مصير مجهول لمسار التطبيع بين تركيا وسوريا... لماذا؟

مصير مجهول لمسار التطبيع بين تركيا وسوريا... لماذا؟

مصير مجهول لمسار التطبيع بين تركيا وسوريا... لماذا؟


19/08/2023

"عدم يقين" و"مصير مجهول" يرافقان محادثات تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا التي ترعاها روسيا وتشارك فيها إيران، بحسب ما نقلته تقارير في وسائل إعلام قريبة من الحكومة التركية.

التقارير أشارت أيضاً إلى أنّ المشهد الأخير الذي تشكل من خلال التصريحات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، كشف عن أنّ مسار المحادثات يواجه الكثير من العراقيل رغم الحديث الروسي عن التنسيق لعقد لقاء يجمع الرئيسين رجب طيب أردوغان وبشار الأسد.

تقارير صحفية أشارت إلى أنّ المشهد الأخير الذي تشكل من خلال التصريحات المتبادلة بين مسؤولي البلدين كشف عن أنّ مسار المحادثات يواجه الكثير من العراقيل.

ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن صحيفة (صباح) القريبة من الحكومة، في تقرير الجمعة، أنّ المحادثات تشهد حالة "عدم يقين"، وتواجه مستقبلاً مجهولاً، وأنّه منذ نيسان (أبريل) الماضي، تدور شكوك حول إمكانية نجاح المفاوضات وتحقيق الأهداف المرجوة منها.

وعزت الصحيفة الوضع الراهن لمسار المحادثات إلى "الطبيعة المعقدة للصراع السوري، والأولويات المتباينة للأطراف الخارجية، والسلوك الغامض استراتيجياً لنظام الرئيس بشار الأسد، وضعف قدرات الدولة السورية".

صحيفة (صباح): المحادثات تشهد حالة "عدم يقين"، وتواجه مستقبلاً مجهولاً، ووصف العملية الجارية بين الطرفين بأنّها "تطبيع" أمر غير دقيق ومفرط في التفاؤل.

الصحيفة اعتبرت أنّ وصف العملية الجارية بين الطرفين بأنّها "تطبيع" أمر غير دقيق ومفرط في التفاؤل، لسببين؛ أولهما أنّ التطبيع الحقيقي يستلزم تحقيق (3) شروط مسبقة تتعلق بسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتماسكها السياسي، وفي الوقت الراهن لم يتم توافر أيّ من هذه الشروط.

ورأت أنّ السبب الثاني هو التناقض بين الظروف الراهنة والنتائج المرجوة، لافتة إلى أنّ أحد البنود الأساسية في المحادثات يتعلق بمكافحة الإرهاب، لكن لم يتبلور نهج للتنسيق والتعاون بين أنقرة ودمشق لمحاربة التنظيمات الإرهابية، مثل "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب الكردية"، أكبر مكونات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تعدّها تركيا ذراعاً لـ "حزب العمال" في سوريا.

الأسد أعلن مؤخراً أنّه لن يلتقي أردوغان بشروطه، وأنّه ينبغي إنهاء "الاحتلال التركي".

(الشرق الأوسط) نقلت أيضاً عن الكاتب البارز في صحيفة (حرييت) القريبة من الحكومة، شادات أرغين، في مقال الجمعة، أنّه على الرغم من المحاولات التي بُذلت على مسار المحادثات، لم تدخل العلاقات مع سوريا بعد إطار "التطبيع الملموس"، على غرار ما فعلت تركيا مع كل من السعودية والإمارات، وحتى مع مصر، على الرغم من الإيقاع البطيء للتقدم وعدم حدوث اللقاء المنتظر بين أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حتى الآن.

واعتبر أرغين أنّ جميع المؤشرات توضح أنّه سيكون من الصعب جداً أن تتقدم العلاقات مع سوريا، لافتاً إلى التصريحات الأخيرة للأسد ووزير الدفاع السوري علي محمود عباس. وقال: إنّ الأسد ومسؤولي نظامه أكدوا مؤخراً أنّه لن يتم الجلوس مع أردوغان إلى طاولة واحدة وفق شروطه، وأنّه لا يمكن الحديث عن التطبيع قبل انسحاب القوات التركية من سوريا.

وكان أول ردٍّ رسمي على تصريحات الأسد التي أعلن فيها مؤخراً أنّه لن يلتقي أردوغان بشروطه، وأنّه ينبغي إنهاء "الاحتلال التركي" قبل الحديث عن أيّ تطبيع، ما جاء على لسان وزير الدفاع التركي يشار غولار، في مقابلة تلفزيونية السبت، أكد فيها أنّه "من غير المتصور أن تغادر قواتنا سوريا دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا". وعبّر عن اعتقاده بأنّ الأسد سيتصرف بشكل "أكثر عقلانية" بشأن هذه القضية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية