فصل جديد من فصول الصراع بين الإخوان والدولة في بنغلاديش.. ما التفاصيل؟

فصل جديد من فصول الصراع بين الإخوان والدولة في بنغلاديش.. ما التفاصيل؟

فصل جديد من فصول الصراع بين الإخوان والدولة في بنغلاديش.. ما التفاصيل؟


04/09/2023

في بنغلاديش، بدأ فصل جديد من فصول علاقة الحكومة بالجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، بعد أن تطور الوضع الميداني، وبلغ الأمر قدراً من التوتر السياسي، الأمر الذي دفع الشرطة إلى توجيه عدة ضربات استباقية، عن طريق اعتقال عدد من القادة المحليين للجماعة الإسلامية.

تعليق صلاة الغائب

بعد أن شهدت البلاد موجة من أعمال العنف، إثر وفاة القيادي الإخواني دلوار حسين سعيدي، قامت الشرطة بمنع وتعليق صلاة الغائب التي نظمتها الجماعة الإسلامية في أماكن مختلفة من البلاد، بعد أن ثبت قيام الإخوان بتوظيف الطقس الديني، وتحريض المصلين على العنف.

الشرطة البنغالية قامت باعتقال أمير الجماعة الإسلامية لمدينة كوشوا، التابعة لمحافظة باغرهات، الشيخ رفيق الإسلام، و(3) قادة محليين آخرين من شبه محافظة مجيب نغر، التابعة لمحافظة مهربور، وذلك إثر ضبطه في منزل أحد معتقلي الجماعة، ويدعى عرفات، وبحوزته رسائل إلى سجناء الجماعة في السجن.

كما اعتقلت الشرطة (3) من نشطاء الجماعة الإسلامية في مهربور، و(5) في مدينة ميمنسينغ، مؤخراً، إثر تورطهم في التخطيط لأعمال عنف، بالتزامن مع وفاة دلوار سعيدي.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

بدوره، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ أبو طاهر محمد معصوم بياناً أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال أمير الجماعة الإسلامية لمدينة كوشوا، وزعم أنّ الحكومة تقوم بقمع وتعذيب قادة ونشطاء الجماعة الإسلامية، طوال الـ (15) عاماً الماضية، وأنّ اعتقال قادة الجماعة المحليين والنشطاء السياسيين جزء من المؤامرة نفسها، بحسب مزاعمه.

تصعيد ودعاية سياسية

من جهة أخرى، ألقى القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن بياناً بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين، الذي وافق 30 آب (أغسطس) الماضي.

وزعم البيان اختطاف (645) شخصاً من قبل الحكومة، بما في ذلك الساسة والطلاب والتجار ورجال الأعمال، وأنّه تمّ اختفاؤهم على أيدي أشخاص متنكرين في ملابس بيضاء (قوات الأمن)، وذلك خلال آخر (14) عاماً في عهد الحكومة الحاكمة الحالية.

تواصلت حملة الاعتقالات التي نتج عنها اعتقال (15) من قادة ونشطاء الإخوان، بما في ذلك أمير الجماعة الإسلامية لفرع محافظة ناريان غونج، محمد مؤمن الحق سركار

مجيب الرحمن استدعى التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي، وقال: إنّ "الأجانب يهتمون بقضية المفقودين في بنغلاديش، والسفير الأمريكي لدى بنغلاديش السيد بيتر هاس قام بزيارة منازل الضحايا المفقودين، وتفقد أحوالهم". مضيفاً: "وقد زارت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت بنغلاديش في شهر آب (أغسطس) 2022". مطالباً بالتدخل الدولي للضغط على الحكومة.

مجيب الرحمن وجه رسالة للمجتمع الدولي قائلاً: "لا توجد حقوق للإنسان في البلاد حالياً. لقد سلب كل شيء، بما في ذلك حق الحياة والعيش، وحق حرية التعبير والرأي، والحق الديمقراطي، وحق التصويت، لقد سلبت الحكومة الاستبدادية الحالية الحقوق الإنسانية كلها، بما في ذلك الغذاء والملبس والرعاية الطبية. ولا يمكن لهذا الحكم المطلق القمعي أن يستمر"، محرضاً بشكل مباشر على التدخل الأجنبي.

مجيب الرحمن طالب الشعب البنغالي بالتحرك، والثورة ضدّ الحكومة، وقال: "أناشد المواطنين أن يرفعوا أصواتهم احتجاجاً على جميع الأنشطة غير الديمقراطية التي تمارسها هذه الحكومة الفاشية الحالية".

ضربة جديدة قاصمة

بدورها، لم تتوانَ الشرطة البنغالية في توجيه ضربة قاصمة للجماعة الإسلامية، فقد شنت حملة مداهمات واسعة، ففي ليلة 31 آب (أغسطس) الماضي ألقى رجال الأمن القبض على تنهر علي، السكرتير المساعد للجماعة الإسلامية لفرع مركز إشار غونج في محافظة ميمنسنغ، من داخل اجتماع منزلي مع عدد من العناصر الإخوانية، وبحوزتهم أوراق تشمل خططاً لتظاهرات وأعمال عنف واسعة في المحافظة.

وفي الأول من أيلول (سبتمبر) الجاري تواصلت حملة الاعتقالات، والتي نتج عنها اعتقال (15) من قادة ونشطاء الإخوان، بما في ذلك أمير الجماعة الإسلامية لفرع محافظة ناريان غونج، محمد مؤمن الحق سركار، وأمير الجماعة الإسلامية لفرع مركز روب غونج الشمالية، المحامي إسرافيل. بالإضافة إلى (15) شخصاً، من قادة ونشطاء الإخوان، تواجدوا في اجتماع محلي غير مصرح له.

في كل مرة يختار الإخوان التخطيط لإرباك المشهد السياسي في البلاد تنجح الشرطة في توجيه ضرباتها الاستباقية بهدف السيطرة على الأمور

ويبدو أنّ المواجهات ذاهبة تجاه التصعيد، وفي كل مرة يختار الإخوان التخطيط لإرباك المشهد السياسي في البلاد، تنجح الشرطة في توجيه ضرباتها الاستباقية  بهدف السيطرة على الأمور.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ أبو تراب محمد معصوم أصدر بياناً في 2 أيلول (سبتمبر) الجاري، أدان فيه بشدة تحركات الشرطة، وقال: إنّ الحكومة الحالية غير ديمقراطية، زاعماً أنّ الجماعة الإسلامية حزب سياسي منهجي وديمقراطي، متجاهلاً عن عمد أنّ الجماعة تعمل في البلاد دون ترخيص.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

معصوم زعم أنّ "عقد الاجتماعات والتجمعات هو حق دستوري لأيّ حزب سياسي، ولا يملك أحد أن يحرم هذا الحق، ولكنّ الحكومة لا تسمح للأحزاب السياسية المعارضة بممارسة الأنشطة السياسية".

وتجاهل القيادي الإخواني وجود أحزاب شرعية في بنغلاديش تمارس عملها في هدوء دون أن يزعجها أحد، وأنّ جماعته لا يحق لها وفقاً للقانون عقد تجمعات سياسية، لأنّها محظورة، ولا يملك الحزب السياسي التابع لها التراخيص اللازمة لممارسة النشاط السياسي.

معصوم اتهم الحكومة بالسعي لبسط الهيمنة على البلاد، عن طريق اعتقال زعماء الأحزاب السياسية المعارضة ونشطائها بقضايا وصفها بالكاذبة والملفقة. مضيفاً: "تحولت البلاد اليوم إلى دولة شرطية، وعواقب الظلم والاعتداء لا تكون جيدة أبداً. ولا يمكن إطالة السلطة بقمع المعارضين".

ويبدو أنّ فصلاً جديداً من فصول المواجهة في بنغلاديش قد بدأ بين الإخوان والدولة، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي أعلنت الجماعة الإسلامية مقاطعتها.

مواضيع ذات صلة:

إخوان بنغلاديش ومحاولة استدعاء التدخل الأجنبي في الصراع مع الحكومة

بنغلاديش: حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإخوان.. والجماعة الإسلامية تتحدى الدولة

إخوان بنغلاديش يواجهون الخطط المالية الطموحة للحكومة بالسخرية والتحريض




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية