ما موقف الدروز في إسرائيل من العدوان على غزة؟

فشل وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب (التقدمي الاشتراكي) الدرزي في لبنان، في إقناع الدروز في إسرائيل بعدم الانخراط في الحرب إلى جانب جيش الاحتلال ضد حركة (حماس)، بعد أن أصدر رئيس الطائفة الشيخ موفق طريف بياناً يؤكد أنّ الطائفة الدرزية هي جزء لا يتجزّأ من دولة إسرائيل.

وقد وجّه جنبلاط رسالة للمجندين العرب الدروز في جيش إسرائيل، وطالبهم بعدم المشاركة في الحرب لمواجهة (حماس) والشعب الفلسطيني، وفق (العرب اللندنية).

وكتب وليد جنبلاط في حسابه على منصة (إكس) الأحد الماضي: "إلى المجندين قهراً من العرب الدروز في الجيش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، إيّاكم والاشتراك في الحرب في مواجهة المناضلين من (حماس) ومن الشعب الفلسطيني".

وليد جنبلاط يفشل في إقناع الدروز في إسرائيل بعدم الانخراط في الحرب إلى جانب جيش الاحتلال ضد حركة (حماس).

هذا، وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو عديدة تظهر أبناء قرية دالية الكرمل بإسرائيل وهم يقومون بإرسال مساعدات إلى الجيش الإسرائيلي، الذي يتواجد على حدود غزة.

وأظهر الفيديو عدداً من السيارات التي ترفع علم إسرائيل وعلم الدروز، وهي تحمل مساعدات للجيش الإسرائيلي.

وفي فيديو آخر متداول ظهرت محطة لجمع تبرعات لدعم الجنود الإسرائيليين في القرية، وظهرت عشرات الطرود الغذائية وزجاجات المياه التي تم جمعها في مستودع وتحميلها في سيارات.

ودالية الكرمل بلدة عربية درزية تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، وهي جزء من منطقة حيفا، ويخدم الكثير من أبنائها في الجيش الإسرائيلي.

فيديوهات متداولة على مواقع التواصل تظهر أبناء قرية دالية الكرمل وهم يقومون بجمع التبرعات وإرسال مساعدات إلى الجيش الإسرائيلي.

وكان رئيس الطائفة الشيخ موفق طرف قد أصدر بياناً أكد فيه الدعم الكامل للجيش الإسرائيلي والحرب على غزة، قائلاً: "نؤكد موقفنا الداعم لقوات الأمن في دحر الهجوم الإرهابي على التجمعات السكانية في جنوب البلاد. الإرهاب لا يفرّق أبداً بين يهودي أو عربي".

الشيخ موفق طرف يصدر بياناً يؤكد فيه الدعم الكامل للجيش الإسرائيلي والحرب على غزة، ويقول فيه إنّ الإرهاب لا يفرّق أبداً بين يهودي أو عربي".

واتخذ شيخ الطائفة موقف الدعم الكامل لإسرائيل في هذه الحرب، رغم أنّ العلاقة بين الطرفين متوترة، إذ خرج أبناء الطائفة في احتجاجات أكثر من مرة للاعتراض على السياسيات التمييزية ضدهم، لكنّهم اليوم اختاروا تجميد احتجاجاتهم التي انطلقت في آب (أغسطس) الماضي رفضاً لتطبيق القانون على مخالفات البناء في القرى الدرزية، حيث هدد الشيخ موفق بأنّه إذا لم تعمل الحكومة على حلّ ضائقة التخطيط فيها، فإنّ احتجاج أبناء الطائفة "سيبدأ بأخذ وجه مختلف".

الدروز جمدوا احتجاجاتهم التي انطلقت في آب الماضي رفضاً لتطبيق القانون على مخالفات البناء في القرى الدرزية.

وتشكّل الطائفة الدرزية 10% من السكان العرب في إسرائيل. وفي عام 1952 فُرض على الشباب الدروز أداء خدمة عسكرية، لكنّ هناك قسماً كبيراً منهم تمردوا ورفضوا الخدمة، وقد حصلت توترات عديدة بين الدروز في القرى العربية والحكومة الإسرائيلية، على خلفية قوانين تمييزية يعتبرها أبناء الطائفة مجحفة بحقهم رغم تأييدهم لإسرائيل.

كما يرفض الجنود في الجيش الإسرائيلي من أبناء الطائفة الدرزية قانون "القومية اليهودية"، ويعتبرونه قانوناً عنصرياً يجعل كلَّ من هو غير يهودي مواطناً من الدرجة الثانية.