إخوان بنغلاديش يرفعون رايات الاستشهاد في مواجهة الدولة بعقلية الضحية

إخوان بنغلاديش يرفعون رايات الاستشهاد في مواجهة الدولة بعقلية الضحية

إخوان بنغلاديش يرفعون رايات الاستشهاد في مواجهة الدولة بعقلية الضحية


26/09/2023

حالة من الاحتقان السياسي العنيف تشهدها بنغلاديش، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي أعلنت الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، مقاطعتها، وفي ظل تلقي الأخيرة مجموعة من الضربات الأمنية العنيفة التي أحبطت مخططاتها، لجأت الجماعة إلى انتهاج سياسة التصعيد، حيث أصدر القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن بياناً حاداً، أدان فيه بشدة عرقلة ما وصفه بـ "برامج الاحتجاج السلمي"، والمهاجمة والاعتقال في الفروع البلدية للجماعة الإسلامية. مضيفاً: "الجماعة الإسلامية تعلن عن برنامج احتجاج سلمي في 8 أيلول (سبتمبر) في العاصمة داكا، وفي 10 أيلول (سبتمبر) في الفروع البلدية الأخرى من البلاد".

الشرطة البنغالية تحبط خطط الإخوان

طوقت الشرطة البنغالية مظاهرة احتجاجية إخوانية غير مرخص لها، في مدينة دكا الجنوبية، وألقت القنابل المسيلة للدموع، في أعقاب استهداف المتظاهرين للمؤسسات العامة، واعتقلت ما يقرب من (50) من قادة ونشطاء الجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي الطلابي، كما تمّ اعتقال عدد من النشطاء والقادة الإخوان الذين خططوا لأعمال تخريبية في مناطق مختلفة من البلاد.

من جهته، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية البنغالية، الشيخ أبو تراب محمد معصوم، بياناً في 11 أيلول (سبتمبر) الجاري، يدين فيه ويحتج بشدة على اعتقال (6) من قادة ونشطاء الإخوان، بما في ذلك أمير الجماعة الإسلامية لمحافظة شوادنغا، السيد روح الأمين. وكانت الشرطة قد اعتقلت أمير الجماعة الإسلامية لمحافظة شوادنغا، وعضو المجلس التنفيذي لجماعة المحافظة السيد معصوم بالله، وأمير بلدية شوادنغا المحامي حسيب الإسلام، والرئيس السابق للاتحاد الإسلامي الطلابي لمحافظة شوادنغا السيد همايون كبير، والأمين العام للاتحاد الإسلامي الطلابي محسن علي، والسائق منار الإسلام ريبون، ظهيرة يوم 11 أيلول (سبتمبر) الجاري.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

الجماعة الإسلامية زعمت أنّ الاعتقال يأتي "بسبب الانتقام السياسي"، في حين أكدت الشرطة ضبط مواد تحريضية، ومشاركة المتهمين في التخطيط لأعمال عنف، وتسيير تظاهرات دون ترخيص قانوني، وعقد اجتماعات سرّية لجماعة غير قانونية.

مواجهات محتدمة

الجماعة الإسلامية واصلت نهج التحدي، ونظمت يوم 18 أيلول (سبتمبر) الجاري، بالمخالفة للقانون، في مدينة داكا الجنوبية، برنامجاً للاحتجاج والمطالبة بالإفراج عن أمير الجماعة شفيق الرحمن، والنشطاء الإخوان، وسحب القضايا التي وصفتها الجماعة بـ "الملفقة"، وتشكيل حكومة انتقالية.

طوقت الشرطة البنغالية مظاهرة احتجاجية إخوانية غير مرخص لها في مدينة دكا الجنوبية، وألقت القنابل المسيلة للدموع، في أعقاب استهداف المتظاهرين للمؤسسات العامة

المسيرة الإخوانية شهدت في طريق عودتها أعمال عنف وتخريب، ممّا دفع الشرطة إلى التصدي لها، وتمّ اعتقال حوالي (100) من العناصر الإخوانية التخريبية، على مدار (4) أيام، من جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك (11) كادراً إخوانياً من شارشا في جوسور، و(3) من إيشورغانج في محافظة ميمنسينغ.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن أصدر بياناً في 19 أيلول (سبتمبر) الجاري أدان فيه بشدة واحتج على ما وصفه بتعطيل برنامج الاحتجاج السلمي، زاعماً أنّ الجماعة الإسلامية نظمت برامج مظاهرة سلمية في جميع المدن الكبرى في البلاد للمطالبة بالإفراج عن أمير الجماعة شفيق الرحمن، وتشكيل حكومة انتقالية. مضيفاً: "الشرطة فتشت المنازل والشركات وأماكن العمل لنشطاء الجماعة وقادتها، لعدة أيام؛ لإحباط تنفيذ البرنامج المعلن".

لا وقت للتهاون مع الخطر الإخواني

السلطات الأمنية البنغالية تدرك جيداً الخطر الذي تمثله الجماعة الإسلامية الإخوانية، وعليه، فإنّها، ورغم محاولات ضبط النفس، تعمل بشكل صارم على مواجهة الإخوان في أنحاء البلاد، لذلك اعتقلت الشرطة سكرتير الجماعة حبيب الرحمن في محافظة نوغا الغربية، كما وجهت الشرطة ضربة قوية للإخوان، بعد أن ألقت القبض على سكرتير بيت المال في محافظة نرسندي سيد الزمان، وعضو الجناح المهني شفيق الإسلام، واعتقلت القيادي جهانغير عالم في محافظة مهار بور، وتم توجيه الإتهام ضدّ (16) كادراً إخوانياً تخريبياً؛ بموجب قانون الصلاحيات الخاصة.

تحركات تنظيمية تحت غطاء ديني

تحت شعار من أجل إظهار الإسلام في إقامة دولة عادلة، عقدت الجماعة اجتماعاً تنظيمياً لقياداتها في محافظة راجشاهي الغربية، طالبت فيه الحكومة بالاستقالة فوراً، من خلال تنظيم انتخابات تحت قيادة حكومة مؤقتة.

الجماعة أعلنت أنّها سوف تعمل على إقامة الإسلام ودولته، وأضافت: "في إقامة الإسلام؛ يجب على عمال الحركة الإسلامية أن يصمدوا في الميدان بعقلية التضحية والضحية".

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن طالب القوى العاملة في الجماعة على كافة المستويات، أن تلعب دوراً شاملاً في الانتخابات البرلمانية الوطنية المقبلة؛ من أجل غاية واحدة هي إظهار الإسلام. وأضاف: "يجب أن نلعب الدور الرئيسي في الحراك والنضال المستمر؛ بتوسيع التنظيم وتشكيل الرأي العام من خلال النشاط الدعوي، والاتصال الجماهيري".

تحت شعار من أجل إظهار الإسلام في إقامة دولة عادلة، عقدت الجماعة اجتماعاً تنظيمياً لقياداتها في محافظة راجشاهي الغربية

وعقدت الجماعة اجتماعاً تنظيمياً في محافظة جايباندا، وفيه قال الشيخ عبد الحليم، الأمين العام المساعد للجماعة: إنّ الحزب الحاكم يخطط للاستيلاء على السلطة مرة أخرى من خلال انتخابات هزلية. مطالباً الشعب ألّا يسمح بإجراء أيّ انتخابات في البلاد، محذراً من رفع رايات الاستشهاد، ومواجهة الموت في سبيل الإسلام بصدور مفتوحة، على حدّ وصفه. وأضاف: "يجب على الحكومة أن تتجنب طريق الحكم المتعسف، وتعود إلى طريق الديمقراطية، ويجب إطلاق سراح جميع القادة المسجونين، بما في ذلك أمير الجماعة".

مواضيع ذات صلة:

إخوان بنغلاديش ومحاولة استدعاء التدخل الأجنبي في الصراع مع الحكومة

بنغلاديش: حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإخوان.. والجماعة الإسلامية تتحدى الدولة

إخوان بنغلاديش يواجهون الخطط المالية الطموحة للحكومة بالسخرية والتحريض




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية