اتحاد الشغل يُصعد ضد الرئيس التونسي.. ما الجديد؟

تونس... اتحاد الشغل يُصعد ضد الرئيس سعيد

اتحاد الشغل يُصعد ضد الرئيس التونسي.. ما الجديد؟


19/02/2023

رغم أنّه أيّد في البداية قرارات الرئيس عند إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 تموز (يوليو) 2021، بما فيها حل البرلمان ومحاسبة المسؤولين عن الفساد ومقاومة الإرهاب، إلا أنّ العلاقة بين الرئيس التونسي قيس سعيّد والاتحاد العام التونسي للشغل (تجمع النقابات العمالية) دخلت مؤخراً مرحلة من التوتر الصريح، والتصعيد المتبادل، لا سيّما بعد الفجوة في الرؤى تجاه التعامل مع مشكلات الداخل التونسي.

على وقع هذا التصعيد، شهدت محافظة صفاقس التونسية مظاهرة شارك فيها الآلاف من أنصار المركزية النقابية، للتنديد بتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، و"باستهدافه" من قبل الرئيس سعيّد.

العلاقة بين الرئيس التونسي قيس سعيّد والاتحاد العام التونسي للشغل دخلت مرحلة من التوتر الصريح والتصعيد المتبادل.

أنصار الاتحاد رددوا شعارات: "يا حكومة صندوق النقد الدولي، الاتحاد دائماً قوي"، و"تونس ليست للبيع"، ورفعوا لافتات كتب عليها "لا لغلاء الأسعار وضرب المقدرة الشرائية"، و"الحرية للأخ أنيس الكعبي"، و"لا لرفع الدعم".

بالتوازي، نظّم النقابيون احتجاجات في (7) محافظات أخرى، وهي: القيروان والقصرين ونابل والمنستير وبنزرت ومدنين وتوزر، وقال القيادي في الاتحاد عثمان الجلولي في خطاب أمام المتظاهرين: إنّ "الحكومة فشلت في وضع البلاد على سكة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ونجحت فقط في استهداف الاتحاد،  نحن مستهدفون وتحاك ضدنا الملفات…اليوم يعزل كل نقابي لمجرّد التعبير عن رأيه".

تفاوض الحكومة التونسية صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض بنحو ملياري دولار مقابل تنفيذ إصلاحات.

وقال الاتحاد في بيان ناري دعا فيه إلى الاحتجاجات: إنّه يعارض "حملات الاعتقال العشوائية"، على خلفية توقيف أسماء معروفة ونشطاء قال الرئيس التونسي منذ أيام إنّ البعض منهم "لا هم لهم إلا السلطة والمال، ولا يتورعون عن الارتماء في أحضان أيّ جهة أجنبية".

وشاركت في تظاهرة صفاقس الأمينة العامة للكونفيدرالية الأوروبية للنقابات "إيستر لانش"، التي أدلت بكلمة قالت فيها: "أتيت هنا لإيصال صوت تضامن (45) مليون نقابي ونقابية من أوروبا".

وفي مطلع شباط (فبراير) الجاري أوقفت السلطات أنيس الكعبي، الكاتب العام للنقابة الخصوصية للطرقات السيارة، إثر تنفيذ نقابته إضراباً على الطرق السريعة، فضلاً عن التقدم بشكوى ضد (17) قيادياً من قطاع النقل، بسبب تنفيذ إضراب في محطات استخلاص الطرق السريعة يومي 25 و26 كانون الثاني (يناير) الماضي.

عثمان الجلولي: الحكومة فشلت في وضع البلاد على سكة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ونجحت فقط في استهداف الاتحاد.

وقد انتقد نور الدين الطبوبي الأمين العام للمنظمة الشغيلة خيارات وسياسات الرئيس سعيّد، قائلاً: "إنّ الرئيس اختار الطريق الخطأ، وكان عليه من باب الحكمة توحيد الشعب، بعد فشل مسار الانتخابات في الدورين الأول والثاني".

وبرر "أنّ الكلمات التي استخدمها رئيس الجمهورية، مثل التطهير والحرب والخيانة العظمى، لا تتناسب مع الواقع التونسي"، معتبراً أنّ خطاب الرئيس "خارج السياق الشعبي، وهدفه لفت الأنظار عن النتائج الهزيلة، والفشل الذريع للمسار السياسي الذي اقترحه على التونسيين".

وتفاوض الحكومة التونسية صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض بنحو ملياري دولار، مقابل تنفيذ إصلاحات ترفع الدعم التدريجي على المواد الأساسية وإصلاح مؤسسات حكومية، وهو ما يرفضه الاتحاد بشدة.

الصفحة الرئيسية