إعلان أديس أبابا بين "تقدم" والدعم السريع: خطوة مهمة لإنهاء الحرب السودانية... وجماعة الإخوان تتحفز

إعلان أديس أبابا بين "تقدم" والدعم السريع، خطوة مهمة لإنهاء الحرب السودانية... وجماعة الإخوان تتحفز

إعلان أديس أبابا بين "تقدم" والدعم السريع: خطوة مهمة لإنهاء الحرب السودانية... وجماعة الإخوان تتحفز


03/01/2024

وقّعت تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدُّم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وقوات الدعم السريع برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو الثلاثاء 2 كانون الثاني (يناير) الجاري إعلاناً مشتركاً عقب اجتماعهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأكد الطرفان في بيان على ضرورة تهيئة الأجواء لعودة النازحين إلى العاصمة الخرطوم ومُدن ولاية الجزيرة ودارفور وكردفان، فضلاً عن تشكيل لجنة وطنية لحماية المدنيين يقودها أشخاص مناوئون للحرب.

وتعهدت قوات الدعم السريع، وفقاً للبيان، بفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إطلاق سراح (451) أسيراً من الجيش السوداني كبادرة حسن نية. 

اختراق مهم 

واعتبر مراقبون التئام اللقاء بين القوى المدنية وقوات الدعم السريع، لأوّل مرة منذ اندلاع الحرب في الخرطوم 15 نيسان (أبريل) من العام الماضي، خطوة كبيرة وتطوراً متقدّماً تجاه تسريع إنهاء الحرب، فقد أشار البيان الختامي إلى أنّ نظام الحكم المستقبلي في السودان لا بّدّ أن يكون ديمقراطياً مدنياً، وشدّد على ضرورة العمل للوصول إلى اتفاق وقف العدائيات برقابة وطنية وإقليمية ودولية.  

عبد الله حمدوك

وقال البيان إنّ خارطة الطريق وإعلان المبادئ "يشكلان أساساً جيداً لعملية سياسية تنهي الحرب في السودان، وإنّ (تقدم) ستطرح التفاهمات المتفق عليها مع قوات الدعم السريع على الجيش السوداني الذي وافق مبدئياً، وفقاً لتصريح صحفي صادر عن القيادي بقوى الحرية والتغيير جعفر حسن، مضيفاً: "ننتظر موافقة نهائية وتحديد الموعد".

تحاول الجماعة، بحسب محللين سياسيين وراصدين لخطابها، حيازة أكبر قدر من الأسلحة من مخازن الجيش السوداني الذي يُهمين على قيادته ضباط ملتزمون إيديولوجياً وسياسياً بخط الإخوان

وبحسب الإعلان؛ أبدت قوات الدعم السريع استعدادها لوقف القتال والتفاوض مع الجيش السوداني، والعمل على إنهاء الحرب الحالية وجعلها "آخر حروب السودان".

وتزامن الاجتماع بين تقدم والدعم السريع؛ مع دعوة أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى ضرورة إنهاء الصراع فوراً وإعادة الحكم إلى المدنيين، مؤكداً وقوف واشنطن إلى جانب الشعب السوداني والعمل على إنهاء الصراع حتى يتمكن من البدء في تحقيق السلام والأمن والازدهار، وأنّ الصراع في السودان أدّى إلى ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهير عرقي، وانعدام الأمن الغذائي بشكل خطير، والنزوح على نطاق واسع، وانهيار نظام الرعاية الصحية"، مضيفاً: "كما تسبب في تعميق الانقسامات بالسودان على أسس عرقية وقبلية وإقليمية بشكل خطير".

جماعة الإخوان تعرقل وتتسلح 

يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه جماعة الإخوان المسلمين على عرقلة المساعي الرامية إلى وقف الحرب بدعواتها المتواصلة إلى ما سمته بالجهاد ضد المحتلين والغزاة، والدعوة إلى ما سمتهما الاستنفار والمقاومة الشعبية وتسليح المواطنين، وقد خاطب في هذا الصدد علي عثمان طه، أحد قادة الحركة الإسلامية والنائب الأول السابق للرئيس المخلوع عمر البشير، خاطب مصلين بمدينة كسلا (شرق) الجمعة الماضية، محرضاً إيّاهم على حمل السلاح والجهاد ضد قوات الدعم السريع، وهو يرتدي البزة العسكرية للجيش السوداني. 

وتحاول الجماعة، بحسب محللين سياسيين وراصدين لخطابها، حيازة أكبر قدر من الأسلحة من مخازن الجيش السوداني الذي يُهمين على قيادته ضباط ملتزمون إيديولوجياً وسياسياً بخط الإخوان، وذلك عبر آلية التطوع بجانب القوات المسلحة، وبالتالي الحصول على أسلحة بطرق أشبه بالشرعية، بجانب سرقة الكثير منها من مستودعاتها في مقرات الجيش المختلفة، ورفد ميليشياتها بها في أيّ وقت.

مستقبل قاتم 

ويؤكد  المراقبون أنّ جماعة الإخوان يرعبها أيّ تقارب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من جهة، وقائد قوات الدعم السريع، والأحزاب السياسية السودانية، من جهتين أُخريين، باعتباره قد ينهي الحرب التي أشعلتها من أجل العودة إلى السلطة مجدداً، ممّا سيعرضها إلى الملاحقة القانونية، ولربما سينهي وجودها فعلياً على الساحة السياسية السودانية.  

يؤكد  المراقبون أنّ جماعة الإخوان يرعبها أيّ تقارب بين قائد الجيش من جهة، وقائد قوات الدعم السريع، والأحزاب السياسية السودانية، من جهتين أُخريين، باعتباره قد ينهي الحرب التي أشعلتها من أجل العودة إلى السلطة مجدداً

إلى ذلك، وطبقاً للبيان المشترك، فإنّ قوات الدعم السريع وافقت أيضاً على التعاون مع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بشأن الانتهاكات التي رافقت الحرب وتسهيل عودة المواطنين إلى مناطقهم التي نزحوا عنها، وتوفير الحماية اللازمة لهم، مع الشروع بعملية سياسية في مرحلة ما بعد  الحرب، تشارك فيها كل القوى السياسية ما عدا حزب الذراع السياسية للجماعة، حزب (المؤتمر الوطني) المحلول.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية