بالأسماء... أبرز ميليشيات إيران في العراق وسوريا وحجم الإنفاق عليها

بالأسماء... أبرز ميليشيات إيران في العراق وسوريا وحجم الإنفاق عليها


13/01/2021

تسعى إيران لتمكين وجودها في عدة بلدان عربية منذ أكثر من 17 عاماً، لتنفيذ مشروعاتها التخريبية وفرض أجندتها الطائفية.

بدأت من حزب الله اللبناني، ثمّ العراق؛ حيث انتشرت ميليشياتها بشكل كبير بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، ووقوع العاصمة بغداد تحت يد الولايات المتحدة بداية عام 2003.

ومنذ نحو 10 أعوام انتشرت قوات تابعة لإيران بشكل مباشر وغير مباشر في عدد من الدول العربية مثل؛ سوريا واليمن، وخاصة عقب انطلاق الاحتجاجات عام 2011.

وكان موقع "إيران واير" قد رصد مؤخراً الميليشيات المدعومة إيرانياً، والتي توجد في كل من العراق وسوريا.

ففي العراق خلال عام 2014، بعد دخول تنظيم داعش إلى العراق، تمّ الإعلان عن تشكيل قوات رسمية عراقية تحت مُسمّى "الحشد الشعبي"، انضمت إليها أغلب الفصائل والميليشيات، ورفض عدد آخر الانضمام إلى هذا التشكيل.

وهناك أيضاً قوات مشتركة ضمن الميليشيات (قسم من قواتها مسجل رسمياً تحت جناح الحشد الشعبي، وقسم آخر غير مسجل مع الحشد، ولا يعمل بشكل رسمي).

يبلغ عدد قوات الحشد الشعبي نحو 130 ألف مقاتل، يشكّلون أكثر من 35 فصيلاً، تدفع الحكومة العراقية رواتب مليون دينار (وفق الأرقام الأخيرة) لكل المسجلين رسمياً بهيئة الحشد الشعبي الشيعي في العراق، ولديهم مقر رسمي للحشد في المنطقة الخضراء داخل العاصمة بغداد.

 

إيران أسّست عشرات الميليشيات في العراق وسوريا منذ أعوام وقدّمت لها الدعم المادي واللوجستي

 

أُعلن عن انطلاق تشكيل الحشد الشعبي بعد فتوى من المرجعية الدينية السيد السيستاني  بتاريخ 13 حزيران (يونيو) عام 2014 في مدينة النجف، وعُرفت الفتوى آنذاك باسم "الجهاد الكفائي"، وذلك من أجل الدفاع عن العراق وحماية مقدّساته من تنظيم (داعش).

وانتسب إليه شبابٌ عراقيون عقب دعوة الشيخ الكربلائي في إحدى خطب الجمعة من مدينة النجف جميع أبناء الشعب العراقي للانخراط في هذا التشكيل.

دعوات الانخراط في الحشد الشعبي من قبل الكربلائي جاءت بعد سقوط كل من (الموصل ومحافظة نينوى وعدد من المدن بمحافظة صلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك) بيد التنظيم الإرهابي.

وبأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي منتصف حزيران (يوليو) 2014 أُعلن عن تشكيل مديرية الحشد الشعبي، شُكلت بعدها لجان تطوعية مسؤولة عن كل محافظة على حدة بقيادة قائد الشرطة.

تشكيل فصائل الحشد الشعبي في العراق يشبه إلى حد كبير قوات الباسيج الإيرانية، وهي تتلقى الدعم المباشر من إيران جنباً إلى جنب مع وزارة الدفاع العراقية.

أمّا عن الفصائل المشكِّلة للحشد الشعبي، فهي: فيلق بدر، وهو أقوى ميليشيات الحشد، ويتربط قائدها هادي العامري بعلاقة وثيقة مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.

 

كبير مستشاري المرشد الإيراني رحيم صفوي: قاسم سليماني شكّل 82 ميليشيا عسكرية في سوريا والعراق

 

ويضمّ الفيلق عدداً كبيراً من ضباط النظام العراقي السابق الذين فرّوا من العراق بسبب معارضتهم لنظام صدام حسين، بعدد 10 آلاف مقاتل.

ومن الفصائل العراقية: حزب الله العراقي، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا الخراساني، وسرايا الجهاد والبناء، وكتائب التيار الرسالي، وكتائب الإمام، وسرايا عاشوراء، وسرايا العتبات، ولواء علي الأكبر، واللواء 30 (لواء الشبك)، ولواء أبو الفضل العباس، وفرقة العباس القتالية، وحركة النجباء، وسرايا السلام، وعصائب أهل الحق وهي منشقة من جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، تتبع للبعثة الحيدرية، بزعامة قيس الخزعلي ومحمد الطبطبائي تشكلت عام 2006 لقتال الأمريكان، بالإضافة إلى كتائب جند الإمام.

أمّا في سوريا، فقد بدأ النشاط الإيراني جلياً بعد انطلاق الاحتجاجات الشعبية عام 2011 ضد النظام، وتمثل هذا النشاط بداية في تقديم خبرات عسكرية لقمع الاحتجاجات، ثم توسعت لاحقاً لتشمل الدعم العسكري واللوجستي.

 

محمد رضا نقدي يؤكد أنّ بلاده أنفقت 17 مليار دولار على أنشطتها الإقليمية في المنطقة

 

ولجأت إيران إلى تشكيل ميليشيات موالية لها في سوريا بذريعة حماية المقدّسات الشيعية، وازداد عدد الميليشيات الموالية لها بعد انتقال الحراك السلمي في سوريا إلى حراك عسكري (ممثلاً بالجيش السوري الحر)، وسيطرته لاحقاً على عدة أماكن قريبة من المقدّسات الشيعية كمقام السيدة زينب ومقام السيدة سُكينة جنوبي العاصمة السورية دمشق.

ينقسم النشاط العسكري الإيراني في سوريا إلى 3 أنواع، وهي: تشكيلات عسكرية غير عربية؛ قوات عسكرية إيرانية، منها الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس، ولواء فاطميون، ولواء زينبيون.

أمّا الميليشيات العربية التابعة لإيران في سوريا فهي :حزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس، وكتائب حزب الله العراقي، وحركة النجباء العراقية، وعصائب أهل الحق، وفيلق الوعد الصادق، وسرايا طلائع الخراساني، وقوات الشهيد محمد باقر الصدر، ولواء الإمام الحسين، ولواء ذو الفقار، ولواء صعدة اليمني، ولواء القدس الفلسطيني، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة.

اقرأ أيضاً: بالأرقام... هذه تركة سليماني في سوريا والعراق

بالإضافة  إلى تشكيلات عسكرية سورية من عدة مذاهب (شيعية وسنية ودرزية وعلوية وغيرها)، وتستمد تمويلها من إيران، إضافة إلى تمويل ذاتي من رجال أعمال سوريين، وهناك من يتخذ عدة أشكال أخرى للتمويل كتهريب المخدرات، وتهريب النفط بين النظام وتنظيم الدولة (داعش)، أو بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وغيرها من أساليب التمويل الذاتي، وهي: ميليشيات القاطرجي، وقوات الدفاع الوطني (اللجان الشعبية): قوات النمر، وجمعية البستان، وكتيبة الفوعة، وكتيبة الزهراء، وكتيبة العباس، وكتيبة شهيد المحراب، وحزب الله السوري، ومجموعات درعا (جنوبي سوريا)، ولواء العرين، ولواء درع الوطن، ومجموعة خالد الحشيش، ومجموعة أبو سالم، ومجموعة هيثم أبو سعيفان، ومجموعة مجد الملوحي ، ومجموعة سامر الحريري، ومجموعة محمد الحراكي، ومجموعة فارس الحويلة، ومجموعات القنيطرة (جنوبي سوريا شمال درعا)، ومجموعة خضر حليحل، ومجموعة أحمد كبول، ومجموعة معاذ نصار، ومجموعة أبو غدير، ومجموعة ظاهر الحمد.

 

المعهد الدولي للدراسات يقدّر إجمالي إنفاق إيران على أنشطة ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن بحوالي 16 مليار دولار سنوياً

 

وتتمركز أهم الميليشيات الإيرانية في سوريا في قاعدة مطار دمشق الدولي، وقاعدة عزان، وقاعدة الإمام علي، وقاعدة اللجاة.

وفي سياق متصل، اعترف رحيم صفوي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني وكبير مستشاري المرشد الإيراني، بتشكيل قاسم سليماني 82 ميليشيا عسكرية في سوريا والعراق، من بينها 22 ميليشيا تعمل تحت لواء "الحشد الشعبي" العراقي.

وكالة "إرنا" الإيرانية نقلت أول من أمس عن صفوي قوله: إنّ سليماني أشرف على إنشاء 60 لواء في سوريا، تضمّ 70 ألف مقاتل من قوات ما تعرف بـ "التعبئة الشعبية السورية" والمقاتلين الأجانب.

ودافع صفوي عن دور بلاده في إنشاء ما سمّاه مدرسة سليماني في المنطقة، ووصفها بتحويل التهديدات إلى فرص، معتبراً وجود هذا العدد من الميليشيات المسلحة إلى جانب الجيشين التقليديين السوري والعراقي أمراً صعباً ومهماً، وأعاده إلى مرونة سليماني.

وقال: إنّ سليماني، إضافة إلى دوره العسكري، أجرى مباحثات دبلوماسية على مستوى استراتيجي مع رؤساء الجمهورية في روسيا وتركيا والعراق وأفغانستان.

وفي جزء من خطابه، حدّد صفوي منطقة تمتدّ من شرق البحر المتوسط إلى غرب آسيا وأمريكا الجنوبية، تحت اسم "جبهة المقاومة"، داعياً "شباب الجبهة" إلى تبنّي "نهج سليماني".

اقرأ أيضاً: إيران تُلهم العراقيين "ندماً جنائزياً" جديداً

 وقال: إنّ "مدرسة سليماني تسببت في هزيمة سياسية وعسكرية لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان، وظهور هيمنة قوة أمريكية بعد 11 سبتمبر (أيلول) والشرق الأوسط الجديد".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال نائب المنسق العام للحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي، في مقابلة تلفزيونية: إنّ بلاده أنفقت 17 مليار دولار على أنشطتها الإقليمية في المنطقة؛ بما فيها الأنشطة "الدبلوماسية والثقافية والدفاعية".

وفي أيار (مايو) الماضي، نقلت صحيفة "اعتماد" الإيرانية عن الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، قوله: إنّ بلاده "أنفقت ما بين 20 و30 مليار دولار في سوريا"، مشدداً على ضرورة استعادتها من دمشق.

والعام الماضي، قال برايان هوك، المبعوث الأمريكي الخاص بإيران حينذاك: إنّ إيران "أنفقت 16 مليار دولار على ميليشياتها في سوريا والعراق".

وقدّرت دراسة أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان "شبكات التسلل الإيرانية في الشرق الأوسط"، قدّرت إجمالي إنفاق إيران على أنشطة ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن بحوالي 16 مليار دولار سنوياً، وينفق النظام الإيراني حوالي 700 مليون دولار سنوياً على ميليشيات حزب الله في لبنان.

وفقاً لمسؤولين إيرانيين، أنفقت طهران مبالغ هائلة في سوريا، تصل إلى أكثر من 30 مليار دولار، وفقاً لموقع ومجلة السياسة الخارجية.

وأكد موقع "إيران وير" أنّ أحد أهم نفقات إيران في سوريا هو تسليم النفط والمنتجات النفطية إلى قوات الأسد، ويتمّ ذلك في إطار "حد ائتماني" فتحته إيران لسوريا، والذي يتراوح حسب وسائل الإعلام الإيرانية من 2-3 مليار دولار في العام، مع منح حدّ ائتماني إجمالي يصل إلى 6 مليارات دولار في العام، بما في ذلك الإمدادات الغذائية والطبية، التي حدّدها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنحو 2.5 مليار دولار في العام.

يُذكر أنّ إيران تشهد يومياً تظاهرات واحتجاجات بسبب سوء الأوضاع المعيشية والبطالة والفقر والجوع، وقد شنّت هجوماً غير مسبوق على المرشد الأعلى وعلى النظام بسبب دعمه لتلك الميليشيات.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية