لماذا يعرقل البرهان والإخوان السلام في السودان؟

مبررات البرهان والكيزان لعرقلة السلام

لماذا يعرقل البرهان والإخوان السلام في السودان؟


17/01/2024

يوسف السندي

بتوقيعه على الإعلان السياسي المقدم من تنسيقية تقدم، أثبت حميدتي قائد الدعم السريع جديته في ايقاف الحرب واحلال السلام، وبعدم توقيعه على هذا الاعلان اثبت البرهان خضوعه للكيزان (الإخوان) وجديته في عرقلة السلام، ومع ذلك هناك من يبرر للبرهان فعلته!!.

وأكثر مبررين متداولين من الذين يحاولون الدفاع عن البرهان وتصويره كحمامة سلام هما:

١/ ان الدعم السريع لم يلتزم بإعلان جدة ولم يخرج من بيوت المواطنين، وبالتالي هذا يعني ان الدعم السريع لا يريد السلام.

٢/ ان حميدتي لم يحضر للقاء البرهان في جيبوتي، في حين انه كان يتجول من دولة لأخرى، مما يعني ان حميدتي لا يريد السلام!!

فهل ما يقولونه صحيح؟ تعالوا نناقش مبرارتهم.

المبرر الاول:

وهو متعلق بتنفيذ اعلان جدة، والقاضي بالتزام الطرفين بحماية حقوق المدنيين والاعيان المدنية وتوصيل المساعدات الإنسانية اثناء الحرب.

العقدة التي افشلت تنفيذ هذا الاعلان هو الكيفية التي يتم عبرها التأكد من اتهامات كل طرف للطرف اخر، مثلا اتهام الجيش للدعم السريع باحتلال المنازل والمستشفيات والمؤسسات والنهب والسلب، واتهام الدعم السريع للجيش بقصف المنازل والابراج والكباري واعتقال النشطاء والتضييق على الصحافة وحماية كتائب ارهابية متطرفة الخ

وكان مقترح الوساطة ان يتم تكوين لجنة دولية او محلية مشتركة للتأكد من الحقائق على الارض ومراقبتها لتنفيذ اعلان جدة. وافق الدعم السريع على مقترح اللجنة، بينما رفضها الجيش وانسحب من منبر جدة.

عدم وجود لجنة مراقبة على الارض لتنفيذ الاعلان تجعله حبر على ورق، ويصبح أي حديث عن عدم تنفيذ طرف او اخر للاعلان كمبرر لمواصلة الحرب هو اسلوب جبان وغير اخلاقي.

بعد تيقن الطرفان من صعوبة الاتفاق على الية لمراقبة تنفيذ اعلان جدة، أصبح الطريق الوحيد لتنفيذ هذا الإعلان هو توقيع اتفاق وقف عدائيات كامل، يحدد مواقع القوات ويفصل بينها بقوات ولجان مراقبة، وعاد الوفدين للتفاوض حول وقف العدائيات، واوشكا على الانتهاء منه، وانتظر الجميع توقيعه، ثم فجأة انسحب وفد الجيش من جده، بدون إبداء أي اسباب موضوعية لهذا الانسحاب، ولم يرجع حتى هذه اللحظة!!

لذلك اتهام الدعم السريع بانه لم ينفذ اتفاق جدة، واتخاذه مبرر للبرهان لكي يرفض بمقتضاه توقيع اتفاق السلام الذي قدمته تقدم، هو مبرر بائس وتالف.

المبرر الثاني: وهو ان حميدتي لم يحضر للقاء البرهان بجيبوتي لأسباب خاصة بحميدتي، وهذا غير صحيح، وانما اللقاء تم تأجيله بقرار من دولة جيبوتي نفسها لأسباب فنية خاصة بالوسيط/دولة جيبوتي وليس خاصة بحميدتي، وهناك بيان من وزارة خارجية جيبوتي يوضح هذا (مرفق صورة من البيان).

شائعة أن تأجيل لقاء البرهان وحميدتي تم لغياب حميدتي لاسباب فنية خاصة بحميدتي، لم تصدر عن جيبوتي، وانما صدرت في بيان لوزارة خارجية الكيزان الانقلابية، ومن الذي يصدق وزارة خارجية الكيزان الانقلابية غير المعتوهين!!

الخلاصة

صحيح ان الدعم السريع ارتكب جرائم كبيرة بالسلب والنهب في مناطق سيطرته، الا انه ظل على الدوام الطرف الراغب في السلام وايقاف الحرب.

بينما ظل الجيش على الدوام الطرف الرافض للسلام، تنفيذا لاجندة إخوانية خبيثة هدفها تقسيم السودان وتمزيقه وترك شعبه يتقلب في جحيم الحرب، بعد ان جعلهم يتقلبون في جحيم السجون بثورة ديسمبر.

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية