الغضب الشعبي والانتقاد الرسمي يتصاعد.. هل اقتربت نهاية نتنياهو؟

هل اقتربت نهاية نتنياهو؟

الغضب الشعبي والانتقاد الرسمي يتصاعد.. هل اقتربت نهاية نتنياهو؟


21/12/2023

يتزايد الغضب الشعبي ضد نتنياهو بشكل كبير بسبب الإخفاقات التي مُني بها الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولم تتوقف الانتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي عند المواطنين، بل تجاوزتها لتصل إلى مسؤولين حاليين وسابقين، الذين عبروا عن غضبهم وصدمتهم من الفشل الأمني والعسكري.

الاحتكاك الواضح بين حكومة نتنياهو وعائلات الأسرى ضرب على وتر حسّاس في المجتمع الإسرائيلي، ففي الأيام الأخيرة عاد المتظاهرون وأقارب المحتجزين لدى حماس إلى مقر إقامة نتنياهو ووزارة الدفاع مطالبين باستقالته؛ بسبب تعامله مع ملف الأسرى باعتبارهم مسألة ثانوية، حتى إنّ آخر لقاء وافق رئيس الوزراء على عقده مع عائلات الأسرى كان بتنسيق من مكتبه الذي قام باختيار العائلات التي ستحضر الاجتماع، حتى يضمن أن يجري بهدوء، وفق ما نقلت وكالة (رويترز).

اللافتات التي رفعها المئات من الإسرائيليين في التظاهرات، والتي تهاجم رئيس حزب الليكود،  تظهر حالة السخط الشعبي عليه، والتصميم على إسقاطه، حتى لو تطلب الأمر تصعيد الاحتجاجات والاعتصامات، ووفق صحيفة (هآرتس) العبرية، فقد لوّح المئات من المتظاهرين بالتصعيد ضد الحكومة وبحرق تل أبيب، وفق تعبيرهم، وستشهد قريباً المدن أعمال شغب، إذا ما استمرت أزمة الأسرى.

هذا، وتتواصل الدعوات في إسرائيل للإطاحة برئيس حكومتها الآن، ودون انتظار نهاية الحرب على غزة، خاصة أنّ أوساطاً متزايدة تشكّك بقدرته على إدارتها، في اليوم الـ (75) على شنّها، وحول مصير المحتجزين الإسرائيليين داخل قطاع غزة.

يتزايد الغضب الشعبي ضد نتنياهو بشكل كبير بسبب الإخفاقات التي مُني بها الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي

وجدّد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك حملته الشعواء على نتنياهو، وقال في حديث للإذاعة العبرية اليوم: إنّ نتنياهو غير جدير بالثقة، ولا تهمه سوى مصالحه الخاصة.

وتطرّقَ باراك لتصريحات نتنياهو الرافضة لاتفاقات أوسلو، ولتحذيراته من الدولة الفلسطينية، وقال: إنّ نتنياهو يحاول ترهيب الإسرائيليين باتفاقات تم توقيعها قبل (30) عاماً، وشارك بنفسه في تطبيقها، محاولاً إقناعهم بأنّه البطل الوحيد القادر على تخليصهم من الأخطار.

وتابع باراك مستخفّاً ساخراً: "نتنياهو قاد التيتانيك الإسرائيلية، وأغرقنا ونحن على متنها، والآن يطالب بأن يضع يديه على مقود السفينة البديلة لها. علينا إسقاطه الآن، فهو عبء وخطر يهدد إسرائيل".

 

عاد المتظاهرون وأقارب المحتجزين لدى حماس إلى مقر إقامة نتنياهو ووزارة الدفاع مطالبين باستقالته؛ بسبب تعامله مع ملف الأسرى باعتبارهم مسألة ثانوية

 

وسبقه الوزير السابق عوزي برعام، الذي شنَّ هو الآخر حملة جديدة على نتنياهو، وقال في مقال نشرته صحيفة (هآرتس) أمس: إنّ نتنياهو وبايدن لهما قاسمٌ مشترك إلى حدٍّ بعيد؛ كلاهما في نهايات حياتهما السياسية، ومن شأنهما فقدان وظيفتيهما وقوتيهما.

وتابع: "بايدن سيرحل في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لأنّه فقد الكثير من داعميه المحتملين بسبب دعمه المطلق لإسرائيل بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ونتنياهو ربما قبل ذلك، فعلى الإسرائيليين الإطاحة به الآن، لأنّه يدير الحرب وفق أهوائه بعيداً عن خدمة مصالح إسرائيل".

وشكّك برعام بجدوى الحلول العسكرية، ودعا إسرائيل إلى البحث عن حلٍّ سياسي مع السلطة الفلسطينية، التي يحاول نتنياهو استخدامها فزاعة لترهيب الإسرائيليين. 

واتفق مع برعام نائب قائد جيش الاحتلال سابقاً، الجنرال في الاحتياط يائير غولان، الذي قال إنّه لا يمكن تصفية (حماس) ولا (حزب الله)، وإنّ كل التصريحات المعلنة عن تدميرهما هي عناوين صحفية وشعارات جميلة، لكنّها منفصلة عن الواقع.

 

صحيفة (هآرتس): لوّح المئات من المتظاهرين بالتصعيد ضد الحكومة وبحرق تل أبيب، وستشهد المدن قريباً أعمال شغب، إذا ما استمرت أزمة الأسرى.

 

وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية، أكد غولان أنّ إسرائيل بحاجة لقائد شجاع يصارح مواطنيها بالحقيقة. 

وتابع: "الحقيقة أنّ حماس ستبقى، وسنضطر التعايش معها"، وشكّك غولان أيضاً بحسابات واعتبارات نتنياهو، وألمح إلى رغبته بمواصلة الحرب على غزة استبعاداً ليوم الحساب الداخلي العسير، وطمعاً بتحقيق الجيش لأيّ هدف يتكئ عليه، ويزعم الانتصار بالحرب. 

وفي الإطار ذاته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت: إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "دُمِّر نفسياً؛ بسبب فشله الفادح في مجال الأمن القومي".

 أولمرت واصفاً نتنياهو: "طوال حياته اعتبر نفسه زوراً سيد الأمن، إنّه سيد الهراء"

وفي مقابلة مع صحيفة (بوليتيكو) قال أولمرت: إنّ نتنياهو كان في حالة من "الانهيار العصبي، وقد سعى إلى تجنب الإطاحة به من منصبه لفشله في حماية الأمن القومي بعد هجمات حماس".

وحذّر قائلاً: "الأولوية يجب أن تكون للتفاوض على نهاية اللعبة مع المجتمع الدولي، بما في ذلك العودة إلى المحادثات حول تشكيل دولة فلسطينية، بدلاً من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء نحو الإشراف العسكري الكامل على غزة".

وأضاف أولمرت واصفاً نتنياهو: "طوال حياته اعتبر نفسه زوراً سيد الأمن، إنّه سيد الهراء".

 

برعام: على الإسرائيليين الإطاحة بنتنياهو الآن، لأنّه يدير الحرب وفق أهوائه بعيداً عن خدمة مصالح إسرائيل

 

وتابع: "في كل دقيقة يقضيها نتنياهو رئيساً للوزراء، يشكّل خطراً على إسرائيل. أنا أعني ذلك بجدية. أنا متأكد من أنّ الأمريكيين يفهمون أنّه في حالة سيئة".

هذا، وهاجم رئيس حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان، الذي شغل في السابق حقائب وزارية بينها الدفاع والمالية والخارجية، هاجم نتنياهو قائلاً: "من المستحيل أن نسمح لجنون العظمة الشخصي لرئيس الوزراء أن يقود الحرب، ويجب ألّا نسمح له بذلك"، وفق موقع (إسرائيل اليوم).

