بعد انتخاب رئيس جديد... ما هي رابطة الإعلاميين بالخارج؟ وما أهدافها؟

بعد انتخاب رئيس جديد... ما هي رابطة الإعلاميين بالخارج؟ وما أهدافها؟

بعد انتخاب رئيس جديد... ما هي رابطة الإعلاميين بالخارج؟ وما أهدافها؟


30/08/2023

أجرت رابطة إعلاميي الإخوان بالخارج منتصف آب (أغسطس) الجاري انتخابات داخلية أسفرت عن تولي القيادي الإخواني أحمد عبد العزيز، الذي عمل مستشاراً للرئيس الإخواني محمد مرسي، بديلاً عن حمزة زوبع، الذي تولى رئاسة الرابطة منذ تدشينها في عام 2018. 

انتخابات الرابطة، التي تقدم نفسها بأنّها رابطة مهنية، لإخفاء العديد من الأهداف الأخرى، بحسب مراقبين، أثارت حالة من الجدل في الأوساط الإخوانية المختلفة فيما بينها على الرئيس الراهن للرابطة أحمد عبد العزيز، فضلاً عن تبادل الاتهامات بين مؤيدين ومعارضين حول الفساد المالي والسرقات داخل الرابطة. 

وقد كشف القيادي الإخواني حسام الغمري، في فيديو نشره مؤخراً عبر قناته على (يوتيوب)، الكثير من المعلومات حول وقائع الفساد المالي داخل تنظيم الإخوان، وتحدث عن طبيعة تلك الخلافات، والاتهامات المتبادلة بين أعضاء الرابطة؛ بسبب وقائع تتعلق بالفساد المالي. 

وقال الغمري: إنّ "شمس الدين علوي الذي يعمل بقناة (الشرق) الفضائية من داخل إسطنبول، وكان مرشحاً لرئاسة ما يُسمّى بـ "رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج"، بعدما كان عضواً لمجلس إدارتها، فوجئ بحشد الإخوان ضده للتصويت لصالح القيادي الإخواني أحمد عبد العزيز، الذي لا علاقة له بالإعلام مطلقاً، ويصفه بعض متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ "مرتضى منصور الإخوان"؛ بسبب سوقية ألفاظه، ومهارته الوحيدة أنّ الإخوان حشدوا لصالحه.

ما هي رابطة الإعلاميين بالخارج؟ 

الباحث المصري المختص بحركات الإسلام السياسي والإرهاب عبد الخالق بدران قال لـ (حفريات): إنّ الرابطة في بداية تأسيسها أعلنت عن نفسها باعتبارها رابطة مهنية تضم عدداً من الإعلاميين التابعين لجماعة الإخوان والمقيمين في تركيا، منذ عام 2014. 

الهدف الأساسي المعلن آنذاك هو توفير حماية للإعلاميين التابعين للجماعة، والتواصل مع السلطات التركية بخصوص أيّ مشكلات تواجههم، وتولى رئاستها حمزة زوبع لمدة فترتين، بدأت في عام 2018، لكن سرعان ما بدأت الأهداف الحقيقية لهذه الرابطة في الظهور تدريجياً خلال الفترة الماضية. 

 القيادي الإخواني أحمد عبد العزيز

ويحدد بدران هدفين رئيسيين للرابطة، بخلاف المعلن من جانب مؤسسيها؛ الأوّل هو تلقي التبرعات والتمويلات للمؤسسات الإعلامية الإخوانية من الخارج، وقد وصلت بحسب مصادر إلى (2) مليون دولار، تلقاها جميعاً الإعلامي الإخواني حمزة زوبع، ولم يقدم أيّ كشوف حسابية بها؛ الأمر الذي تسبب في إثارة الشكوك والتكهنات ضده واتهامه بالاستيلاء عليها. 

الهدف الثاني للرابطة هو تسهيل الحصول على الجنسية التركية، أو ما يمكن أن نسميه (بيزنس الجنسيات)، فبعد لقاء جمع قيادات الرابطة مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وقراره بالتواصل مع الرابطة وتسهيل الخدمات لأعضائها، بدأت قيادات الرابطة في استغلال الموقف للتربح من عناصر التنظيم الراغبين في الحصول على الجنسية التركية. 

عبد الخالق بدران: من أهداف الرابطة تسهيل الحصول على الجنسية التركية حيث استغلت لقاء جمع بعض قيادات مع الرئيس التركي، وقراره بالتواصل مع الرابطة وتسهيل الخدمات لأعضائها، للتربح من عناصر التنظيم الراغبين في الحصول على الجنسية التركية

وبحسب بدران، تحولت الرابطة منذ ذلك الوقت من كونها رابطة مهنية إلى شركة لمنح الجنسية للهاربين من مصر من عناصر التنظيم، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين (5) آلاف و(50) ألف دولار، لدرجة أنّ بعض الذين حصلوا على الجنسية لم يدخلوا الأراضي التركية، وتم تزوير الأوراق الخاصة بهم لمنحهم الجنسية مقابل مبالغ مالية حصل عليها أعضاء الرابطة. 

ويقدّر بدران عدد المصريين الهاربين الذين حصلوا على الجنسية التركية من خلال الرابطة بنحو (2500) شخص، عدد منهم مطلوب لدى جهات التحقيق المصرية.

ماذا جرى في الانتخابات الأخيرة؟ 

وحول الانتخابات الأخيرة للرابطة، التي جرت منتصف آب (أغسطس) الجاري، يقول بدران: إنّ زوبع لم يتمكن من الترشح بسبب حصوله على الدورتين المحددتين وفق اللائحة التنفيذية للرابطة، لذلك دفع بدلاً منه بالمخرج ومقدم البرامج في قناة (الشرق) ماجد عبد الله، لكن حدث بعد ذلك خلافات واسعة نتيجة تحكم زوبع بشكل كامل في شؤون الرابطة، وتهميش دور عبد الله. 

بعد ذلك ترشح لانتخابات رئاسة الرابطة أحمد عبد العزيز، المستشار السابق للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، والذي نجح برئاستها، مقابل مرشح آخر يُدعى شمس الدين أيوب. 

أحمد عبد العزيز لم يكن إعلامياً، لكنّه كاتب مقالات فقط، وتم الدفع به من جانب حمزة زوبع، ويتوقع أن يكمل بالنمط نفسه الذي سار به زوبع، وسط حالة من الجدل والخلافات داخل التنظيم. 

الرابطة تحولت من كونها رابطة مهنية إلى شركة لمنح الجنسية للهاربين من مصر من عناصر التنظيم، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين (5) آلاف و(50) ألف دولار

وكتب عبد العزيز عبر صفحته على (فيسبوك) الخميس الماضي: "عقد مجلس إدارة رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج اجتماعاً استثنائياً بهيئته الجديدة، يوم الأحد الموافق 13 آب (أغسطس) الجاري؛ لتسليم وتسلم رئاسة الرابطة.

وتابع: "قام الدكتور حمزة زوبع، نائب الرئيس، القائم بأعمال رئيس الرابطة، لحين إجراء الانتخابات التكميلية، بتسليم مهام رئيس الرابطة للمستشار أحمد عبد العزيز الذي فاز برئاسة الرابطة، في الانتخابات التكميلية التي جرت يوم الأحد الموافق 6 آب (أغسطس) 2023، في جو من الشفافية والنزاهة".

تاريخ سيّئ 

كان الإعلامي المصري محمد الباز قد كشف في عام 2020 مخططات تتعلق بأهداف الرابطة تجاه الداخل المصري، في ضوء التنسيق مع الجهات التركية التي كانت على خلاف كبير مع القاهرة منذ أعوام. 

وكشف الباز حينها عن اختراق "جروب الجمعية العمومية لرابطة الإعلاميين المصريين بالخارج" على (الواتس آب)، واكتشاف مؤمراة تتعلق بلقاء لأحد قيادات الرابطة مع وزير الداخلية التركي، أثار أزمة كبيرة حينها عن آلية تنسيق التنظيم مع جهات خارجية ضد الداخل المصري. 

وأشار الباز إلى أنّ أول رسالة على الجروب رسالة من شخص يُدعى أحمد عبده، وهو مدير قناة (الشرق) والمقرب من أيمن نور، يطالب بالتحقيق في الصورة المنتشرة عن زيارة حمزة زوبع والإعلاميين لوزير الداخلية التركي.

لافتاً إلى أنّ نادر فتوح، أحد الإعلاميين بقناة (الشرق) قال: "هناك أمور في الكيان يجب معالجتها، منها نشر صورة الاجتماع مع وزير الداخلية التركي، ويجب محاسبة المتسبب، والموقف الثاني ما حدث في حضرة الوالي، والتي قد تتسبب في تعطيل مصالح الأعضاء".

وأشار إلى أنّ أيمن نور هو من أدخل هؤلاء الأشخاص للتحدث على الجروب لإحداث حالة من القلق، خصوصاً أنّ نور يخطط لإزاحة حمزة زوبع من رئاسة الرابطة وتنصيب أحمد عبده، بدلاً منه، مضيفاً: "أيمن نور دائماً بيسرق الناس، وخايف الرابطة تعمل له مشاكل".

واضيع ذات صلة:

جماعة الإخوان تتجه لتقليص منظومتها الإعلامية... مناورة أم إقرار بالفشل؟

هل تنجح خطط الإخوان الإعلامية الجديدة بإعادة نشر الفوضى في المنطقة؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية