جماعة الإخوان المسلمين تطالب بالإفراج سريعاً عن الغنوشي... تفاصيل

فيما اعتُبر إيقافه بمثابة الضربة القاصمة لتنظيم الإخوان في المنطقة، سارعت الجماعة إلى إصدار بلاغ أمس الثلاثاء، استنكرت فيه ما اعتبرته الاعتقال "السياسي" لراشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، الذراع السياسية للإخوان بتونس.

واعتبر بلاغ الجماعة أنّ هذا الإجراء هو امتداد لممارسات الإقصاء السياسي للمعارضين، بادعاءات متشابهة، وليس فى إطار منافسة سياسية ديمقراطية يحكمها ويحميها القانون، وفق نص البلاغ.

‏‎وطالبت الجماعة "عقلاء الأمّة بسرعة التدخل للإفراج عن الغنوشي، لما له من مكانة فكرية وسياسية على امتداد العالم الإسلامي والمنطقة، وقد شارف على الـ (83) من عمره، بحسب نص البلاغ.

تحقيق: الغنوشي حصل من خلال عملية تهريب المقاتلين على عائدات خيالية، وهو يحتكر وظيفتين أساسيتين؛ هما المال والعلاقات الدولية

والثلاثاء، منعت السلطات التونسية الاجتماعات بكل مقرات حركة النهضة، وانتشر مقطع مصور بشكل واسع بين التونسيين للغنوشي يتحدث فيه عن حرب أهلية، وسط ترجيحات بأنّه السبب في اعتقال زعيم النهضة، على الرغم من أنّه لم يتم حتى الآن رسمياً الكشف عن الأسباب الرئيسية لتوقيفه.

ويواجه الغنوشي تهماً في عدد من القضايا؛ أبرزها الفساد المالي والإرهاب والاغتيالات وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والتخابر على أمن الدولة التونسية.

وكانت صحيفة (الأنوار) التونسية قد كشفت في تحقيق صحفي تحت عنوان "الأنوار تفتح ملف ثروة الغنوشي"عن تورط الغنوشي في صفقات سلاح إلى ليبيا، جنى من ورائها ثروة طائلة بلغت نحو مليار دولار، في شكل ودائع بنكية موجودة أساساً في سويسرا، وعدة حصص في شركات خارج تونس، بينها (3) شركات في فرنسا.

وقالت الصحيفة: إنّ جزءاً من هذه الثروة الضخمة جاء من وراء صفقات تهريب الأسلحة إلى ليبيا، فقد سهّل الغنوشي مرور أكثر من (20) شحنة أسلحة إلى ليبيا، مقابل عمولات بلغت (30) مليون دولار.

وأشارت إلى أنّ الغنوشي حصل من خلال عملية تهريب المقاتلين على عائدات خيالية، موضحة أنّه يحتكر وظيفتين أساسيتين؛ هما المال والعلاقات الدولية.

اضطلع الغنوشي بدور محوري في أوروبا والمغرب العربي لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي بدأ بشكل مبكر ومنذ بدايات نشأة الحركة الإسلامية في تونس

ورغم أنّه نفى دائماً علاقته بتنظيم الإخوان، فقد أكدت تقارير صحفية في عام 2013 تعيين الغنوشي رئيساً للمكتب السياسي للتنظيم، ممّا يعني أنّه قد أصبح الرجل الثاني في التنظيم بعد الأمين العام إبراهيم منير مصطفى حينها.

وتعود العلاقات التنظيمية والفكرية بين حركة (النهضة) التونسية والجماعة الأم في مصر إلى أعوام التأسيس الأولى، حين كانت تُسمّى الجماعة الإسلامية، ففي موسم الحج عام 1973 توجه أحد قادة الجماعة وبايع المرشد العام لجماعة الإخوان، وكان حسن الهضيبي آنذاك.

ومع تأسيس التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين رسمياً عام 1982 على يد المرشد الخامس للجماعة مصطفى مشهور، انخرطت حركة الاتجاه الإسلامي (الاسم القديم لحركة النهضة) عضواً ناشطاً في التنظيم يمثلها أميرها الشيخ راشد الغنوشي.

وقد اضطلع الغنوشي بدور محوري في أوروبا والمغرب العربي لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي بدأ بشكل مبكر ومنذ بدايات نشأة الحركة الإسلامية في تونس.