جمعية "القرض الحسن"... هكذا نجح حزب الله في توظيف أزمات لبنان لصالحه

جمعية "القرض الحسن"... هكذا نجح حزب الله في توظيف أزمات لبنان لصالحه

جمعية "القرض الحسن"... هكذا نجح حزب الله في توظيف أزمات لبنان لصالحه


19/01/2023

استغلت جميعة "القرض الحسن"، التي يصفها اللبنانيون بـ "المصرف المركزي لحزب الله"، الأوضاع المعيشية المتردية للّبنانيين والأزمات الاقتصادية، لتعزز نشاطها وحضورها خارج مناطق سيطرة الحزب.

وبدأت الجميعة التي تُعتبر المؤشر الأبرز للاقتصاد الموازي لـ "حزب الله" الذي أسسها عام 1982، بدأت تنفيذ خطة انتشار في مناطق جديدة، وتحديداً في منطقة سوق الغرب في جبل لبنان التي تسكنها غالبية مسيحية، بعد فروعها العديدة في محافظات البقاع  وبيروت والجنوب، وفق ما ذكرت "العربية" في تقرير لها.

وبذلك يكون الفرع الجديد لمؤسسة "القرض الحسن" أوّل فرع ضمن منطقة تختلف بطابعها الديني عن مناطق أخرى توجد فيها فروع المؤسسة.

"المصرف المركزي لحزب الله" يستغل الأوضاع المعيشية المتردية للّبنانيين والأزمات الاقتصادية ليعزز نشاطه وحضوره خارج مناطق سيطرة الحزب

ورغم نشاطات الجمعية المالية الواسعة، فإنّها ليس لديها أيّ ارتباط بالمصرف المركزي اللبناني، ولا تخضع لقانون "النقد والتسليف" الذي يحكم علاقة المؤسسات المالية بمصرف لبنان المركزي، وهي مسجّلة لدى وزارة الداخلية بصفة جمعية خيرية".

وأوضحت المصادر أنّ جمعية "القرض الحسن" استفادت من الأزمة الاقتصادية والنقدية، وباتت مؤسسة مصرفية تُعطي القروض، على عكس المصارف اللبنانية الشرعية".

وحرصت المصادر المصرفية على التأكيد مجدداً "أنّ عمل مؤسسة "القرض الحسن" غير شرعي ومصدر تمويلها من أموال "غير نظيفة"، وهي استفادت اليوم من تحوّل الاقتصاد اللبناني الى اقتصاد نقدي .Cash economy 

جمعية "القرض الحسن" بدأت تنفيذ خطة انتشار في منطقة سوق الغرب في جبل لبنان التي تسكنها غالبية مسيحية

وبينما توقفت المصارف اللبنانية عن إعطاء الدولار لأصحاب الودائع، ووضعت سقوفاً يومية منخفضة جداً على السحوبات بالعملة اللبنانية، باتت خدمة الصرّاف الآلي(ATM) متوفّرة في معظم فروع جمعية قرض الحسن، كما أعطت الدولار "الطازج" لزبائنها.

أمّا بما يتعلق بالقروض للّبنانيين، فقد أصبحت مؤسسة "القرض الحسن" المؤسسة المالية الوحيدة التي تُوفر قروضاً بالعملات المحلية والصعبة، ممّا يعني عملياً أنّها أصبحت الجهة المصرفية الوحيدة في لبنان التي تؤدي هذا الدور الوظيفي، في ظل غياب ذلك لدى المصارف الفاقدة للسيولة.

وقالت الصحافية الاقتصادية فيوليت غزال البلعة في تصريح صحفي: "إنّ "المؤسسة" تعمل وفق سياسة انتشار توسعية، بلغت أخيراً منطقة "النفوذ الدرزي"، حيث تعتزم فتح آخر فروعها التي تقارب الـ (50)، وقد ناهز عدد العاملين فيها (500) موظف، وفق المعلومات المسرّبة والنادرة جداً".

وأضافت: إنّ مؤسسة "القرض الحسن قد تحوّلت إلى مصرف، في وقت باتت المصارف التقليدية منذ الأزمة "كونتوارات صرافة"، بما يجعل المؤسسة جهازاً مصرفياً متفلتاً يعمل من خارج النظام المالي اللبناني، على غرار حزب الله الذي بات دولة خارج الدولة".

"القرض الحسن" المؤسسة المالية الوحيدة التي تُوفر قروضاً بالعملات المحلية والصعبة، وفروعها تقارب الـ (50)، وناهز عدد العاملين فيها (500) موظف.

وفي معرض دفاعه عن المؤسسة في كانون الثاني (يناير) 2021، قال حسن نصر الله أمين عام حزب الله: إنّ "إجمالي عدد المستفيدين من القرض الحسن بلغ نحو مليون و(800) ألف مستفيد، وإنّ مجموع المساهمات والقروض التي استفاد منها الناس بلغ أكثر من (3) مليارات دولار"، علماً أنّ نصر الله كان قد أقرّ سابقاً بأنّ مصدر تمويل المؤسسة الكامل هو من طهران.

وفي أواخر عام 2020 تعرّضت جمعية "القرض الحسن" لعملية اختراق كشفت عن تداولات بحجم كبير من الأموال، بالإضافة إلى علاقة مع بعض المصارف اللبنانية، ومنها "جمال ترست بنك" الذي تعرّض لعقوبات أمريكية.

وفي الإطار، أشارت المصادر المطّلعة بناءً على الوثائق التي نُشرت خلال عملية الاختراق إلى "ورود أسماء مسؤولين كبار في حزب الله ورجال أعمال شيعة وكبار المطلوبين للقضاء ضمن لائحة "زبائن" الجمعية، مثل جمال الطقش وهاشم سلهب ويوسف أرزوني (جميعهم مسؤولون في الحزب)، وعباس شمص مدير مكتب أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وهادي نعيم قاسم نجل نائب أمين عام الحزب".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية