الغرياني وحلفاؤه يجهضون مشروع المصالحة الليبية.. كيف؟

الغرياني وحلفاؤه يجهضون مشروع المصالحة الليبية.. كيف؟

الغرياني وحلفاؤه يجهضون مشروع المصالحة الليبية.. كيف؟


25/03/2024

بعد تشكل ملامح أزمة جديدة بين الفرقاء بسبب تدخل الأطراف المناهضة للمشروع والراغبة في إبقاء الوضع على ما هو عليه، بدأت نذر تأجيل المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي كان مقرراً عقده في مدينة سرت في 28 نيسان/أبريل القادم، تلوح في فضاء المشهد الليبي.

فقد أعلن ممثلو القيادة العامة للجيش الوطني الليبي انسحابهم من المشاركة في ملف المصالحة الوطنية، رداً على سحب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قرار ضم قتلى وجرحى قوات الجيش إلى “هيئة الشهداء”.

وبحسب بيان للجيش، فإنّ المجلس الرئاسي أقصى نفسه بنفسه وحكم بعدم أهليته لتولي ملف المصالحة الوطنية، بعد خضوعة للتهديدات. ودعا البيان الاتحاد الأفريقي إلى اختيار شريك أفضل لقيادة هذه المهمة بعيداً عن التسييس والمماطلة، وأشار إلى أنّ قوات الجيش قدمت أغلى ما تملك لدحر الإرهاب وتحرير مدن بنغازي ودرنة والجنوب منه وإرجاعها للدولة، لافتاً إلى أنّ من أبسط الحقوق هو رعاية ذوي الشهداء وتمكينهم من حقوقهم.

 

تيار الإسلام السياسي الموالي لرئيس دار الإفتاء التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الصادق الغرياني هو من يدفع نحو إفشال مشروع المصالحة الوطنية

 

وأعلن 11 عضوا باللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية تعليق مشاركتهم بسبب تصرفات النائب بالمجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وقالوا في بيان إنهم قرروا تعليق مشاركتهم إلى حين إعادة النظر في إدارة ملف المصالحة، مؤكدين أن الشعب الليبي يأمل في بدء عملية مصالحة وطنية عبر حوار وطني حقيقي دون إقصاء أو تهميش.

وأوضح البيان أن رفض عبدالله اللافي ضم شهداء وجرحى ومفقودي القوات المسلحة العربية الليبية إلى الهيئة العامة المختصة إجهاض لجهود اللجنة التحضيرية، ودليل على عدم الجدية والالتزام بأبجديات المصالحة.

وكان المنفي سحب قراره بضم قتلى وجرحى قوات الجيش الليبي إلى الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين والمبتورين في حكومة الوحدة الوطنية، بعد تعرضه لموجة احتجاجات داخل طرابلس وصلت إلى حدّ اقتحام مقرّه، ومعارضته من طرف نائبه علي اللافي.

ونقلت صحيفة "العرب" عن أوساط ليبية مطلعة أنّ تيار الإسلام السياسي الموالي لرئيس دار الإفتاء التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الصادق الغرياني، هو من يدفع نحو إفشال مشروع المصالحة الوطنية، ويقوم بتحريك حلفائه من أمراء الحرب وقادة الميليشيات وبعض الفبرايريين المتشددين، وفلول الجماعات الإرهابية الفارين من شرق البلاد إلى مدن الساحل الغربي، للضغط من أجل عرقلة جهود مؤتمر سرت.

 

المنفي سحب قراره بضم قتلى وجرحى قوات الجيش الليبي إلى الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين والمبتورين في حكومة الوحدة الوطنية

 

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انسحاب وفد قيادة الجيش من اللجنة التحضيرية إلى قطع الطريق أمام عقد الاجتماع الشامل بمدينة سرت الخاضعة لنفوذ قوات الجنرال المشير خليفة حفتر، وإلى دخول دوامة البحث عن مكان آخر لعقد مؤتمر في نطاق لا يتجاوز حدود إقليم طرابلس. 

ويرجحون أن تكون هناك خطة لعرقلة المؤتمر الذي تم تحديد موعده ومكانه خلال اجتماع اللجنة التحضيرية في مدينة سبها، وأن هناك أطرافا في مواقع القرار بما في ذلك المجلس الرئاسي غير متحمسة للاجتماع ولا لدور الاتحاد الأفريقي في إدارة عملية المصالحة.

وكان باتيلي أعلن الأسبوع الماضي أنّه ناقش مع عبدالله اللافي عضو المجلس الرئاسي، مؤتمر المصالحة المقرر عقده في 28 نيسان/أبريل المقبل في مدينة سرت، وطالب بضرورة الاستعداد الجيد لمؤتمر المصالحة الوطنية لضمان نجاحه.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية