لليوم الثالث على التوالي شهدت مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، تظاهرات احتجاجاً على وفاة ناشط وهو قيد الاعتقال، تخللها مواجهات مع قوات الأمن الفلسطيني.
وقد توفي الناشط الفلسطيني نزار بنات، البالغ من العمر 43 عاماً، وأحد أشد منتقدي السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من توقيفه يوم الخميس الماضي، على أيدي عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".
الاعتداء على الصحفية نجلاء زيتون خلال قمع تظاهرة رام الله اليوم. pic.twitter.com/HIJhcX1NYG
— شجاعية (@shejae3a) June 26, 2021
وطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس الفلسطيني، وحملوا لافتات كتب عليها عبارة "ارحل" موجهة إلى محمود عباس، في حين عمدت عناصر شرطة مكافحة الشغب الفلسطينية إلى إغلاق الشوارع، وقد رشق المتظاهرون بالحجارة رجال الأمن الذين ردوا بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشد.
الولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية والأمم المتحدة تندد بوفاة بنات، وتطالب بـتحقيق كامل ومستقل وشفاف
ولم يتسنّ على الفور تأكيد وقوع أي إصابات في أعقاب احتجاجات السبت.
وكان بنات مرشحاً للمجلس التشريعي في الانتخابات، التي كان من المفترض إجراؤها، في أيار (مايو) الماضي، عن قائمة "الحرية والكرامة" المستقلة، لكنها أُرجئت.
وقالت عائلته: إنّ رجال الأمن الفلسطيني رشوه برذاذ الفلفل وضربوه بشدة قبل أن يسحبوه إلى سيارة الاعتقال، وقاموا "بشتمه وإهانته، وكانت الدماء تسيل منه".
وقال طبيب معتمد من مؤسسات حقوقية اطّلع على تشريح جثة نزار بنات: إنّ وفاته لم تكن طبيعية، وإنه تعرض للضرب.
وأكد الطبيب سمير أبو زعرور في مؤتمر صحفي، في مقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، "من خلال المشاهدة والكشف الظاهري، شاهدنا إصابات عديدة وكدمات في مناطق عديدة من الجسم، في الرأس والعنق والصدر والكتفين والأطراف العلوية والسفلية"، وفق ما أوردت الأناضول.
وأضاف: "لم نُشاهد على الجسم آثاراً توحي بأنه توفي نتيجة جلطات"، وتابع: "الآثار على الجسم تؤكّد أن الوفاة وقعت بعد أقل من ساعة من اعتقاله".
بدوره، قال مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين خلال المؤتمر الصحفي: إنّ "الكشف الطبي هذا يؤكّد أنّ طريقة الاعتقال كان فيها عنف بالغ".
لكنّ السلطة الفلسطينية قدّمت رواية مغايرة كلياً، فقد أعلن المحافظ جبرين البكري أنّ قوة أمنية فلسطينية اعتقلت نزار بنات فجر أمس الخميس بناء على مذكرة توقيف من النيابة العامة، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلن عن وفاته.
اعتداء وسحل شاب خلال تظاهرة رام الله اليوم، الشب تم نقله بسيارة اسعاف تابعة للامن من شدة الإصابة التي تعرض لها. pic.twitter.com/wYBPIxTTPY
— شجاعية (@shejae3a) June 26, 2021
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه فتح تحقيق بوفاة بنات.
دولياً، نددت الولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية والأمم المتحدة بوفاة بنات، وسط مطالبات بـ"تحقيق كامل ومستقل وشفاف فوراً".