حرب الجليد... القنابل العنقودية الأمريكية في مواجهة أنياب التنين

حرب الجليد... القنابل العنقودية الأمريكية في مواجهة أنياب التنين

حرب الجليد... القنابل العنقودية الأمريكية في مواجهة أنياب التنين


10/07/2023

قال فياتشيسلاف جلادكوف، الحاكم المحلي لمنطقة بيلغورود الحدودية: إنّ المنطقة تعرّضت لقصف عنيف من قبل أوكرانيا خلال السبت، وكشف عن إصابة شخصين جراء الهجوم. وادعى جلادكوف أنّ نحو (100) قذيفة مدفعية أطلقت على بيلغورود، مستهدفة مناطق بيلغورودسكي، وبوريسوفسكي، وفالويسكي، وكراسنوياروجسكي، وشبيكينسكي. ومن جهتها لم تعلق القيادة العسكرية الأوكرانية على الأمر.

وفي سياق آخر، قالت روسيا: إنّ إدارة بايدن قرّرت تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، في دلالة على فشل هجوم كييف المضاد، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي وصفت الأمر بأنّه "عمل يائس، ودليل على فشل الهجوم المضاد الأوكراني، الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة"، بحسب قولها.

وأضافت زاخاروفا: "لن يؤثر ذلك على مسار العملية العسكرية"، كما زعمت أنّ القرار الأمريكي "يهدف إلى إطالة أمد الصراع في أوكرانيا إلى أقصى حد".

ماذا يعني تزويد أوكرانيا بقذائف عنقودية؟

اعترف الرئيس الأمريكي بايدن بأنّه اتخذ "القرار الصعب"؛ لأنّ "ذخيرة الأوكرانيين تنفد"، في محاولة لتبرير قيام إدارته بتزويد أوكرانيا بهذا السلاح المحظور.

جدير بالذكر أنّه بعد أكثر من شهر من بدء الهجوم الأوكراني المضاد، ما يزال التقدم العسكري محدوداً، في ظل وجود الدفاعات الروسية متعددة الطبقات، والتي تشمل الخنادق، وحقول الألغام، وما يُعرف بأنياب التنين؛ وهي كتل متوسطة الضخامة من الإسمنت المسلح تُبنى على الأرض على شكل هرمي؛ لمنع المدرعات والآليات العسكرية الثقيلة من التقدم أكثر.

روسيا: إنّ إدارة بايدن قرّرت تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية

ويبدو أنّ الجيش الأوكراني لا يملك الوقت الكافي، ولا الإمكانيات اللازمة للتغلب على هذه المشكلات، خاصّة أنّه من الصعب إزالة حقول الألغام أو المرور من خلالها، دون امتلاك قدرات خاصّة، كما أنّ الأسلحة الدقيقة غير متوفرة بالكمية المطلوبة، لكنّ الذخائر العنقودية يمكن أن تسهم بشكل حاسم في تطهير ممرات آمنة للقوات عبر حقول الألغام.

وعلى الرغم من الطبيعة المثيرة للجدل للأسلحة العنقودية وآثارها المستقبلية، إلّا أنّ الرئيس زيلينسكي رحب بامتلاك هذا النوع من الذخائر، ذلك أنّ بلاده تخوض حرباً من أجل البقاء.

أنياب التنين هي كتل متوسطة الضخامة من الإسمنت المسلح، تُبنى على الأرض على شكل هرمي؛ لمنع المدرعات والآليات العسكرية الثقيلة من التقدم أكثر

وعلى الرغم من عدم إعلان الولايات المتحدة أو أوكرانيا عن نوعية هذه الأسلحة العنقودية، يبدو من المرجح أنّ قذائف المدفعية عيار 155 ملم، التي تحتوي على ما يصل إلى (88) قنبلة عننقودية فرعية، سيتم نشرها بشكل أساسي؛ لمساعدة أوكرانيا على اختراق خطوط الدفاع الروسية؛ ممّا يمكّن الجيش الأوكراني من تعزيز قدراته الهجومية، واختراق أيّ خط دفاع روسي، وأخذ زمام المبادرة بشكل حاسم.

أوكرانيا وعدت بأنهّا لن تستخدم هذه الأسلحة داخل الأراضي الروسية، وأنّها سوف تستخدمها فقط لتحرير الأراضي الأوكرانية. لكن ما تزال هناك مخاوف بشأن استخدام هذه القنابل المحظورة، حيث إنّ الذخائر العنقودية تطلق عادة أعداداً كبيرة من القنابل الصغيرة التي يمكن أن تقتل بشكل عشوائي في منطقة واسعة. ورغم أنّه من المفترض أن تنفجر هذه القنابل عند الاصطدام، لكنّ نسبة كبيرة منها لا تفعل ذلك، وبالتالي فإنّها يمكن أن تشكل خطراً لعقود من الزمان، حيث تنفجر عند حملها أو الدوس عليها.

الوضع الميداني على جبهات القتال

أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أنّ القوات الأوكرانية تحرز تقدماً، على الرغم من بعض الصعوبات التي تواجهها، وأنّ الجنود يتحركون بكثافة عبر خط جبهة فولدار، في دونيتسك أوبلاست.

زيلينسكي قال عبر تطبيق (تليغرام): "الأسبوع الماضي كان صعباً على الخطوط الأمامية، لكنّنا نحرز تقدماً". وأضاف: "نحن نتقدم خطوة بخطوة، أشكر كلّ من يدافع عن أوكرانيا، كلّ من يقود هذه الحرب لنصر أوكرانيا"، وذلك دون أن يحدد طبيعة أو اتجاه التقدم.

خروج فاغنر من المعادلة

في أول تصريحات علنية له، منذ التمرد الذي حاول الإطاحة به، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو يوم الإثنين الفائت: إنّ "العملية العسكرية الخاصة لموسكو في أوكرانيا ما تزال قائمة". وأكد شويغو أنّ خطط مجموعة فاغنر التي يقودها يفغيني بريغوزين لزعزعة استقرار روسيا فشلت بسبب ولاء القوات الروسية.

أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أنّ القوات الأوكرانية تحرز تقدماً

من جهة أخرى، زعم مسؤول عسكري روسي كبير، وفقاً لموقع (CNBC) الاستراتيجي، أنّ الموقف القتالي لموسكو في الحرب في أوكرانيا لن يتأثر بفقدان فاغنر.

وكانت قوات فاغنر جزءاً لا يتجزأ من تقدم موسكو في كييف، قبل أن تقوم المجموعة بمحاولة تمرد في نهاية الشهر الماضي، ممّا ألحق الضرر بالعلاقات مع كبار الضباط العسكريين في الكرملين، وانتهى التمرد الفاشل بلجوء زعيم فاغنر يفغيني بريغوزين إلى المنفى في بيلاروسيا.

روسيا تعاقب العالم

من جهة أخرى، شكّك الكرملين في تجديد مبادرة حبوب البحر الأسود، وهي صفقة تدعمها الأمم المتحدة، أنشأت ممراً بحرياً إنسانياً لمرور المنتجات الزراعية، وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا. وبموجب الاتفاق الزراعي غادر أكثر من (32) مليون طن متري من المواد الغذائية عبر (3) موانئ أوكرانية إلى (45) وجهة عالمية. ومن المقرر أن تنتهي صفقة حبوب البحر الأسود في وقت لاحق من هذا الشهر.

زعمت موسكو أنّ مبادرة حبوب البحر الأسود تصبّ في مصلحة كييف فقط، ودعت جميع الموقعين على المبادرة إلى تضمين تصدير الأسمدة الروسية

وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي، عندما سئل عن تمديد محتمل للمبادرة: إنّ جانباً من الاتفاقات، فيما يتعلق بروسيا، لم يتم الوفاء به بعد. وأضاف: "ما يزال هناك بعض الوقت قبل الموعد النهائي، لكن ليس هناك الكثير من الآمال". وزعم بيسكوف أنّه ليس لديه أيّ شيء آخر يقدمه بشأن المفاوضات الجارية لتجديد المبادرة.

في الأشهر الأخيرة زعمت موسكو أنّ مبادرة حبوب البحر الأسود تصبّ في مصلحة كييف فقط، ودعت جميع الموقعين على المبادرة إلى تضمين تصدير الأسمدة الروسية. وفيما يبدو فإنّ روسيا قررت معاقبة العالم، بعد تراجع وضعها العسكري على جبهات القتال.

مواضيع ذات صلة:

الإمارات مستعدة للمساهمة في تسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا... تفاصيل

هل بدأت المرحلة الأولى من الهجوم الأوكراني المضاد؟

بعد تفجير السد الأوكراني... ما التداعيات على محطة زابوريجيا النووية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية