العراق: صراعات في الكنيسة الكلدانية... ما علاقة الحشد الشعبي؟

صراعات في الكنيسة الكلدانية... ما علاقة الحشد الشعبي؟

العراق: صراعات في الكنيسة الكلدانية... ما علاقة الحشد الشعبي؟


16/07/2023

قرر بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال (لويس روفائيل ساكو) الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان، في فصل جديد من التوتر بينه وبين رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد الذي سبق أن سحب مرسوماً يمنح أنشطة الكردينال وضعاً قانونياً. 

وفي تموز (يوليو) الجاري سحب رئيس الجمهورية مرسوماً يحمل الرقم (147) يمنح وظائف الكاردينال كرئيس للكنيسة الكلدانية وضعاً قانونياً.

وفي مقابلة مع قناة محلية أمس، أوضح الكاردينال (ساكو) أنّ ذلك المرسوم كان ضرورياً له من الناحية الإدارية ليتيح له إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة.

بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق (ساكو) يقرر الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان

وقد ندّد (ساكو) بـ "الحملة" ضدّه من حركة (بابليون) وبـ "صمت" الحكومة، وأعلن في بيان نشرته أمس قناة (السومرية) أنّه "قرّر الانسحاب من المقر البطريركي ببغداد إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق".

وشجب ما اعتبره "لعبة قذرة"، اقترح على من وصفه "حامي الدستور" في إشارة إلى رئيس الجمهورية بأن يولي الكلداني وشقيقيه مسؤولية "أوقاف الكنيسة".

لكنّ رئاسة الجمهورية العراقية بررت سحب المرسوم في بيان نقلته وكالة (واع) أول من أمس، بغياب "سند دستوري وقانوني" له، موضحة أنّه "لا تصدر المراسيم الجمهورية بالتعيين إلا للعاملين في المؤسسات والرئاسات والوزارات والهيئات الحكومية".

(ساكو) يشجب ما اعتبره "لعبة قذرة"، اقترح على من وصفه "حامي الدستور" في إشارة إلى رئيس الجمهورية بأن يولي الكلداني وشقيقيه مسؤولية "أوقاف الكنيسة"

وأضافت: "بالتأكيد لا تُعدّ المؤسسة الدينية دائرة حكومية، ولا يُعدّ رجل الدين القائم عليها موظفاً في الدولة كي يصدر مرسوم بتعيينه".

وأكدت أنّ "سحب المرسوم الجمهوري ليس من شأنه المساس بالوضع الديني أو القانوني للكاردينال (لويس ساكو)"، مشددةً على أنّ "البطريرك يحظى باحترام وتقدير رئاسة الجمهورية".

من جهته، انتقد وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان آنو جوهر عبد المسيح قرار الرئيس العراقي بسحب المرسوم، واصفاً القرار بـ "غير المبرر"، مؤكّداً أنّ قرار السحب "عكس بوضوح الورطة التي وضعت مؤسسة الرئاسة في العراق نفسها فيها".

رئاسة الجمهورية العراقية تبرر سحب المرسوم بغياب "سند دستوري وقانوني"، وأنّ البطريرك يحظى باحترام وتقدير رئاسة الجمهورية

وأكّد الوزير عن المكوّن المسيحي في حكومة الإقليم أنّ "“العداء غير المبرر ضد البطريركية الكلدانية، والشكوى والمحاولات اليائسة لبعض النواب المحسوبين جزافاً وظلماً وبهتاناً على المسيحيين، بعد اختطافهم مقاعد الكوتا واندماجهم في ميليشيات، لا تمثل المسيحيين”.

ونظّم المئات من المسيحيين في مدينة عنكاوا بمحافظة أربيل الجمعة وقفة احتجاجية أمام كاتدرائية مار يوسف للكلدان الكاثوليك، للتنديد بقرار رشيد، واصفين القرار بأنّه خطوة "لإهانة وإذلال" المسيحيين في العراق، محذرين من تبعات "لا تُحمد عُقباها".

يأتي هذا فيما يقول مراقبون للشأن العراقي: إنّ الضغوط التي تمارس على (ساكو) هدفها إزاحته ومنح السلطة الدينية لقائد قوات الكتيبة المسيحية المسلحة التابعة للحشد الشعبي والممثّلة في البرلمان والحكومة، وهو ما يعني وضع هذه الفئة من المسيحيين في خدمة الميليشيات التي تسيطر على العراق، ومن ورائها إيران، وفق صحيفة (العرب) اللندنية.

مراقبون: الضغوط التي تمارس على (ساكو) هدفها إزاحته، ومنح السلطة الدينية لقائد قوات الكتيبة المسيحية المسلحة التابعة للحشد الشعبي والممثّلة في البرلمان والحكومة

ويشير مراقبون إلى أنّ خلافات ساكو والكلداني هي صراع نفوذ بين المؤسسة الدينية المسيحية التي يمثلها ساكو، وبين الجناح العسكري المسيحي الذي يمثله الكلداني، وأنّ الأول يريد المحافظة على استقلال القرار المسيحي، فيما الثاني يريد رهنه لأجندته السياسية.

ويتبادل ساكو والكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقوداً من النزاعات وتعاني الفساد.

ويُعدّ الكاردينال ساكو الذي كان عرّاب زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق في 2021، شخصية عامة ومهمّة بالنسبة إلى الأقلية المسيحية، وللمسؤولين السياسيين في البلاد.

والكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق، وتشير التقديرات إلى أنّ عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى (400) ألف نسمة، من نحو مليون ونصف المليون قبل عقدين، هاجروا بسبب (20) عاماً من الحروب والنزاعات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية