هكذا أصبحت مناطق الإخوان باليمن بؤراً للإرهاب

هكذا أصبحت مناطق الإخوان باليمن بؤراً للارهاب

هكذا أصبحت مناطق الإخوان باليمن بؤراً للإرهاب


28/02/2024

ينشط "الإرهاب" في المناطق التي تتعلق بنشاط تنظيم الإخوان في اليمن -حزب الإصلاح- بشكل مباشر، أو المناطق التي يُحرك فيها أتباعه، وتحديداً عند فقدانه منطقة من مناطق النفوذ التي كانت تحت يد التنظيم، وما أن يفقدها حتى تتحرك الأعمال الإرهابية وترتفع وتيرتها، في رسالة واضحة تفيد بأن ما عجزت عنه قوة التنظيم المتدثرة باسم "الدولة" سيتم تنفيذه عبر الهجمات الإرهابية.

إن ما يثير الانتباه ليس فقط هذا التزامن بين كل خسارة للإصلاح وموعد تنفيذ العمليات الإرهابية، والتي باتت تأخذ شكلاً انتقامياً موجهاً ضد قوات وتشكيلات المجلس الانتقالي الجنوبي، بل حالة الانسجام أو الرضا بين الإصلاح والحوثيين وفرحة إعلامهم وناشطيهم بالعملية.

ورغم قبضة تنظيم الإخوان الحديدية على مدن ومحافظات يمنية، إلا أنه فشل في كبح جماح الاغتيالات التي لم تتوقف يوماً هناك، فيما تعتبر دليلاً على أنّ المناطق التي يحكمها الإخوان باتت "مرتعا للإرهاب".

عندما يفقد الإخوان في اليمن إحدى المناطق يُحرك فيها أتباعه، لتنفيذ الأعمال الإجرامية

في عام 2023 فقط ضربت تعز ومأرب، الخاضعتين لتنظيم الإخوان، أكثر من 15 عملية ومحاولة اغتيال، استهدفت كبار رجال الدولة ومسؤولين عسكريين وأمنيين، وحتى أمميين. وكانت أسوأ هذه الاغتيالات هو ما استهدف رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في التربة، جنوبي تعز، مؤيد حميدي، (أردني الجنسية) في 21 تموز (يوليو) الماضي. وفي مأرب، كادت سيارة مفخخة متوقفة على جانب الطريق أن تخطف رئيس هيئة الأركان العامة باليمن، الفريق الركن صغير بن عزيز، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ورغم ذلك لم تفتح سلطات الأمن الخاضعة للإخوان تحقيقات جادة وفعالة للحد من وقوع الاغتيالات بهاتين المحافظتين. تلك الاغتيالات تطرح أسئلة عدة حول تماهي الإخوان مع الجرائم الواقعة تحت سيطرته، أو فشل أجهزته المرتبطة بشكل واسع بالجماعات المتطرفة مثل القاعدة، ما يجعله مقيداً وعاجزاً عن اتخاذ أي تدابير فعالة، وفق ما نقلت العين الإخبارية عن مراقبين. 

 

رغم قبضة تنظيم الإخوان الحديدية على مدن ومحافظات يمنية، إلا أنه فشل في كبح جماح الاغتيالات التي لم تتوقف يوماً هناك

 

وبحسب خبراء في شؤون الجماعات الدينية؛ فإن مناطق حكم الإخوان في اليمن، باتت مرتعاً للإرهاب. ووفقاً للخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن، صالح باراس، فإن المناطق التي يحكمها الإخوان فيما تبقى من مأرب وما تبقى من تعز -مساحات متواضعة جدا- باتت "مرتعاً للإرهاب" بشهادات دولية. 

وقال باراس، في تصريح صحفي: إن "الاغتيالات السياسية، وقتل موظف أممي في تعز، وكذا اغتيال وسحل شخصيات سلفية تعارضهم، والبلطجة والعمليات الإجرامية سمة أساسية للإخوان، وصلت إلى اختطاف الفتيات وامتهان أعراضهن، ويتم التعتيم على ذلك إخوانياً وتصدير الحالة في مناطق نفوذهم بأنها أمن وأمان". 

وأكد باراس وهو مؤلف كتاب "الإخوان من الباب الخلفي: إخوان اليمن التعصب المزدوج"، أن "آلة الإخوان المنتشرة بشكل أخطبوطي محلياً وإقليمياً ودولياً، تركز على عدن والمحافظات الجنوبية التي استطاع المجلس الانتقالي أن يجتث الإرهاب منها ويفرض فيها نظاماً أمنيا". 

 

صالح باراس: المناطق التي يحكمها الإخوان فيما تبقى من مأرب وما تبقى من تعز باتت "مرتعاً للإرهاب" بشهادات دولية

 

ووفق موقع "المنتصف نت" فإنه من العجائب أن مجاميع الإرهابيين لم ينفذوا عملية واحدة ضد جماعة الحوثي وقياداتها التي تسرح وتمرح في المحافظات الشمالية،  وتحول الاستهداف كلياً نحو المحافظات الجنوبية تارة في عدن وأحياناً في شبوة أو الضالع  وفي أبين وغيرها، وهي مناطق يريد الإصلاح السيطرة عليها أو مناطق فقدها اخيراً، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه كلما ارتفعت وتيرة الضغط نحو تقليم أظافر الإخوان، وإخراجهم  بدءًا من وادي حضرموت، وكذا كل المحافظات الجنوبية؛ زاد منسوب الاستهداف الإعلامي والعملياتي من قبل الإصلاح وحليفهم في صنعاء، فالواقع يشير إلى أن كل العمليات تتحرك بأوامر إخوانية وتخطيط مشترك مع الحوثي، ورعاية خالصة من طهران والدوحة.

وفي سياق الحديث عن الإرهاب بمناطق الإخوان، لا بد من الإشارة إلى فتاوي التكفير والتخوين الصادرة عن “مشايخ” حزب الإصلاح اليمني، منذ عام 1994، و المتداولة حتى اليوم، وما زالت تعيش في وجدان اليمنيين شعبا وقوى سياسية وعسكرية، حتى أن «الحوثيين» برغم الخلاف العقائدي والطائفي المزعوم، وجدوا فيها شيئاً من الذرائع وهم يعاودون غزو عدن والجنوب في العام 2015، فهي فتاوى توفر الحوافز الكاملة للإرهابيين ليمارسوا القتل حاملين معهم صكوك دخول الجنة”.

وهكذا استمرت الأحقاد والفتاوى التكفيرية على حالها ونهجها وذلك خلال حرب وغزو الجنوب ثالث مرة في عام 2019، حيث كشفت القوات الموالية لـ”الشرعية اليمنية” المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح عن أجنداتها المخفية للسيطرة على الجنوب، وخاصة عاصمتها عدن، مستخدمة نفس الفتاوى التكفيرية والتحريضية والتبريرية لغزواتها وقتلها للجنوبيين، وما زال الجنوبيون يتذكرون أن الإخوان أطلقوا على حربهم لإسقاط عدن اسم "غزوة خيبر”.

 

عند الحديث عن الإرهاب بمناطق الإخوان لا بد من الإشارة الى فتاوى التكفير والتخوين الصادرة عن “مشايخ” حزب الإصلاح اليمني ضد أهالي الجنوب 

 

اليوم يبدأ حزب الإخوان مزاعم وفتاوى جديدة ضد الشعب، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، وذلك بعد ما بثته قبل فترة قناة بلقيس الإعلامية، التابعة للإخوانية توكل كرمان/ حول أن الزبيدي يبدي استعداده للتعاون مع إسرائيل مقابل دعم الانفصال، مستندة في ذلك وبحسب زعمها إلى مواقع عبرية.

ووفق "موقع 4 مايو" فإن إعلام الإخوان اليوم يسوقون فتوى تكفير جديدة ضد الجنوبيين، بعد أن فشلوا في فتوى أنهم شيوعيون، فاليوم لديهم فتوى أن الجنوبيين صهاينة، في سياق التحريض عليهم وعلى قتلهم.

هذا وترتكب ميليشيات الإصلاح الإخوانية يومياً جرائم مروعة بحق اليمنيين، دفاعاً عن اللصوص وعن القتلة والإرهابيين، كما تبتز رجال الأعمال وتضع يدها على قطاعات واسعة من الاعمال، هذا بالإضافة لحملات الاعتقال ضد القضاة لضمان عدم محاسبة عناصرهم على إرهابهم للشعب اليمني في مناطق تسيطر عليها. 

مواضيع ذات صلة:

اليمن: خطة الإخوان للهيمنة على المكون الجنوبي

باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان

كيف يتحالف الإخوان والحوثيون على تدمير الاقتصاد باليمن؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية