شبح "الكيزان".. هل أفشل "الإخوان" لقاء البرهان وحميدتي؟

شبح "الكيزان".. هل أفشل "الإخوان" لقاء البرهان وحميدتي؟

شبح "الكيزان".. هل أفشل "الإخوان" لقاء البرهان وحميدتي؟


28/12/2023

بهرام عبدالمنعم - أحمد فتحي

جاء الإعلان عن تأجيل لقاء كان مقررا بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقائد قوات الدعم السريع.

محمد حمدان دقلو "حميدتي" ليثير التساؤلات عن دور جماعة الإخوان في هذا التأجيل.

التساؤلات كان سببها محاولات إخوان السودان، إفشال اللقاء الذي اقترحته الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، لوقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية، والشروع في الحل السلمي عبر التفاوض.

وقللت الغرف الإعلامية التابعة لجماعة "الإخوان" عبر منصات التواصل الاجتماعي، من الاجتماع ونتائجه المرتقبة، باعتبار أن الجيش السوداني باستطاعته كسب المعركة، وتسليح المواطنين لمواجهة قوات "الدعم السريع" في ميدان المعركة.

أوراق ضغط

وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد الأسباط، إن "الإخوان" ليس لديهم أوراق ضغط أو أدوات لإفشال مثل هذا الاجتماع".

وأضاف الأسباط لـ"العين الإخبارية" أنه "فشل عقد الاجتماع صادف هوى لديهم وهم أصلا لم يكونوا يرغبون في عقد مثل هذا اللقاء".

وتابع قائلا إنه "حسب مصادر من سكرتارية الإيغاد ومصادر دبلوماسية رفيعة، فإن السبب الأساسي في التأجيل كان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الذي اعترض على أجندة الاجتماع."

وبحسب المحلل ذاته فإن الإخوان كانوا يرغبون في إفشال الاجتماع ولكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، كان يرغب في لقاء قائد قوات الدعم السريع، وإعادة تسويق نفسه، لكن حميدتي لديه رؤية مختلفة خاصة بعد أن حقق إنجازات على الأرض في ولاية الجزيرة ويزحف على ولايات سنار والنيل الأزرق والقضارف في مقبل الأيام.

وقال "يبدو واضحا أن حميدتي يريد تأجيل الاجتماع إلى حين تحقيق نجاحات أكبر ويضع قائد الجيش تحت ضغط أكبر لتحقيق مكاسب على طاولة التفاوض."

وأضاف أن "الدول الفاعلة في الإيغاد لديها علاقة سيئة مع إخوان السودان خاصة دول كينيا وإثيوبيا وأوغندا، وبالتالي لا أعتقد أن لدى الجماعة أدوات لإفشال الاجتماع."

إشعال الحرب

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي، حسام حيدر، إن :جماعة الإخوان بالسودان، وحزب المؤتمر الوطني (الحاكم السابق) أشعلا الحرب وخططا وعملا لها طيلة الفترة الانتقالية، وحاولا إدخال البلاد في صراعات أهلية بشكل مستمر سواء في دارفور أو في شرق السودان أو في مناطق أخرى من السودان، بالإضافة إلى زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي.

وأضاف حيدر لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان، الذين يطلق عليهم السودانيون اسم "الكيزان"، هددوا بإدخال البلاد في أوضاع حال فقدانهم السلطة، وعملوا على إفشال الهدن الإنسانية خلال الحرب الحالية، والآن يحاولون تهديد البلاد، وإفشال أي فرص للحل السلمي".

مخاوف النهاية

وفي سياق متصل، أكد خبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن "الإخوان يخشون نهايتهم الحتمية حال وقف الحرب"، مشيرين إلى أن "التنظيم يصر على استمرار الحرب باعتبارها خلاصهم في الإفلات من المحاسبة عن الجرائم وقضايا الفساد التي ارتكبوها".

وأكدوا في الوقت ذاته على أن "عدم تسليم الإخوان المتورطين في إثارة العنف في البلاد يمثل إحدى عقبات بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة".

الكاتب السياسي السوداني، أشرف عبد العزيز، لم يستبعد دور تنظيم الإخوان في إفشال لقاء البرهان وحميدتي في جيبوتي، تعقيبا على أسباب عدم اللقاء بين قائدي الجيش وقوات الدعم السريع.

ويوضح عبد العزيز في حديث خاص من السودان لـ"العين الإخبارية" أن: تنظيم الإخوان لا يرغب في عقد هذا اللقاء، ويعمل على عرقلته منذ قمة الإيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية) الأخيرة، مشيرا إلى أن "تنصل وزارة الخارجية من قرارات تعهدت والتزمت بها في قمة الإيغاد كان شاهدا على دور الإخوان في إدارة جهاز التحكم في الدولة".

ويبرز "عبدالعزيز": "يخشى الإخوان من نهايتهم الحتمية حال وقف الحرب، وعودة النظام الديمقراطي الذي يعجل بمحاسبتهم على الفساد الذي لازم عهدهم، وولغ فيه قياداتهم؛ لذا يحاولون تدمير أي خطوة من شأنها الدفع بعملية السلام إلى الأمام".

ويرى المحلل السياسي السوداني، أن الإخوان "يصرون على استمرار الحرب باعتبارها خلاصهم في الإفلات من المحاسبة عن قضايا الفساد التي ارتكبوها، وكذلك تمثل آخر نقاط وهْم العودة إلى السلطة عبر بوابة العنف السياسي الذي يجيدونه".

ومن جهته، يشدد إسماعيل الشيخ سيديا، الكاتب والباحث السياسي والخبير في الشؤون الأفريقية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، على أن عدم تسليم الإخوان المتورطين في إثارة العنف في البلاد يمثل إحدى عقبات بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة.

وفي تقدير الباحث السياسي والخبير في الشؤون الأفريقية، فإن تأجيل اللقاء بين البرهان وحميدتي "تكتيكي وليس عملياتيا، من أجل تقوية فرص السياسة على حساب السلاح".

ويضيف: "التصعيد العسكري على أشده، لكن ميزان القوى لم يتغير كثيرا بين الطرفين ولا حتى لصالحهما، وأشهر الحرب جعلت من الفعل المسلح على الأرض أصلا أمرا غير مستساغ وغير قابل للاستمرار".

المستفيد الوحيد من الحرب

بدوره، يقول الدكتور هشام النجار، الكاتب والمحلل السياسي المصري، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن "تنظيم الإخوان في السودان، هو المستفيد الوحيد من استمرار الحرب، والمتضرر الوحيد من إيقافها، حيث يعمل بكل جهد على إفشال أي تسوية سياسية، وثبت أن التنظيم هو من أشعل الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع".

وأوضح: "يعمل التنظيم على إطالة أمد الحرب والفوضى، حتى يعيق مسار الاستقرار لأن مناخ الاستقرار السياسي والأمني يزيحه من المشهد ويعرض قادته للمحاسبة على ما اقترفوه من جرائم وفي مقدمتها التسبب في إشعال هذه الحرب، التي أودت بحياة قرابة 10 آلاف سوداني فضلا عن ملايين المصابين والمشردين والنازحين".

وأكد "النجار" أن "تنظيم الإخوان بالسودان يخشى حدوث تسوية سياسية، فيخسر كل شيء، وينكشف ويتم محاسبة قادته على ما اقترفوه".

وأضاف: "والدليل على ذلك كما رأينا كيف نقل القيادي بالاخوان علي كرتي الصراع إلى ديني، بعد أن دعا للحشد على أساس أنها معركة دينية ضد بغاة".

وحول توقعاته لما بعد تأجيل لقاء البرهان وحميدتي، قال النجار: "ينبغي أن يحدث وقف إطلاق النار والعودة للمسار السياسي الطبيعي، وإشراك للقوى المدنية، وهو المسار الذي ستعزل فيه القوى المتطرفة".

تأجيل رسمي

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، في خطاب رسمي، تأجيل لقاء البرهان وحميدتي إلى شهر يناير/كانون الثاني المقبل لـ"أسباب فنية".

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها إنه "تفيد وزارة خارجية جمهورية السودان بأنها تلقت مذكرة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي رئيس دورة إيغاد بتاريخ اليوم الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول تفيد بعدم تمكن قائد قوات الدعم السريع من الوصول إلى جيبوتي لعقد اللقاء الذي كان مقررا يوم غد الخميس بالعاصمة الجيبوتية مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي وذلك لأسباب فنية على حد قولها وسيتم التنسيق مجددا لعقد اللقاء خلال يناير/كانون الثاني القادم".

وأوضح البيان، جدير بالذكر أن البرهان "حرصا منه بصفته رئيسا لمجلس السيادة الانتقالي وقائدا للقوات المسلحة، على إنهاء معاناة السودانيين التي خلفها تمرد قوات الدعم السريع قد أبدى موافقته رسميا لرئاسة إيغاد على عقد اللقاء وكان مستعدا للمغادرة إلى جيبوتي مساء اليوم الأربعاء حتى تم الإعلان عن تأجيل اللقاء ظهر اليوم".

وأعرب البيان عن أسف حكومة السودان لما قال إنه "مماطلة قيادة قوات الدعم السريع في تحكيم صوت العقل وعدم رغبتها في إيقاف تدمير السودان وشعبه ويتضح ذلك من عدم استجابتهم لحضور اجتماع الغد".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان صراعا مسلحا بين الجيش و"الدعم السريع"، خلف أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية