ديبلوماسي تونسي: تم تسليط ما يُشبه التمكين بالمعنى الإخواني على الديبلوماسية التونسية

ديبلوماسي تونسي: تم تسليط ما يُشبه التمكين بالمعنى الإخواني على الديبلوماسية التونسية

ديبلوماسي تونسي: تم تسليط ما يُشبه التمكين بالمعنى الإخواني على الديبلوماسية التونسية


07/12/2023

كان واضحاً خلال الأعوام الماضية احتكار حركة النهضة الإخوانية مواقف الدبلوماسية التونسية، انطلاقاً من الملف الليبي إلى العلاقة مع دول الخليج وكذلك تركيا وبعض الدول الغربية، في إطار ما سمّاها رئيس الإخوان راشد الغنوشي "الديبلوماسية الشعبية".

هذا الاحتكار أكده الديبلوماسي التونسي السابق خليل بن عبد الله، الذي قال إنّه خلال الأعوام (الـ 4 أو الـ 5) الأخيرة، تم تسليط ما يُشبه التمكين، بالمعنى الإخواني للكلمة، على الديبلوماسية التونسية، وذلك في شخص الوزير السابق عثمان الجرندي.

خليل بن عبد الله: خلال الأعوام (الـ 4 أو الـ 5) الأخيرة، تم تسليط ما يُشبه التمكين بالمعنى الإخواني للكلمة على الديبلوماسية التونسية.

وقال في تصريح لإذاعة (شمس) التونسية: إنّ الديبلوماسية التونسية لم تسلم بدورها خلال العشرية السوداء وفق تعبيره، حيث تم العمل على إفراغ الجهاز الديبلوماسي من إطاراته، وخاصة الإطارات الوطنية وذات الكفاءة.

وأوضح خليل بن عبد الله أنّ وزارة الخارجية في العشرية الأخيرة وصلت إلى مراحل متدنية جدّاً، متحدّثاً عمّا وصفه بالتمكين السلبي، وذلك عبر انتهاج سياسة الصمت بهدف تقليص أداء ومردودية الجهاز الديبلوماسي.

خليل بن عبد الله: تم العمل على إفراغ الجهاز الديبلوماسي من إطاراته، وخاصة الإطارات الوطنية وذات الكفاءة.

وأضاف أنّه كان هناك مسار لإفراغ الجهاز الديبلوماسي وتهميشه، مبيناً أنّ الوزارة لم تكن تتفاعل إلّا لاعتبارات شخصية وجهوية.

ويلاحظ المتابعون أنّه منذ صعود الإسلاميين إلى الحكم أعقاب ثورة كانون الثاني (يناير)، حاولوا التحكم بمواقف الدبلوماسية التونسية، من خلال دورها في قطع العلاقات مع سوريا، كما أنّ العلاقات مع دول الخليج وخاصة الإمارات خلال الأعوام الماضية شبه معدومة، وأيضاً مع قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، نتيجة ميل الحركة للمحور القطري التركي.

وعملت النهضة خلال الأعوام الماضية، كجماعة ذات خلفية إخوانية، على خدمة مصلحتها بتوسيع نفوذ الإسلاميين في المنطقة، وخاصة في ليبيا، لتداعيات ذلك على نفوذها في الحكم داخلياً. إضافة إلى الأهداف الإقليمية المشتركة التي تجمع الأحزاب الإسلامية، ممّا يجعلها تمتثل للأجندة الإخوانية وتتحرك لتطبيقها.

حذّر سياسيون حينها من أنّ خطوة الغنوشي المستفزة تلك تكشف إصرار حزب النهضة على التحكم في مواقف الدبلوماسية التونسية واحتكارها لصالحه.

وقام الغنوشي بزيارات إلى كل من قطر وتركيا، وهو ما أثار انتقادات التونسيين، غير أنّ الحركة اعتبرت تلك الزيارات تندرج في إطار "الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية".

وحذّر سياسيون حينها من أنّ خطوة الغنوشي المستفزة تلك تكشف إصرار حزب النهضة على التحكم في مواقف الدبلوماسية التونسية واحتكارها لصالحه، بهدف توجيه دفتها لفائدة محور بعينه (التركي ـ القطري)، وتأسيس دبلوماسية موازية، في تجاوز لمؤسسات الدولة وصلاحيات رئيس الجمهورية قيس سعيّد ووزارة الخارجية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية