الربط السككي... منفعة مشتركة أم محاولة إيرانية لتعزيز نفوذها في العراق؟

أصر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على البدء بمشروع سكة الحديد التي تربط بلاده بإيران، رغم الأصوات الكثيرة التي حذّرت من تداعياته الاقتصادية والأمنية على البلاد، وتحدثت عن تعزيز نفوذ الحرس الثوري، وانتهاك الجمهورية الإسلامية لسيادة الدولة العربية، وعن تسهيل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات التي تقوم بها ميليشيات شيعية.

وقد وضع السوداني أول من أمس حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين العراق وإيران، بحضور نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر.

تحذيرات من تداعيات المشروع الاقتصادية والأمنية على البلاد، ومن تعزيز نفوذ الحرس الثوري وانتهاك سيادة العراق، وتسهيل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات.

وأفاد مسؤول في وزارة النقل العراقية بأنّ "مشروع ربط البصرة - الشلامجة" سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمنفذ الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من (32) كيلومتراً، بمدة إنجاز تقدّر بما بين (18 إلى 24) شهراً، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (واع).

وقال السوداني: إنّ "المشروع يمثل ركيزةً أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين القادمين من إيران وبلدان وسط آسيا عبر مشروع الربطِ السككي".

مشروع ربط البصرة - الشلامجة سيربط المدينة الساحلية الكبيرة بمنفذ الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من (32) كيلومتراً، بمدة إنجاز تقدّر بما بين (18 إلى 24) شهراً.

وتابع: "أيام الزيارة الأربعينية يستقبل العراق الزوار من داخل العراق وخارجه ومن أغلب دول العالم عبر البرّ والجوّ والبحر"، لافتاً إلى أنّ "القسم الأكبر من الزوّار كان من إيران، حيث بلغ عدد الوافدين من كل المنافذ بحدود (3) ملايين، وعدد الوافدين من منفذ الشلامجة تجاوز الـ (700) ألف".

وأكد أنّ "المشروع خضع لأعوام من النقاش والبحث على مدى كلّ الحكومات السابقة، إلى أن تم الاتفاق على إكماله بين البلدين عام 2021".

وأوضح أنّ "الربط السككي عبر منفذ الشلامجة هو حلقة من حلقات مُتعددة، نأمل أن تمتد لتصل إلى النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وفي عموم المنطقة".

وشدد رئيس الحكومة العراقية على أنّ العلاقة بين بغداد وطهران استراتيجية، مضيفاً أنّ "البلدين يعملان على مشروع المدينة الصناعية الحدودية وطرق النقل المشتركة".

الألوسي: الربط السككي بين العراق وإيران سيؤدي إلى قتل الاقتصاد في البصرة، ويحذّر من استغلال القطارات في تهريب الممنوعات، وخاصة الأسلحة والمخدرات.

بدوره، رحب محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني، بالمشروع واصفاً إيّاه بـ "الاستراتيجي"، قائلاً: إنّه "سيكتمل خلال العامين المقبلين"، بحسب وكالة أنباء (إرنا). 

بالمقابل، قال النائب العراقي السابق مثال الألوسي في تصريح سابق: إنّ "الربط السككي بين العراق وإيران سيؤدي إلى قتل الاقتصاد في محافظة البصرة"، محذّراً من أن يقع استغلال القطارات الرابطة بين البلدين عند اكتمال المشروع في تهريب الممنوعات، وخاصة الأسلحة والمخدرات.

واتهم الألوسي رئيس الوزراء العراقي بالعمل على تسريع البدء في المشروع، قائلاً في تصريح لموقع (شفق نيوز) العراقي الكردي: إنّ "حكومة السوداني تدفع باتجاه إنجاز الربط السككي مع الجمهورية الإسلامية"، في وقت تسيطر فيه الميليشيات الموالية لإيران على المعابر والنقاط الحدودية، وتستغلها في تهريب السلاح والمخدرات ومراكمة الثروات الطائلة.