تركيا : السجن لطفل.. والتهمة "إهانة الرئيس"

تتزايد حدة القمع في الشارع التركي في ظل السياسات القمعية التي ينتهجها نظام رجب طيب أردوغان في الأعوام الأخيرة منذ الانقلاب الفاشل في 2017، إذ أدانت السلطات التركية في أحدث سياستها الاستبدادية طفلاً يبلغ من العمر (14) عاماً بتهمة "إهانة الرئيس"، وحكم عليه بالسجن لمدة (5) أشهر.

والطفل الذي يدرس في المدرسة الإعدادية تمّت الشكوى عليه من قبل مركز الاتصال الرئاسي في تركيا؛ بسبب رسائله على تطبيق (واتساب)، وتم إصدار حكم السجن ضدّه في محكمة الأطفال الثانية في غازي عثمان باشا بإسطنبول، وذلك بعد أن تمّت إدانته بتهمة إهانة الرئيس.

زادت حالات تقديم الشكاوى بتهمة إهانة الرئيس في تركيا خلال الأعوام الأخيرة، حيث يتم توجيه تهمة "إهانة الرئيس" بشكل متكرر للمواطنين الذين ينتقدون الحكومة أو الرئيس

ووفقاً للتقرير، فقد تمّت الشكوى على الطفل بعدما قام بكتابة رسائل "مهينة" عبر تطبيق (واتساب)، وذلك بعدما وُجدت رسائل تحتوي على إهانات للرئيس التركي في مجموعة دردشة، بحسب صحيفة (زمان) التركية.

في الجلسة الأولى، قال الطفل الذي تجري محاكمته: "عندما كتب شخص يُدعى أردوغان في مجموعة WhatsApp رسائل مسيئة لأتاتورك، كنت أتفاعل معه. لا أقصد إهانة الرئيس. أطلب تبرئتي". وفي إفادته للمدعي العام من قبل، قال الطفل: "الأشخاص في مجموعة (واتسآب) سيحصلون على الشريعة، سيأتي الإعدام. سيتم إعدام أولئك الذين يحبون أتاتورك. أولئك الذين لا يؤيدون الشريعة لن يتمكنوا من العيش بشكل مريح في بلدنا. لا مكان لغير الموالين للشريعة في البلاد".

اللافت أنّ عدد الأطفال الذين واجهوا أحكاماً قضائية وفقاً لتلك التهمة وصل إلى (903) قاصرين ما بين سن (12 و17) عاماً، و(264) ما بين (12 و14) عاماً

وقد زادت حالات تقديم الشكاوى بتهمة إهانة الرئيس في تركيا خلال الأعوام  الأخيرة، حيث يتم توجيه تهمة "إهانة الرئيس" بشكل متكرر للمواطنين الذين ينتقدون الحكومة أو الرئيس، وتمّ استهداف العديد من النشطاء والصحفيين والمدونين في البلاد بتهمة إهانة الرئيس. وفي العام الماضي تم توجيه الاتهام بتهمة "إهانة الرئيس" إلى أكثر من (16) ألف شخص في تركيا، بينهم العديد من الأطفال.

تُعدّ "إهانة الرئيس" جريمة جنائية في قانون العقوبات التركي قبل فترة طويلة من وجود أردوغان على رأس السلطة

وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد تم في عام 2020 إطلاق (31297) تحقيقاً فيما يتعلق بتهمة إهانة الرئيس، وتم تقديم (7790) حالة، و(3325) تمّت إدانتهم بالجرم بحجة تمزيق صور الرئيس، واعتباراً من عام 2022 بلغ عدد المتهمين (16753)، نقلاً عن صحيفة (زمان) التركية.

اللافت أنّ عدد الأطفال الذين واجهوا أحكاماً قضائية وفقاً لتلك التهمة وصل إلى (903) قاصرين ما بين سن (12 و17) عاماً، و(264) ما بين (12 و14) عاماً.

وتُعدّ "إهانة الرئيس" جريمة جنائية في قانون العقوبات التركي قبل فترة طويلة من وجود أردوغان على رأس السلطة، لكنّ النائب غوليزار بايسر كاراكا من حزب الشعب الجمهوري المعارض، قال في تقرير: إنّ أيّاً من رؤساء الدولة السابقين لم يستخدمها كثيراً كما فعل أردوغان.