في باب المندب.. هل تكتفي البحرية الأمريكية بالتقاط الصواريخ الحوثية؟

رنا نمر

قالت تقارير إعلامية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تفكر في استخدام القوة العسكرية، رداً على الهجمات على الشحن التجاري من ميليشيا الحوثي في اليمن، وإن الأمر مسألة وقت.

تلفت الصحيفة إلى أن الحوثيين المسلحين جيداً يشكلون منذ فترة طويلة تهديداً إقليمياً، لكنهم أصبحوا الآن يشكلون تهديداً عالمياً

تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها إن الهجمات الصاروخية الحوثية تشكل أكبر تهديد للشحن العالمي منذ عقود، وستستمر ما لم يتشكل تحالف عالمي لوقفها.

وأسقطت المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" العاملة في البحر الأحمر، ما لا يقل عن 14 طائرة هجومية دون طيار، انطلقت من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن يوم السبت.

وأسقطت سفينة حربية بريطانية طائرة دون طيار للحوثيين بعد إرسالها إلى المنطقة لحماية السفن التجارية. ويأتي ذلك بعد أسابيع من الهجمات المماثلة، التي دفعت السفن الحربية الأمريكية، لاعتراضها لحماية نفسها والسفن الأخرى.

سفن تجارية

وأفاد الحوثيون بأن هجماتهم تهدف إلى منع السفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر، وهو أمر سيئ بما فيه الكفاية. لكن الصواريخ والطائرات دون طيار تستهدف السفن التجارية. وقصفت طائرة حوثية دون طيار، الجمعة، سفينة ترفع العلم الليبيري في البحر الأحمر، وأطلق الحوثيون صاروخين باليستيين، أصاب أحدهما سفينة تجارية أخرى.

وتلفت الصحيفة إلى أن الحوثيين المسلحين جيداً يشكلون منذ فترة طويلة تهديداً إقليمياً، لكنهم أصبحوا الآن يشكلون تهديداً عالمياً. وربما يكونون أقوى وكيل لإيران، أقوى حتى من حزب الله. وهم الوحيدون الذين يملكون صواريخ باليستية متوسطة المدى، والوحيدون الذين يطلقون صواريخ باليستية مضادة للسفن.

وترى الصحيفة أن هجمات الحوثيين تجعل البحر الأحمر غير صالح للملاحة. وأعلنت شركات شحن تجارية كبرى أنها ستتوقف عن إرسال السفن إلى الخطر. وأوقفت شركة ميرسك للشحن البحري إرسال السفن عبر مضيق باب المندب بين البحر الأحمر وخليج عدن، الذي أصبح منطقة نيران للحوثيين.

وقالت الصحيفة إن لذلك عواقب اقتصادية كبيرة إذا استمر الأمر. ولفتت إلى أنه اختبار آخر للدول الغربية، حيث تحاول الجهات الفاعلة السيئة في العالم إثارة أكبر قدر ممكن من المشاكل.

يذكر أن الولايات المتحدة استخدمت منذ فترة طويلة سفنها الحربية لمواجهة المحاولات الإيرانية لتعطيل شحنات النفط عبر الخليج العربي، وفتح الحوثيون جبهة بحرية أخرى.

لا تريد الولايات المتحدة أن يتوسع الصراع في الشرق الأوسط، لكن البحرية منخرطة بالفعل في عمليات دفاعية. وتتساءل الصحيفة إذا كانت الولايات المتحدة وغيرها من القوات البحرية الغربية، ستكتفي بالدفاع والتقاط الصواريخ، بينما يحدد الحوثيون شروط المعركة، قائلة إنه عاجلاً أم آجلاً، قد يتجاوز صاروخ الحوثي الدفاعات البحرية الأمريكية ويقتل البحارة الأمريكيين وعندها لن يكون أمام البيت الأبيض، خيار غير الرد.

عن موقع "24"