كيف نقرأ عملية الحوثي باختطاف سفينة "إسرائيلية" قبالة السواحل اليمنية؟

كيف نقرأ عملية الحوثي باختطاف سفينة "إسرائيلية" قبالة السواحل اليمنية؟

كيف نقرأ عملية الحوثي باختطاف سفينة "إسرائيلية" قبالة السواحل اليمنية؟


20/11/2023

أعلنت جماعة (أنصار الله) أنّها احتجزت سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وأنّها ستواصل عملياتها العسكرية ضد إسرائيل حتى وقف العدوان في غزة والضفة، وأنّ "كل سفن العدو الإسرائيلي هي أهداف مشروعة، وكانت مصادر مقربة من الحوثيين قد أعلنت أنّ "الحوثيين خطفوا سفينة تجارية في البحر الأحمر ونقلوها إلى ميناء الصليف بالحديدة"، وأنّ (25) شخصاً كانوا على متن السفينة الإسرائيلية جرى احتجازهم، "وهم حالياً قيد التحقيق معهم والتثبت من جنسياتهم من قبل الأجهزة اليمنية المعنية". 

من جانبه، اعترف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية، مؤكداً أنّ الحوثيين في اليمن "اختطفوا" سفينة مملوكة لشركة بريطانية تشغلها شركة يابانية، نافياً أن يكون على متنها إسرائيليون، وأضاف: "السفينة مملوكة من شركة بريطانية، ويتم تشغيلها من قبل شركة يابانية، وتم اختطافها بتوجيهات إيرانية من قبل ميليشيات الحوثي في اليمن"، وأنّه "يوجد على متنها (25) فرداً يحملون جنسيات مختلفة، ومنهم أوكرانيون وبلغاريون وفلبينيون ومكسيكيون"، مؤكداً أنّه "لا يوجد إسرائيليون على متن السفينة".

لا يمكن عزل هذه العملية عن سياق الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما أكد عليه بيان الحوثيين حول العملية بأنّ استهداف السفن الإسرائيلية سيتواصل لحين توقف العدوان على غزة والضفة الغربية

ورغم أنّها المرة الأولى التي يختطف فيها الحوثيون سفينة في البحر الأحمر، في الوقت الذي اعتاد فيه الحرس الثوري خطف سفن تجارية في مضيق هرمز وخليج عُمان وبحر العرب، إلا أنّه لا يمكن عزل هذه العملية عن سياق الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما أكد عليه بيان الحوثيين حول العملية بأنّ استهداف السفن الإسرائيلية سيتواصل لحين توقف العدوان على غزة والضفة الغربية، وتأتي العملية استكمالاً لمساهمة الحوثيين، بوصفهم أحد أطراف جبهة المقاومة التي تقودها إيران، في جهود استهداف إسرائيل، بعد عملية "طوفان الأقصى"، لا سيّما أنّ الحوثيين سبق أن أعلنوا عن استهداف مدينة إيلات بصواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة أكثر من مرة، وهو ما أكدته البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.

اعترف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية

إسرائيل تبنت رواية حاولت فيها شطب رواية الحوثي، وربط عملية الحوثي باختطاف السفينة بأنّها جزء من "إرهاب دولي ترعاه وتوجهه وتدعمه إيران"، لدرجة أنّه لم يذكر الحوثيين، ووجه الاتهام لإيران بالمسؤولية عن اختطاف السفينة، ويبدو أنّ إسرائيل تريد تدويل عملية اختطاف السفينة، وأنّها تهديد للأمن البحري والتجارة الدولية، وبما يرسل رسالة للقوى الدولية بأنّ إيران وميليشياتها تستهدف التجارة الدولية، وليس السفن الإسرائيلية فقط.

ومع ذلك، فإنّ عملية بهذا الحجم تطرح جملة من التساؤلات والتوقعات، ربما تبدأ بتساؤلات فيما إذا كان الحوثيون سيستبدلون مساهمتهم بالوقوف إلى جانب غزة بعمليات خطف السفن، بدلاً من الصواريخ المجنحة والمسيّرات؟ وبالتزامن فإنّ تساؤلات أخرى تطرح حول قدرة بحرية الحوثيين على القيام بمثل هذه العملية، وأنّ وقوعها في البحر الأحمر، وليس في مياه الخليج العربي ربما يشير إلى دور إيراني بصورة أو بأخرى ، ينسجم مع مواقف إيران المعلنة بأنّها لا تتدخل مباشرة في الحرب، وأنّ المقاومة الإسلامية قادرة وحدها على القيام بالمهمة، لأنّ خطف السفينة لو تم في مياه الخليج، فسيرسل رسالة بالتورط الإيراني المباشر في العملية، وهو ما تحرص إيران على الابتعاد عنه، لكنّ المؤكد هو أنّ إيران لم تكن بعيدة عن العملية، لا سيّما أنّه من المشكوك فيه قدرة الجهاز الأمني الحوثي في الحصول على معلومات حول تفاصيل السفينة التي انطلقت من تركيا عبر السويس مروراً بالبحر الأحمر إلى بحر العرب، وكانت وجهتها الهند، علماً بأنّها سفينة تحمل سيارات، وربما يطرح السؤال هنا لماذا لم تكن السفينة المختطفة متوجهة إلى إسرائيل؟

ويبدو أنّ إسرائيل تريد تدويل عملية اختطاف السفينة، وأنّها تهديد للأمن البحري والتجارة الدولية، وبما يرسل رسالة للقوى الدولية بأنّ إيران وميليشياتها تستهدف التجارة الدولية، وليس السفن الإسرائيلية فقط

 

وبالتزامن، فإنّ تسريبات تشير إلى أنّه تم اقتياد السفينة من مسافة بعيدة عن الموانئ اليمنية، وهو ما يطرح تساؤلات حول استخبارات البحرية الأمريكية الموجودة في البحر الأحمر، والتي سبق أن أسقطت طائرات مسيّرة وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه أهداف إسرائيلية مع انطلاق "طوفان الأقصى"، أم أنّ البحرية الأمريكية تعاملت مع العملية كما تتعامل مع استهداف ميليشيات تابعة لإيران في سوريا ضد القواعد الأمريكية فيما يعرف بمناطق شرق الفرات؟

 تسريبات تشير إلى أنّه تم اقتياد السفينة من مسافة بعيدة عن الموانئ اليمنية

وبمعزل عن نتائج ومآلات عملية اختطاف السفينة، وفيما إذا كانت إسرائيلية كليّاً أو جزئيّاً، وبمعزل عن جنسيات طاقمها والعاملين فيها، إلا أنّها تعطي مؤشراً على ارتدادات وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية، ومن المرجح أنّها ستقابل بردود فعل عربية وإسلامية مؤيدة، في ظل صور الحرب القادمة من غزة، والتي تضرب عرض الحائط بالقوانين الإنسانية والدولية، باستهداف المستشفيات والمدارس والأطفال، ومنع أسباب الحياة عن مواطني قطاع غزة، وفي ظل تهديد جماعة الحوثي باستمرار بعمليات خطف السفن التي ترتبط بإسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من غير المستبعد أن نشهد مزيداً من هذه العمليات، وعلى غرار عمليات خطف وتوقيف السفن التي نفذها الحرس الثوري الإيراني في الخليج العربي، وبما يعطل جزئياً التجارة العالمية، فيما لا يتوقع أن تقابل الرواية الإسرائيلية حول  أمن الملاحة البحرية الدولية باستجابة دولية من قبل القوى الكبرى، لا سيّما إذا اقتصر اختطاف الحوثيين للسفن التي ترتبط بصورة ما مع إسرائيل.

مواضيع ذات صلة:

هل تكون تعز هدية تقارب الإخوان مع الحوثي؟

المجلس الانتقالي الجنوبي يُعلق على لقاء الحوثيين والإخوان



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية