رئيس محكمة أمن الدولة بمصر يكشف مخططات وجرائم الإخوان... ماذا قال؟

رئيس محكمة أمن الدولة بمصر يكشف مخططات وجرائم الإخوان... ماذا قال؟

رئيس محكمة أمن الدولة بمصر يكشف مخططات وجرائم الإخوان... ماذا قال؟


29/08/2023

يبدو أنّ سجل جماعة الإخوان ما يزال يحوي الكثير من الجرائم التي لم تنكشف بعد، فبالرغم من مرور (10) أعوام على سقوط الإخوان بمصر، وما تبعه من موجات إرهاب وجرائم اجتاحت كافة أرجاء البلاد اعتراضاً على سقوط التنظيم، إلّا أنّ جرائم ومخططات جديدة تتكشف يوماً تلو الآخر. 

وقد كشف المستشار (ناجي شحاتة) رئيس محكمة الجنايات المصرية، رئيس محكمة أمن الدولة العليا، رئيس دائرة الإرهاب السابق، كشف الوجه الأبرز في محاكمات الإخوان التي جرت على مدار أعوام، وكشف كواليس وتفاصيل جديدة عن جرائم التنظيم من واقع التحقيقات في العديد من القضايا الخاصة بإرهاب التنظيم، فضلاً عن المحاولات المستمرة من عناصر التنظيم لاغتياله. 

عداء قديم

في لقاء مطول ببرنامج (الشاهد) مع الإعلامي المصري محمد الباز، المذاع على قناة (إكسترا نيوز) المصرية، تحدث شحاتة عن علاقته بتنظيم الإخوان، كاشفاً أنّ العداء بينهما قديم، ويعود إلى محاكمات الإرهاب في التسعينات. 

وقال شحاتة: "في عام 1998، عندما توليت محكمة جنايات أسيوط، حكمت على مسؤول التنظيم العسكري للجماعة الإرهابية، ولم أكن أعلمه، وهو ثأر قديم، لأنّ هذه الجماعة من سماتها أنّها لا تنسى من وقف في طريقها، وكانت القضية الشروع في قتل ضابط بأمن الدولة".

وأوضح أنّ الجماعة أرسلوا إليه خطابات في استراحة العمل في أسيوط، وهددوه بأنّهم سيفجرون القطار، وغيره من التهديدات في المنزل. 

المستشار (ناجي شحاتة)

وتابع: "كان الصدام الثاني في قضية اتهام ضباط الداخلية في قتل متظاهرين أمام قسمي شرطة إمبابة وكرداسة، عقب أحداث ثورة كانون الثاني (يناير)، وكانت القضية ذات ظروف صعبة، وكانت الجماعة تريد النيل من هيبة الدولة، وكان هناك جو من الهرج والمرج وعدم التنظيم داخل الجلسات، وكنّا نخرج تحت حماية الشرطة العسكرية من المحكمة."

وأضاف: "في أول جلسة لمحاكمة (38) ضابطاً متهماً، وكانوا مقدمين للمحاكمة أنّهم مفرج عنهم، ولم يكن من المنطقي أن تحبسهم على ذمة القضية، ولم يستجد جديد بحبس الضباط، والقرار كان التأجيل، وكانت الجماعة تريد حبس الضباط على ذمة القضية، وكان هناك أسباب داخلية لعداء الجماعة مع الشرطة".

جرائم بشعة 

شحاتة تحدث خلال اللقاء عن العديد من الجرائم البشعة التي مارسها التنظيم بحق المصريين، منها حادثة "قسم كرداسة"، حيث قام عناصر التنظيم بقتل وتعذيب قوة القسم ومثلوا بجثثهم. 

وحول القضية، يقول شحاتة: إنّ قضية "مجزرة كرداسة" قضية بشعة، تحت أيّ مقياس من المقاييس، فإنّ الحيوان لا يستطيع أن يُقدم على السلوك الذي تم فيها، وقد كان اقتحام قسم كرداسة من ردود أفعال الإخوان على فضّ اعتصام رابعة الإرهابي، بداية من إرسال جماعة الإخوان بعض أفرادها في صورة وفد إلى مأمور القسم، وإلى مفتش الفرقة، يطلبون منه إخلاء القسم، وقالوا له: "عليك تسليم السلاح وتخرج أنت ورجالك، وسنقيم لك ممراً آمناً، وذلك في أقصى صور التحدي لسلطة الدولة". 

القضاة فوجئوا أثناء انعقاد الجمعية العمومية للقضاة بأشخاص ظنوا أنّهم عمال البوفيه، مروا بنا، وفوجئنا بأنّهم يوزعون قائمة كُتب فيها أنّها قائمة باغتيال الكفرة، وفوجئت بوجود اسمي فيها، وذلك أيام جماعة الإخوان الإرهابية 

وتابع: "مأمور قسم كرداسة كان بدرجة لواء، ومفتش الفرقة كان لواء، فرفضا تنفيذ أوامر الوفد الإخواني، وعندما خرج الوفد خارج القسم، كانت هناك جماهير محتشدة، فأشار الوفد الإخواني إلى الرقاب، في اعتراف منهم بأنّهم سيقتلون مَن في قسم كرداسة، ومن ثم هجموا على من في القسم، من خلال إطلاق قذائف الـ (آر بي جي)  على السور الخارجي، ولم يكن أحد يعلم مصدر حصولهم على الـ (آر بي جي)، ثم استخدموا الأسلحة الآلية في ضرب القسم، وهرب بعض أفراد الشرطة من خلف القسم، ومن عُثر عليه تم الفتك به."

وأضاف: "تم اصطحاب الشهيد الضابط عامر عبد المقصود خارج القسم، وأخذوه في عربة نصف نقل، وأجهزوا عليه بالذبح، وكانت في هذه السيارة المدعوة سامية شنن "سفاحة كرداسة"، والغريب أنّ كل الأهالي الذين اقتحموا القسم اشتركوا في هذه العملية، وكان عدد المتهمين فيها (168) متهماً.

وردّاً على سؤال: ماذا رأيت في قضية مسجد الاستقامة بالجيزة؟ قال: "تنقطع صلة القاضي بالقضية بمجرد النطق بالحكم فيها، وأعتقد أنّي تعاملت مع الله في هذه القضية بالقصاص العادل من المتهمين في هذه الجريمة، حيث كان هناك وحشية بالغة في قتل المواطنين من أعلى الكوبري، وكانت الواقعة في رمضان، فكان هناك مواطنون أبرياء قتلوا بدون أيّ ذنب، وكان القصاص العادل بإعدام المتهمين".

الشهيد الضابط عامر عبد المقصود

كما كشف شحاتة أنّ العناصر الإرهابية فجرت أبراج الكهرباء بصورة إجرامية شديدة في (4) محافظات مصرية مختلفة، وكان الإخوان يضعون المتفجرات أسفل الأبراج التي يتم عن طريقها تغذية المحطات الكهربائية، وهذه الأفعال الإجرامية أدت إلى تعطيل محطات الكهرباء وتوقف الأعمال في المحافظات.

خلية الـ (ماريوت)

كشف شحاتة أيضاً ملابسات قضية التجسس الشهيرة بـ "خلية الـ (ماريوت)"، موضحاً أنّ قناة (الجزيرة) بالإنجليزية اتخذت من فندق ماريوت مقراً صحفياً لها لتمارس عملها الإعلامي من هناك، وفي الوقت نفسه تمارس أعمال تجسس عالية التقنية، وكان أفرادها يحصلون على معلومات، مثل أماكن وجود كمائن الجيش ويسربونها. 

قضية "مجزرة كرداسة" قضية بشعة، تحت أيّ مقياس من المقاييس، فإنّ الحيوان لا يستطيع أن يُقدم على السلوك الذي تم فيها، وقد كان اقتحام قسم كرداسة من ردود أفعال الإخوان على فضّ اعتصام رابعة الإرهابي.

وتابع: "كانوا (10) متهمين، والمتهم الـ (7) كان أسترالي الجنسية، و(5) صحفيين آخرين يعملون في قناة (الجزيرة)، والمتهم الأسترالي كان يثير شائعات بإطلاق سراحه من الرئيس عدلي منصور في هذا التوقيت، ولم يحدث هذا، وحكمت عليه بـ (10) أعوام.

قوائم الاغتيال

ضمن المفاجأت التي كشف عنها شحاتة، وضعه مع عدد من القضاة على قوائم الاغتيال الإخوانية، لمنعهم من الاستمرار في إجراءات التقاضي. 

وحول الواقعة يقول شحاتة: إنّ "القضاة فوجئوا أثناء انعقاد الجمعية العمومية للقضاة  بأشخاص ظنوا أنّهم عمال البوفيه، مرّوا بنا، وفوجئنا بأنّهم يوزعون قائمة كُتب فيها أنّها قائمة باغتيال الكفرة، وفوجئت بوجود اسمي فيها، وذلك أيام جماعة الإخوان الإرهابية".

شحاتة: قناة (الجزيرة) بالإنجليزية اتخذت من فندق (ماريوت) مقراً صحفياً لها، لتمارس عملها الإعلامي من هناك، وفي الوقت نفسه تمارس أعمال تجسس عالية التقنية

وبسؤاله عن واقعة اغتيال النائب العام المصري، قال شحاتة: "أصابتني صدمة كبيرة بعد أن تلقيت خبر استشهاد النائب العام هشام بركات، كنت أحبه بصورة كبيرة، وكان من الرجال الغالب عليهم صفة الاحترام، وبلغة القانون كان ثقيلاً في ملفه، ولهذا كان يتوقع الجميع مقتله على أيدي الجماعة الإرهابية، ولأنّ أجله كان في هذا اليوم اجتمعت الأسباب جميعها عند قتله، حيث لم يتوقع أحد، على الإطلاق، أن يكون الغدر بهذه الطريقة، إذ إنّه قرر أن يمر بسيارته من خلال منطقة تُسمّى "النقطة الميتة" التي تسير فيها السيارة ببطء شديد، ولهذا كانت عملية الاغتيال أمراً يسيراً على العناصر التكفيرية في هذه المنطقة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية