ماذا حققت "قمة جدة" أمنياً وتنموياً.. خبراء يجيبون؟

ماذا حققت "قمة جدة" أمنياً وتنموياً.. خبراء يجيبون؟


17/07/2022

أحمد فتحي

"نحن أمام انطلاقة جديدة لعلاقات أمريكية-عربية أفضل عقب قمة جدة التي أسفرت عن تفاهمات حول أمن الطاقة والأمن الاستراتيجي".

هذا ما أكده خبراء ومحللون سياسيون دوليون وعرب حول النتائج الملموسة من قمة جدة للأمن والتنمية والتي عقدت السبت في السعودية، بحضور دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأردن، ومصر، والعراق، والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" إن قمة جدة أكدت امتلاك الدول العربية للكثير من عناصر القوة، وهناك فرص لـ"مساومات سياسية"، دون القبول أو الإذعان للمطالب الأمريكية على حساب الأمن والتنمية الحقيقيين لدول وشعوب المنطقة. 

وأكد البيان الختامي الصادر عن قمة جدة للأمن والتنمية، حرصهم على تعزيز الأمن، وتأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم في جميع المجالات.

وشدد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأردن، ومصر، والعراق، والولايات المتحدة الأمريكية، في البيان على ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

وجدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره ونمائه ورفاهه ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، وإدانتهم القوية للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحته.

ودعا القادة في بيانهم إيران للتعاون الكامل لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل والحفاظ على الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا، مؤكدين ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة البلاد وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها.

انطلاقة جديدة

وفي قراءته لنتائج القمة العربية الأمريكية وما تمخضت عنه من نتائج، قال الدكتور خطار أبو دياب، الخبير السياسي اللبناني، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس:" نحن ربما نكون أمام انطلاقة جديدة لعلاقات أفضل أمريكية عربية بعد هذه القمة".

وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية": أسفرت قمة جدة عن تفاهمات حول أمن الطاقة والأمن الاستراتيجي ودعم الأمن الغذائي، إضافة إلى أمور ثنائية كثيرة حصلت على هامشها بين الولايات المتحدة والدول المعنية.

وأبرز هذه الاستثناءات الدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن، لالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لزيارة الولايات المتحدة قريبا.

الخبير السياسي اللبناني يضيف: "قمة الأمن والتنمية في جدة أكدت أنه لا يمكن للولايات المتحدة الالتفاف على الرياض، ولا يمكن لها إهمال العامل العربي في أي مسار يتعلق بالشرق الأوسط".

وبينت القمة -بحسب دياب- أن الرئيس بايدن أدرك أن فكرة الاستدارة نحو آسيا والمحيط الهادئ والانسحاب من الشرق الأوسط كانت خاطئة، وهناك فراغ لن يتركه لروسيا والصين، ما يعني أن المنطقة تدخل في قلب الصراع الدولي، ولذلك الدول العربية عندها الكثير من عناصر القوة.

ويرى نعمان أبوعيسى، القيادي في الحزب الديمقراطي الأمريكي، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية ومشاركته في قمة جدة تشكل منعطفا مهما في سياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط".

ويتجسد المنعطف المهم في أنه "الخطوة الأولى نحو إنشاء تحالف دول الخليج والدول العربية بمشاركة الولايات المتحدة، سيتطور لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية في المنطقة، والتصدي للتحديات الاقتصادية والأمنية والبيئية وأمن ومسارات الطاقة للجميع.

وتابع: "ستعمل إدارة بايدن مع التحالف على أسس جديدة، مع إعطاء السعودية دورا أساسيا في قيادة المرحلة المقبلة". 

ردع إيران

ونبه أبوعيسى أن المنطقة تعاني من نقص في البنية التحتية، وستعمل واشنطن مع دول المنطقة لتطوير القطاعات المختلفة لمواجهة الفقر والبطالة والإرهاب.

وقال إن الرئيس الأمريكي أنهى حديثه بأن واشنطن باقية ولن تتخلى عن هذه المنطقة، ولها تاريخ وتعاون عميق وسيستمر.

ومما أكده الرئيس بايدن أيضا أنه لن يسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، وسيعمل مع السعودية لحل النزاع في اليمن، وفقا للعضو في الحزب الديمقراطي.

وترتبط أبرز النتائج الملموسة من قمة جدة من وجهة نظر الدكتورة دلال محمود أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بهدف الولايات المتحدة لتأكيد عودتها للمنطقة، والذي يتمثل في تنسيق ملف أسعار الطاقة مع دول الخليج، والدفع في اتجاه مزيد من اندماج إسرائيل بالمنطقة.

وتقول محمود لـ"العين الإخبارية": "التقدير العام لقمة جدة أن الدول العربية باتت تدرك تماما أن الولايات المتحدة الآن لم تعد كما كانت في بداية الألفية أو ربما بعد الحرب الباردة بل هناك فرصا للمساومات السياسية معها، ولا يمكن قبول مطالبها على حساب الأمن والتنمية الحقيقيين لدول وشعوب المنطقة.

وتستطرد، ويعبر بيان الخارجية السعودية عن التوافق حول العمل على تحقيق التوازن في سوق الطاقة، وفتح المجال الجوي للمملكة للطائرات المدنية الموافقة للمواصفات وهو ما رحبت به الولايات المتحدة.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية