الإسلامي بالعاصمة أسونسيون، الذي يعدّ مقرها الرئيس هناك، من خلال الشيخ محمد حسان عجاج، سوري الجنسية، والشيخ فادي بن أحمد الجعفراوي الإخواني الفلسطيني، الذي عُيّن إماماً للمركز هذا العام فقط. 

وأسس هذا المركز فرعاً له بمدينة إنكارناسيون الحدودية مع الأرجنتين، حيث أكبر تجمع للمسلمين في مثلث الحدود، بين البرازيل، والباراغواي، والأرجنتين.   

وينتشر في هذه المنطقة حزب الله، وتنظيما القاعدة وداعش، وكذلك جميع أنواع التجارة الممنوعة من المخدرات، وغسيل الأموال، وتهريب الأسلحة، وغير ذلك من التنظيمات الإرهابية في العالم.

وفي كوستاريكا أسهمت الهيئة الخيرية بالكويت، وهي هيئة إسلامية منبثقة عن جمعية الإصلاح الكويتية، الجناح الدعوي والاجتماعي لجماعة الإخوان بدولة الكويت، في إنشاء المركز الإسلامي في سانتا كروز، كمقر رئيس للجماعة هناك، ويقوده الدكتور ساسا عبد الله، والشيخ علاء عويضة، وعيسى عامر كافيدو، وأنس عامر كافيدو، وهم المشرفون على أغلب الأنشطة، والندوات، وجمع التبرعات الإخوانية.

وفي بيرو تعمل الجماعة من خلال ما يُعرف بالرابطة الإسلامية، ولها نشاطات كثيرة ضد اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية وضد الأنظمة، وتسيطر أيضاً على مسجد مجدالينا في ديل مار بالعاصمة البيروفية، تحت قيادة الشيخ أحمد عثمان علي قاسم، وتوجد صلة بين أكاديمية البحوث ومسجد في مدينة لوبونا، وتوجد به جماعة التبليغ والإخوان.

بالأسماء؛ الجمعيات التابعة للإخوان المسلمين في دول أمريكا اللاتينة، والشخصيات التي أسستها وتعمل بها وفق أجندات الإخوان.

أمّا في كولومبيا، فتوجد الجماعة بمسجد إسطنبول بالعاصمة بوجوتا، وهو الذي بنته منظمة تيكا التركية، وهي جمعية تركية تنشط في مجالات عديدة، منها العلاقات الخارجية، والاقتصاد والفن والعلوم الاجتماعية، ويديره المدعو سعيد عبد النور بيدراسا، وهو محاضر في جامعات كولومبيا، وعضو إداري في مسجد إسطنبول (أنشط مركز إسلامي في العاصمة الكولومبية)، يعاونه أرجنتيني يدعى عيسى جارسيا، ويرأس إلياس مرزوقي معهد الإمام القرطبي، التابع للجماعة في العاصمة الكولومبية، ويعاونه إبراهيم جريرا، وريتشارد كويران، الفلسطينيا الجنسية.

وفي الإكوادور يعمل الإخوان عن طريق المركز الثقافي العربي اللاتيني بقيادة محمد منصور، ويديرون مركزاً إسلامياً بولاية جواياكيل، يقوده فرنسيسكو سعود، وهو إكوادوري من أصل فلسطيني، وبلال مصطفى آغا، من المقربين لمركز الدعوة بالبرازيل الذي يقوده أحمد الصيفي  لبناني الجنسية، وتعرّض للاعتقال عام 1964 في سوريا، وسلمته السلطات إلى الجهات المعنية بالأمن اللبناني، لاتصاله بحركة الإخوان السورية، وهاجر إلى البرازيل وأسس مركز الدعوة الإسلامية، كملتقى لكل المنظمات الإخوانية بأمريكا اللاتينية. 

وفي المكسيك فرضت الجماعة وجودها من خلال مسجد دار السلام الواقع في تيكيسكويتنجو، الذي يقدم الخدمات الاجتماعية للتجمعات الفقيرة.

وفي عام 2000 ظهر المركز التربوي للجالية المسلمة بالمكسيك، كجمعية مدنية في حي أنزورز، بهدف التمكن من جمع الأموال من خلال التبرعات، خاصّة أموال الزكاة، لكنّ خلافاً نشب داخل مجلس الإدارة، بين مدير المركز والتيار السلفي السروري، الذي انشق أعضاؤه وأسّسوا مركزاً آخر في نهاية العام 2003 في حي جاردين بالبوينا، كما بدأ الإخوان في بناء مركز الحكمة للغة والثقافة العربية في أراجون، وهو قيد التجديد منذ (8) أعوام. 

ويهيمن الإخوان أيضاً على (3) مساجد؛ هي: مسجد تيخوانا، التابع للمركز الإسلامي، ومسجد عمر، وتُقدم فيه دروس اللغة العربية، وحفلات الزفاف، وخدمات الجنازة، ومسجد النور في روساريتو، الذي افتتح نهاية العام 2011، ويقوده عيسى بوخاس، مكسيكي، مندوب الندوة العالمية، ورئيس مؤسسة بيت الحكمة، التابع للجماعة، ومريم سعادة، أستاذة في الأدب الإسباني، مصرية.

في غواتيمالا يتمركز الإخوان  من خلال مسجد الدعوة الإسلامية، الذي تقتصر الأنشطة فيه على التعليم والدعوة وتجهيز الكوادر، تحت قيادة وليد خضر الرئيس السابق للمركز الإسلامي.

ويُذكر أنّ باراغواي أعدت قبل أشهر مشروع قرار لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية على أساس "مساعدتها الإيديولوجية للأشخاص الذين يلجؤون للعنف، ويهددون الاستقرار والأمن، سواءً في الشرق أو في الغرب".

وكانت عدة دول كالأرجنتين والبرازيل قد تنبأت بمخاطر الإخوان، إلا أنّها لم تقم بأيّ تحرك رسمي من شأنه وقف نفوذ الجماعة وتمددها.

الصفحة الرئيسية