الشراكة الاستراتيجية بين مصر والهند تفجر غضب الإخوان المسلمين

في أول زيارة له إلى مصر التقى ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والوزراء المصريين المعنيين، بعد زيارة دولة قام بها السيسي إلى الهند في كانون الثاني (يناير) الماضي.

البلدان ناقشا تعزيز العلاقات في مجالات تشمل التجارة والأمن الغذائي والدفاع، خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي للقاهرة، وقال الجانبان: إنّ المحادثات غطت مجالات من بينها التجارة والاستثمار والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والأدوية.

وقال بيان صادر عن مكتب مودي: "ناقش رئيس الوزراء والرئيس السيسي سبل المزيد من التعاون في مجموعة الـ (20)، وسلّطا الضوء على قضايا انعدام أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، وضرورة أن يكون للجنوب العالمي صوت منسق".

وقالت مصادر لوكالة (رويترز) للأنباء في وقت سابق: إنّ الهند تدرس مقترحاً للسماح لمصر للقيام بعمليات الشراء من الهند بالروبية، ومقايضة سلع مثل الأسمدة والغاز.

بدوره، أكد سفير الهند في القاهرة أجيت جوبتيه أنّ العلاقات بين الهند ومصر ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مؤكداً أنّ هذا العام سيشهد حالة من الزخم، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى القاهرة، وهي الأولى من نوعها منذ العام 1997.

أهمية مصر بالنسبة إلى الهند

تبدو الهند حريصة على تعزيز العلاقات مع مصر لتأمين التجارة عبر قناة السويس. وصدّرت الهند بضائع بقيمة (4.11) مليارات دولار إلى مصر في العام المالي الماضي، واستوردت بما قيمته (1.95) مليار دولار.

وأضاف مودي أنّ مصر والهند تتجهان بسرعة نحو تحقيق هدف الوصول إلى (12) مليار دولار في التجارة الثنائية خلال الأعوام الـ (5) المقبلة. وأضاف أنّه في الأشهر الـ (6) الماضية وحدها، استثمرت الشركات الهندية حوالي (170) مليون دولار في مصر.

الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الهند كانت ناجحة، وستشجع الشركات الهندية الأخرى على القدوم للاستثمار في مصر

وقال رئيس الوزراء مودي: "زار بعضكم الهند مؤخراً، وأود هنا أن أقول إنّ الزيارات المنتظمة بين الجانبين ستعزز العلاقات الثنائية بشكل نشط".

وأضاف في هذا السياق أنّ الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الهند كانت ناجحة، وستشجع الشركات الهندية الأخرى على القدوم للاستثمار في مصر. وأكد رئيس الوزراء الهندي أنّ التعاون المتزايد بين الجانبين في مجال الطاقة المتجددة يعكس التزاماً مشتركاً بحماية البيئة. وأشار إلى أنّ العديد من الشركات الهندية تستثمر في الهيدروجين الأخضر والسيارات الكهربائية. ولفت إلى أنّه يود أن تتاح له الفرصة لزيارة العاصمة الإدارية الجديدة في رحلته القادمة إلى مصر.

شراكة استراتيجية

من جانبه، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عزم الحكومتين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين. وقال مدبولي: إنّ نمو التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ (7) مليارات دولار في العام 2022، يظهر الإمكانات الحقيقية في زيادة حجم التجارة في الأعوام الـ (5) المقبلة إلى (12) مليار دولار، وفقاً لما تمّ الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة التجارية المشتركة الذي عقد في تمّوز (يوليو) 2022. وأشاد بالمستويات الحالية للاستثمارات الهندية في مصر، والتي تبلغ (3.5) مليارات دولار، مضيفاً أن البلاد مستعدة لاستقبال المزيد من رؤوس الأموال الهندية.

واستشهد مدبولي بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين خلال الزيارة الأخيرة لمسؤولين من هيئة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الهند، كمثال على النمو الواعد للاستثمارات الهندية في مصر. وأكد حرص مصر على تطوير علاقة استراتيجية بين البلدين في مجال السلع الاستراتيجية، معرباً عن اهتمامه بأن تصبح الهند مورداً رئيسياً للقمح لمصر.

وأضاف مدبولي أنّ مصر تريد أيضاً تحقيق تعاون مع الهند في مجالات الرعاية الصحية، وإنتاج الأدوية، مستشهدة بالشراكة بين شركة هندية وشركة VACSERA المصرية؛ لإنشاء مصنع لإنتاج اللقاحات في مدينة (السادس من أكتوبر) كنموذج لهذا التعاون.

شركة مصر للطيران أعلنت عن إطلاق رحلات مباشرة بين القاهرة ونيودلهي، بالإضافة إلى الرحلات الحالية بين القاهرة ومومباي؛ كخطوة لتعزيز السفر الجوي بين البلدين

وأكد مدبولي أنّ مصر ترحب بمزيد من استثمارات الشركات الهندية في قطاع الطاقة المتجددة في مصر، وخاصّة في إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأكد أيضاً أنّ الحكومة المصرية حريصة على تزويد الشركات الهندية بكافة التسهيلات اللازمة؛ لتنفيذ وتوسيع استثماراتها في البلاد.

وكانت شركة مصر للطيران قد أعلنت عن إطلاق رحلات مباشرة بين القاهرة ونيودلهي، بالإضافة إلى الرحلات الحالية بين القاهرة ومومباي؛ كخطوة لتعزيز السفر الجوي بين البلدين.

غضب الإخوان

استقبلت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى مصر بالغضب، وحاولت الجماعة التعريض بالحكومة المصرية؛ بداعي انحيازها لحاكم يضطهد المسلمين في بلاده، باعتبار أنّ مودي قومي هندوسي.

وتهدف الجماعة، التي أصبحت على هامش الأحداث في مصر، للعودة إلى المشهد بأيّ طريقة، حيث قامت بنشر مقاطع فيديو ملفقة لما زعمت أنّه تعذيب واضطهاد للمسلمين في الهند بوساطة القوميين الهندوس تحت زعامة رئيس الوزراء الهندي، وأوامر مباشرة منه.

وردّاً على الدعاية الإخوانية الواسعة، والتي لم تلقَ صدى لها في الشارع المصري، وخلال زيارته للقاهرة التي استمرت يومين، زار مودي مسجد الحاكم بأمر الله الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ (11)، والذي قام بتجديده البهرة، وهم فرع شيعي له حضور كبير في ولاية غوغارات، مسقط رأس مودي، وهي زيارة لافتة، وسط اتهامات لمودي بمعاداة الإسلام باعتبار أنّه قومي هندوسي.

مواضيع ذات صلة:

- خريطة تواجد الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الهند

- هكذا أصبحت الإمارات وجهة أثرياء الهند

- ما أبعاد ودلالات جولة السيسي بالهند وأرمينيا وأذربيجان؟