وقال أفيغدور ليبرمان: إن نتنياهو "لا ينوي تسليم رئاسة الوزراء إلى أيّ شخص، ولا ينوي الاعتراف بأنّ مفهومه قد انهار، ويحاول فقط منذ اللحظة الأولى إلقاء المسؤولية على عاتق شخص آخر...، أتوقع أن يستقيل نتنياهو، ليس علينا الذهاب إلى الانتخابات، دع الليكود يعيّن شخصاً آخر مكانه".

من جهته، قال زعيم المعارضة يائير لابيد في تصريح صحفي نقلته (القناة 13): "طالما أنّ القتال مستمر، فلن نتعامل مع مسألة اللوم، لكنّ نتنياهو يستغل صمتنا، ولن يتوقف عن لوم الآخرين على إخفاقاته.

 

غولان: لا يمكن تصفية (حماس) ولا (حزب الله)، وإنّ كل التصريحات المعلنة عن تدميرهما هي عناوين صحفية وشعارات جميلة، ونحن بحاجة لقائد شجاع يصارحنا بالحقيقة

 

ويرى محللون أنّ مستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المحك، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة (حماس) على إسرائيل، الذي خلّف صدمة في البلاد، وفق تقرير أوردته (وكالة الصحافة الفرنسية).

وقال خبير السياسة الإسرائيلية، النائب السابق عن الحزب العمالي دانيال بنسيمون: إنّها "بداية سقوطه"، مؤكداً أنّها ليس المرة الأولى التي يجري الكلام فيها عن نهاية المسيرة السياسية الطويلة لنتنياهو، إلا أنّه على قناعة أنّ "الخطأ الذي ارتكبه هذه المرة جسيم للغاية".

إيهود باراك: نتنياهو غير جدير بالثقة، ولا تهمه سوى مصالحه الخاصة

وأضاف: "أخفق في مهمته الجوهرية، وهي ضمان حماية شعبه. وبسببه كانت الدولة والجيش غائبين السبت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) عند حدود قطاع غزة"، مضيفاً: "سوف يدفع الثمن غالياً".

وأوضح المحلل السياسي حنان كريستال أنّ نتنياهو "غير ملزم قانوناً بالتنحي، لكنّ ضغط الرأي العام سيصل إلى مستوى لن يترك له أيّ خيار. وإلّا، فسوف تنزل البلاد برمتها إلى الشارع".

ورأى الخبير السياسي أكيفا ألدار أنّ نتنياهو "فشل على طول الخط. تجاهل تحذيرات العسكريين، وأعطى الأولوية للاستيطان في الضفة الغربية، وأهمل الكيبوتسات اليسارية بصورة عامة، وبقي أسير مفهوم خاطئ يعتبر أنّ (حماس) لن تجرؤ أبداً على مهاجمتنا". 

 

أولمرت: في كل دقيقة يقضيها نتنياهو رئيساً للوزراء، يشكل خطراً على إسرائيل، وأنا متأكد من أنّ الأمريكيين يفهمون أنّه في حالة سيئة

 

ونشرت صحيفة (هآرتس) قبل أيام رسماً كاريكاتيرياً لزعيم حزب الليكود اليميني، يصوّره على شكل بستاني يقوم بريّ الخسّ في بستانه، وعلى كلّ خسّة وجه أحد قادة (حماس).

هذا، وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة (يديعوت أحرنوت) أنّ الإسرائيليين يعتقدون أنّ الفشل في منع هجوم حماس كشف عن "كارثة في القيادة"، ويريد ثلثاهم أن يكون رئيس الوزراء المقبل للبلاد غير نتنياهو.

وفي استطلاع آخر، قال 44% من المشاركين: إنّ نتنياهو مسؤول عمّا حدث في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ويريد 76% أن يغادر منصبه، عاجلاً أم آجلاً.

مواضيع ذات صلة:

ما سيناريوهات الحكم في غزة ما بعد الحرب؟

هل تستطيع السلطة الفلسطينية أن تحكم غزة؟

هكذا ترد إيران على حرب غزة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية