قنبلة موقوتة.. ماذا يحدث في مخيم الهول في سوريا؟

قنبلة موقوتة.. ماذا يحدث في مخيم الهول في سوريا؟


09/02/2021

أعاد تنظيم داعش الإرهابي، من خلال عائلاته التي تقطن في مخيم الهول في سوريا، تنظيم صفوفه، وفرض بعض مبادئه المتطرّفة، ممّا يزيد من خطورة تحوّل المخيم إلى قنبلة موقوتة.

وفي مؤشر على خطر كبير بات يمثله المخيم، الذي يضمّ عشرات الآلاف من النازحين وأفراداً من عائلات مقاتلي داعش، قُتل 14 شخصاً على الأقل، 3 منهم بقطع رؤوسهم، منذ مطلع العام الجاري، وفق ما نقل موقع "ميدل إيست أون لاين" عن مسؤول كردي أمس.

وقال مسؤول النازحين والمخيمات في شمال شرق سوريا شيخموس أحمد: "بلغ عدد الذين تمّ قتلهم في مخيم الهول منذ مطلع العام حتى الآن 14 شخصاً، 3 منهم عبر قطع رؤوسهم" والبقية عبر "طلقات نارية من مسدسات كاتمة للصوت".

 

قُتل 14 شخصاً على الأقل في مخيم الهول، 3 منهم بقطع رؤوسهم، منذ مطلع العام الجاري

والقتلى 10 عراقيين و4 سوريين، وفق أحمد الذي اتهم "خلايا داعش" بالوقوف خلف ذلك "بالتنسيق مع النساء الأجانب" في المخيم، بهدف "إثارة الفوضى والخوف وقتل المتعاونين مع إدارة" المخيم.

إلا أنّ عاملاً في المجال الإنساني، رفض الكشف عن اسمه، تحدّث عن توترات عشائرية قد تكون خلف بعض الجرائم في المخيم.

وشهد المخيم في الأشهر الأخيرة عدة حوادث أمنية، بينها محاولات فرار وهجمات ضدّ حراس أو عاملين إنسانيين.

مسؤول كردي يتهم داعش بالوقوف خلف عمليات القتل بالتنسيق مع النساء الأجانب بهدف إثارة الفوضى والخوف

وحذّرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من تفاقم الوضع الأمني المتدهور أساساً في مخيم الهول، الذي تتولى الإدارة الذاتية الكردية الإشراف عليه، ويضم نحو 62 ألف شخص، 80% منهم نساء وأطفال.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي عن "12 عملية قتل لمقيمين سوريين وعراقيين في المخيم"، في النصف الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي.

وفي تقرير مفصّل نشرته الأسبوع الماضي، حذّرت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم داعش ومجموعات جهادية أخرى، من أنّ مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز، خصوصاً في شمال شرق سوريا، تمثّل "تهديداً كامناً".

وقالت: "أُبلغ عن حالات من نشر التطرّف والتدريب وجمع الأموال والتحريض على تنفيذ عمليات خارجية في مخيم الهول"، مضيفة: "يعتبر بعض المعتقلين مخيم الهول آخر ما تبقى من الخلافة" التي أعلنها التنظيم عام 2014 على مناطق سيطرته في سوريا والعراق المجاور، قبل أن يتمّ دحره منها.

مجلس الأمن الدولي يحذّر من أنّ مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز لداعش تمثّل تهديداً كامناً

ويضمّ القسم الخاص بالنساء الأجانب، وأطفالهنّ من عائلات مقاتلي التنظيم، قرابة 10 آلاف امرأة وطفل، وفق لجنة مجلس الأمن التي أفادت بأنّ "بعض القاصرين يجري تلقينهم وإعدادهم ليصبحوا عناصر في التنظيم الإرهابي بالمستقبل".

وتحصل عمليات فرار بين الحين والآخر، لا سيّما في ظل "قدرة محدودة" على حفظ الأمن وانخفاض عدد الحراس "من 1500 حارس منتصف عام 2019 إلى 400 حارس أواخر عام 2020".

وبحسب التقرير، تتراوح كلفة التهريب من مخيم الهول بين 2500 و3 آلاف دولار، مقابل 14 ألف دولار من مخيم روج الذي يؤوي عدداً أقلّ من القاطنين، ويُعدّ الأمن فيه "أكثر إحكاماً وفعالية"، بحسب التقرير.

ويطالب الأكراد الدول المعنية باستعادة مواطنيها أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين لديها، إلا أنّ عدة دول أوروبية، بينها فرنسا، اكتفت باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.

وحثّ خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس 57 دولة، يُحتجز رعاياها لدى الأكراد، على إعادتهم إلى بلادهم بلا تأخير.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية