مواجهات جديدة وتصعيد مستمر ... إلى أين يذهب الإخوان ببنغلاديش؟

مواجهات جديدة وتصعيد مستمر؛ إلى أين يذهب الإخوان ببنغلاديش؟

مواجهات جديدة وتصعيد مستمر ... إلى أين يذهب الإخوان ببنغلاديش؟


19/10/2023

مع انشغال العالم بالحرب الجارية في قطاع غزة، تشهد بنغلاديش معركة أخرى ربما لا يعلم عنها أحد أيّ تفاصيل، فقد قامت القوات الأمنية باعتقال نحو (20) شخصاً من القادة والنشطاء المنتمين إلى الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، في جميع أنحاء بنغلاديش، بما في ذلك (10) أفراد من الجماعة تمّ ضبطهم يخططون لسلسلة من الأعمال الإرهابية في مدينة غازي بور، على هامش مسيرة غير مرخص لها، يوم 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

كما داهمت الشرطة البنغالية منازل قادة ونشطاء الجماعة، وشركاتهم وأماكن عملهم، بعد أن شهدت البلاد موجة اضطرابات غير مسبوقة، إثر إعلان الجماعة برنامجها الخاص بالتظاهر والاحتجاج في أنحاء البلاد، والذي شمل الأعمال العنف والتحرش الطائفي.

تصعيد إخواني

أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية البنغالية أبو طاهر محمد معصوم بياناً في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أدان فيه بشدة الاعتقال الذي وصفه بالجائر لعناصر الجماعة الإسلامية، متهماً الشرطة بترويع المواطنين في المكاتب والمنازل أثناء المداهمات، وزعم أنّ الجماعة الإسلامية هي حزب سياسي إسلامي منهجي وديمقراطي، وأنّ عقد الاجتماعات والتجمعات هو حق دستوري لأيّ حزب سياسي شرعي، متجاهلاً أنّ الجماعة الإسلامية ليست حزباً شرعياً، وأنّها تعمل دون تراخيص أو أوراق رسمية.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

معصوم أعلن إصرار الجماعة على التصعيد، وطالب الشعب بالنزول إلى الشارع، والانخراط ضمن البرنامج السياسي للجماعة، مؤكداً أنّ الجماعة الإسلامية سوف تواصل حراكها في الشارع، محرضاً الشعب على الثورة وتغيير الحكومة بالقوة، متهماً الأخيرة بالفاشية والاستبداد.

ضربة قاصمة للإخوان

قررت الجماعة الإسلامية الذهاب إلى أقصى درجات التصعيد، وعقدت بشكل مفاجئ، ودون تصريح، اجتماعاً تبادلياً مع السكان المحليين، في الساحة العمومية بقرية أنانتابور، حرضت فيه الجموع على مقاطعة الانتخابات الوطنية المقبلة، وشهد التجمع حالة من التحريض والهتافات العدائية، سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب؛ ممّا دفع شرطة مركز بيغوم غانج إلى التدخل العاجل، والقبض على (40) من قادة ونشطاء الجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى عدد من المشاغبين.

مع نهاية ليلة 15 تشرين الأول الجاري، كان مجموع من قامت الشرطة البنغالية بتوقيفهم قد بلغ نحو الـ (60) من القادة والنشطاء الإخوان في جميع أنحاء البلاد

وفي اليوم نفسه تمّ القبض على (3) أشخاص من المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها الجماعة في مدينة داكا في يوم الأحد 15 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وتم القبض على (9) من قادة ونشطاء الجماعة من أماكن مختلفة في مدينة ميمنسينغ في وقت مقارب، بعد ضبطهم وبحوزتهم مواد خطرة، وأوراق تحتوي على مخطط لتنفيذ أعمال شغب.

ومع نهاية ليلة 15 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، كان مجموع من قامت الشرطة البنغالية بتوقيفهم، قد بلغ نحو الـ (60) من القادة والنشطاء الإخوان في جميع أنحاء البلاد.

بنغلاديش نحو نفق مظلم

من جهتها، واصلت الجماعة الإسلامية خططها الرامية إلى تعطيل الانتخابات المقبلة، وإرباك جميع مؤسسات البلاد، ومنعها من القيام بعملها، وبدورها تردّ الشرطة بإجراءات غير مسبوقة، وفي هذا السياق، قامت عناصر أمنية بنغالية يوم الإثنين 16 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بالقبض على (4) من القادة والنشطاء الإخوان، من أماكن مختلفة في محافظة ميمنسينغ، بعد ورود أدلة بقيامهم بالتخطيط لأعمال عنف، والمشاركة في أخرى.

الشرطة البنغالية تابعت مسارها على خط المواجهة؛ من أجل إفشال المخطط الإخواني الرامي إلى إحداث الفوضى، فقامت باعتقال (15) من القادة والنشطاء الإخوان في يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بما في ذلك أمير الجماعة في مركز كاشيادانجا، مولانا فريد الدين أختر، وأمير الجماعة في مركز راجبارا قمر الزمان سهيل، الذي اعتقل في مدينة راجشاهي، أحد معاقل الإخوان في بنغلاديش.

الجماعة الإسلامية ردت بالمزيد من التظاهرات التي شهدت أحداث عنف، وقامت بتعطيل حركة السير في مناطق عدة، وعلى الطرق الرئيسية

الجماعة الإسلامية ردت بالمزيد من التظاهرات التي شهدت أحداث عنف، وقامت بتعطيل حركة السير في مناطق عدة، وعلى الطرق الرئيسية، وبدورها واصلت الشرطة اعتقال قادة الجماعة ونشطائها من منازلهم، بعد إصدار أوامر قضائية، إثر ثبوت أدلة الاتهام من الناحية القانونية.

الجماعة الإسلامية رفعت شعارات المواجهة، ونقلت الصراع إلى الشارع، وقالت إنّ الحكومة تريد إطباق الشفاه المعارضة من خلال قمعها، وطالبت الشعب بالانضمام إلى المواجهة، كما أكدت أنّها لن تتراجع حتى يتم الإفراج عن أمير الجماعة شفيق الرحمن ورفاقه، وسحب القضايا الموجهة إلى الجماعة الإسلامية، وتشكيل حكومة مؤقتة تشرف على الانتخابات، والتنحي فوراً عن الحكم، وإلّا فإنّ الشارع هو الحكم، في حرب تكسير العظام الجارية في البلاد.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

بدورها، أكدت وزارة الداخلية البنغالية أنّها لن تتراجع عن مواجهة العنف والإرهاب الإخواني، وأنّها سوف تقوم بتأمين مسار العملية الانتخابية، لافتة إلى أنّ الجماعة الإسلامية هي تنظيم غير قانوني، وأنّها تسعى نحو فرض الفوضى في أنحاء البلاد، وتفجير العنف الطائفي، كما أنّها متورطة في مخالفات مالية كبيرة، وأنّ الشرطة تقوم برصد عناصر الحسبة التي وزعتها الجماعة على مناطق مختلفة، خاصّة المهمشة، لفرض رقابة غير قانونية، وممارسة الإرهاب والعنف الديني تجاه المخالفين.

الجميع في بنغلاديش يتجه نحو التصعيد، والبلد الذي يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة يتجه نحو طريق مسدودة بفعل الإخوان

ويبدو أنّ الجميع في بنغلاديش يتجه نحو التصعيد، وأنّ البلد الذي يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة يتجه نحو طريق مسدودة بفعل الإخوان، حيث ترفض الجماعة التهدئة، أو الدخول في صفقة سياسية، تحصل بمقتضاها على ترخيص يمكنها من خوض الانتخابات، وتصر على شرعية وجودها، رغم كل التهم الثابتة، والإدانات التي أصدرتها محكمة مجرمي الحرب لقيادات التنظيم، بالتواطؤ مع باكستان إبّان حرب الاستقلال، وهو ما اعترف به مؤخراً أمير الجماعة الإسلامية في باكستان سراج الحق.

مواضيع ذات صلة:

إخوان بنغلاديش ومحاولة استدعاء التدخل الأجنبي في الصراع مع الحكومة

بنغلاديش: حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإخوان.. والجماعة الإسلامية تتحدى الدولة

إخوان بنغلاديش يواجهون الخطط المالية الطموحة للحكومة بالسخرية والتحريض




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية